فى يوم رحيل هيثم أحمد زكى .. ننشر مقال الكاتبة الكبيرة سناء البيسى «خلاص ياأحمد» فى وداع والده

نشرت الكاتبة الصحفية الكبيرة الأستاذة سناء البيسى مقالا مؤثرا ترثى فيه الراحل الكبير الفنان أحمد زكى ، فى العدد الخاص الذي نشرته مجلة نصف الدنيا يوم الأحد 27 مارس 2005 فى يوم رحيل الفنان الكبير أحمد زكى متاثرا بسرطان الرئة.

وودعت الكاتبة الكبيرة سناء البيسى الراحل أحمد زكى بكلمات مؤثرة قائلة: « وداع يا أحمد من غير أي وعد بلقاء، لافى الغد ولا بعد غد ولا حتى بعد سنين.. فخلاص راح الخلاص وراح أي بصيص أمل للشفاء من الداء الألد»، وتصدرت صورة الفنان الراحل أحمد زكى غلاف عدد مجلة «نصف الدنيا» ، حيث كان يرقد الراحل على فراش المرض مستغرقا فى النوم داخل المستشفى، خلال أيامه الأخيرة.

وفى يوم رحيل نجله الفنان الشاب هيثم احمد زكى نعيد نشر كلمات الكبيرة سناء البيسى، والتى تتشابه كثيرا فى رثاءها مع نجله الشاب الذي عاش يتيما ومات وحيدا اليوم الخميس.

نص مقال «خلاص ياأحمد»

كده برضه ياأحمد واخد في وشك وماشى.. ماشى مع أن منزلتك العالية لا أحد غيرك مرسوم لها ولا مقاسها.

كده برضه وانت اللى فيهم وانت اللى ألفة عليهم وانت اللى معجون فن، خلاص يا أحمد مروح.. رايح للبر الغربى، مغادر إلى وادى الصمت، رايح ياملك لوادى الملوك.

وداع يا أحمد من غير أي وعد بلقاء، لافى الغد ولا بعد غد ولا حتى بعد سنين.. فخلاص راح الخلاص وراح أي بصيص أمل للشفاء من الداء الألد.

ترجع لنا فين بعد ماكشف عنك غطاء البصيرة لتطل من طاقة الفناء على رحابة دار البقاء عائم على وجه بئر الرحيل.. راحل على مركب ألم بمجداف عدم.

طول عمرك ياحبيب أمك مصر كنت تقع وتقوم تقف وتقع وتستميت تجمع آخر ماعندك من عزيمة وعزم وتقوم وتصحى ماردا عملاقا تهد الدنيا، تهز الفن، ترج القلب.

أحمد زكى الذي في القلب حيا وفى الدنيا حيا والذي سيظل في الذكرى حيا، وأحمد ذكرياتى معه بالأمس كأنها اليوم.. اليوم الذي أعيش فيه أحزانى عليه.. اليوم الذي أعود فيه إلى يوم دعانى إلى بيته أثناء قيامه بدور السادات وعدت من عنده اكتب عنه.

ظل أحمد يذاكر الدور بأستاذية العملاق المتفرد ليأتى لنا بخلاصة الفن على مائدة الموهبة المذهلة، وحتى عندما أناخ المرض على كاهله لم تخفت شعلة التوهج الصادق بلا تمثيل.. فمضى قطار العمر ليصل إلى محطته الأخيرة.

حليم وأحمد كلاهما ثمرة اليتم والإبداع، كلاهما عانا فأعطى، كلاهما حفر في الصخر فنقش فنهما على جدران القلوب.

وأتت وصية النمر الأسود بأن تستبدل مشاهد جنازة العندليب بجنازته، يموت ابن الحلوات قنخرج في وداع ابن الحسنية.. لقد فنى جسده وبقى فنه خالدا لا يموت.

مش قادرة أحوش عن عينى الدموع.. مش قادرة أسمع كلامك لما قلت: إن ماقدرتش تضحك.. ماتدمعش ولا تبكيش، وإن مافضلش معاك غير قلبك اوعى تخاف.. مش حاتموت حاتعيش.