أبو العينين خلال تسلمه جائزة نوبل المتوسطي : السيسي وقف فى مواجهة الإرهاب الذي يمكن أن يصل أوروبا خلال ساعة

في انجاز جديد لرفع أسم مصر فى المحافل الدولية، حصل رجل الأعمال «محمد أبو العينين» الرئيس الشرفي للجمعة البرلمانية المتوسطية رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي على جائزة الأقتصاد والدبلوماسية الدولية فى دول البحر المتوسط لعام 2018 من منظمة البحر المتوسط، والتي يطلق عليها «نوبل المتوسطي»، حيث تسلم أبو العينين الجائزة فى مدينة نابولي وسط حضور كثيف من شخصيات سياسية ودبلوماسية بارزة كما حضر الحفل هشام بدر السفير المصري فى روما، والسفيرة بيه عبد الباقي قنصل عام تونس بروما والدكتور عبد الحق عزوزي الأمين العام لمنظمة البحر المتوسط، وقام بتسليم الجائزة ميشيل كاباسو رئيس المنظمة بحضور ممثلين عن 42 دولة متوسطية .

وقال «محمد أبو العينين» خلال كلمته .. «أن رفع أسم مصر عاليا فى المحافل الدولية أسمي أمنيات كل مصري، واليوم يتحقق ذلك بحصولي على هذه الجائزة، أنني أشعر بالفخر ليس فقط بسبب الجائزة ولكن بسبب التعاون المستمر الذي نراه بين شعوب تمتلك حضارة لآلاف السنين مصر وإيطاليا» .

ودعي «أبو العينين» الإيطاليين للاستثمار فى مصر قائلا « ان مصر الحديثة المنفتحة على العالم .. مصر السلام، تنادي الجميع للإستفادة من فرص الإستثمار بها، فقد مررنا خلال عامي 2011 و 2012 بكابوسا، لجماعة أرادت تدمير ليس مصر فقط ولكن كانت هناك خطة شاملة لإسقاط العديد من دول الشرق الأوسط، ولكن الإرادة المصرية أبت ذلك، وقالها المصريون لن نسمح نهائيا بأن يحدث ذلك فى مصر، وكانت ثورة 30 يونيو العظيمة التي جعلت العالم يدرك قيمة الإرادة المصرية، بعدها قام المصريون ببناء دولتهم الحديثة ووضع خطة ورؤية طموحة فى شتي المجالات «رؤية مصر 2013» فخلال السنوات القليلة الماضية قمنا بإنشاء 8 آلاف كيلو متر من الطرق، و20 مدينة جديدة، وتشييد العاصمة الإدارية الجديدة التي تبلغ مساحتها ضعف مساحة القاهرة، وبحلول 2019 سيتم نقل الوزارات والبرلمان والمؤسسات الحيوية إلى العاصمة الإدارية، ما يعد إنجازا كبيرا .. كما تم استصلاح مليون ونصف مليون فدان وبناء مليون و200 ألف وحدة سكنية جديدة » .

واستكمل «أبو العينين» ..  «إن اكتشافات الغاز نموذجاً رائعا للتعاون بين مصر وإيطاليا من خلال شركة إيني الإيطالية، التي اكتشفت حقل «ظهر» العملاق وأصبحت تصدر الأن انتاجه بعد عامين فقط من اكتشافه، هذا إلى جانب الإكتشافات الاخري من حقول الغاز والتي تمثل 3 أضعاف حقل«ظهر»، فالشركة الإيطالية استطاعت تحقيق الكثير من الأرباح من خلال الاستثمار فى مصر» .

                       

واوضح «أبو العينين» ان مصر بها الكثير من الفرص العظيمة للإستثمار فى الصناعة والتعليم والرعاية الصحة والزارعة والسياحة التي يمكن للشعب الإيطالي الاستفادة منها فمصر بها 100 مليون مواطن إلى جانب كونها بوابة أفريقيا، فالإستثمار فى مصر يتيح التصدير لبلدان الكوميسا التي تتكون من 22 دولة أفريقية تستطيع ان تصدر إليها المنتجات المختلفة بدون ضرائب .. كذلك لدي مصر اتفاق كامل مع الاتحاد الاوروبي وبموجب ذلك فإن كل البضائع المصدرة لمصر يتم اعفائها من الضرائب، فمصر سوق مفتوح وكبير للشرق الأوسط وأفريقيا .. كمام أن قانون الاستثمار المصري يسمح للشركات الأجنبية امتلاك 100% من أسهم الشركات فى مصر، من خلال قانون يساوي بين المستثمر الأجنبي والمصري» .

 

ودعي أبو العينين الحضور لزيارة مصر ومشاهدة التحول الكبير الذي حدث فى مصر من مشروعات جديدة وضخمة، وأكد القوات المسلحة المصرية والخطة التي وضعها الرئيس السيسي لمواجهة الإرهاب استطاعت محاصرة الإرهاب فى جزء صغير لا يتعدي 1% من مساحة مصر، بينما مصر كلها آمنة، كانوا يريدون تحويل سيناء المقدسة إلى منطقة آمنة للإرهابيين والتطرف وتهريب الأسلحة، إن مواجهة الإرهاب كان امرا صعبا ولكن نجحنا فى ذلك واستطاع الرئيس السيسي أن يحمي العالم كله من خطر الإرهاب، أن الرئيس السيسي رجل عظيم وعلينا أن نقدر ما حققه من إنجازات، حيث وقف والشعب المصري فى مواجهة الإرهاب الذي يمكن أن يصل أوروبا بسهولة خلال ساعة واحدة .. ولكن الإرهاب هزم أمام إرادة وقوة المصريين وهي رسالة لكل من تسول له نفسه التفكير فى إسقاط دولة أو تقسيمها .

قال أبو العينين أنه يشعر بالفخر اليوم ليس فقط بسبب حصوله على الجائزة ولكن بسبب هؤلاء الحريصون على الحفاظ على العلاقات المصرية الإيطالية ويثمنون العلاقات بين شمال وجنوب المتوسط، السيد كاباسو رئيس المنظمة الذي يسهم بشكل كبير فى التعاون بين شمال وجنوب المتوسط والقائمين على تلك المنظمة العريقة التي ترسل اليوم رسالة للعالم بأثره عن أهمية العلاقات بين مصر وإيطاليا .

 

وأخص بالشكر صديقي السيد عزوزي الذي يمتلك علم ورؤية واضحة للتعاون والف أكثر من 30 كتاباً والذي تحدث عن العلاقات ودعمها فى كل أنحاء العالم خلال سفرياته، فكل الجامعات تعرف قيمته وكل القادة يقدرون مكانته فهو مهتم دوما بالتنمية والأفكار الجديدة التي تخلق مستقبل أفضل من خلال نتائج ملموسة .

 

ووجه أبو العينين الشكر لرئيس منظمة البحر المتوسط، ودورها القوي فى دعم التعاون بين شمال وجنوب المتوسط، وما توجه اليوم من رسالة للعالم عن العلاقات القوية بين مصر وإيطاليا .. كما وجه أبو العينين التحية لكل من شاركوه خلال مشواره الطويل من النجاح ومن بينهم شريكه الإيطالي الذي عارضه في بأدي الأمر عندما قرر أبو العينين إنشاء أول مصنع له فى صحراء العاشر من رمضان، فى منطقة تفتقد كل الخدمات، ولكنه استطاع النجاح وأن يصبح خلال سنوات قليلة أكبر منتج للسيراميك فى الشرق الأوسط، ويزيد إنتاج المصنع من 3500 مترا يوميا عندما بدأ،  إلي 200 ألف متر يوميا حاليا، وأن تجربته في الصناعة تمثل نموذجا للنجاح فى التعاون والشراكة بين مصر وإيطاليا .

 

فيما أكد هشام بدر السفير المصري بإيطاليا أنه سعيد للغاية للحضور إلى نابولي لحضور حفل تكريم أبو العينين الذي يتمتع بكل التقدير والحب من الجميع فى مصر وإيطاليا، ووصف أبو العينين بانه عاشق لإيطاليا ويحبها بقدر حبه لمصر، حيث أحب وتزوج أبو العينين من إيطالية وكان هذا كافيا كي يعشق إيطاليا .. وأن هذا التكريم والجائزة تكريم لمصر وتدعيم للعلاقات بين مصر وكل دول المتوسط» .

 

وأضاف السفير «هشام بدر» أن أبو العينين يتمتع بشخصية ذات طابع خاص، سواء فى المجال السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي .. وقال هشام بدر «خلال عملي كسفير فى اليابان طوال 15 عاما وخلال زيارتي لمحطات مترو الأنفاق فى طوكيو، اكتشفت أنها كلها تم انشائها من سيراميكا كليوباترا المصري، فإن أبو العينين شرف لمصر و المصريين، وأوجه الشكر إليه لكل ما حققه فى التواصل الحضاري بين مصر وإيطاليا، ليس فقط على ما تم إنجازه ولكن ما سيتحقق فى المستقبل فنحن فخورون برجل الأعمال والسياسي المصري أبو العينين» .

 

وقال السفير «هشام بدر» .. «أننا اليوم مثلما نتحدث فى الثقافة والادب عن نجيب محفوظ تلك القامة المصرية العريقة التي حصلت على تلك الجائزة فى 2003 ، فإننا نتحدث فى الصناعة والاقتصاد عن أبو العينين الذي حصد نفس الجائزة فى 2018 .. ومن نابولي مدينة السلام أتوجه بدعوة الإيطاليين لزيارة مصر والعمل على التعاون المشترك بين البلدين فى شتي المجالات الأقتصادية والتنموية » .

 

وبدأت مراسم تسليم جائزة «نوبل المتوسطي» فى مدينة نابولي الإيطالية بالتوجه سيرا على الأقدام على ساحل مدينة بومباي التاريخية لوضع اكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء المتوسط، لاسيما شهداء الهجرة غير الشرعية الذين راحوا ضحايا للبحث عن لقمة العيش، وأكد أبو العينين خلال تفقده النصب التذكاري أن هؤلاء الشهداء أبرياء يبحثون عن العمل هربا من ضغط الحياة .. مؤكدا أنه يجب تحقيق التكامل بين ضفتي المتوسط لإيقاف تلك الظاهرة تماما .

 

عبدها بدأت المرحلة الثانية من مراسلم التسليم بجولة رسمية فى متحف السلام المتوسطي مقر منظمة البحر المتوسط،  والذي يضم عدة قاعات لكل دولة بالمتوسط، وبها تراثها وقطع مهداة من ملوك و رؤساء هذه الدول، وقام ميشيل كاباسو رئيس منظمة البحر المتوسط العالمية بشرح محتويات كل قاعة كيف تم الحصول على هذه القطع التاريخية .. واستجاب كاباسو لطلب محمد أبو العينين بتخصيص قاعة لمصر داخل مبني المنظمة التاريخي، ويتم بداخلها وضع نسخ مميزة من التراث المصري ونسخ مقلدة من الآثار المصرية بالتنسيق مع وزارة الآثار المصرية .

 

وفي المرحلة الثالثة لمراسم تسليم الجائزة قام أبو العينين بالتوقيع فى دفتر الاستقبال التاريخي للمنظمة بتسجيل كلمة باللغة العربية أكد فيها أمنياته بتوسيع أفق التعاون بين دول المتوسط تحقيقا للاستقرار والنمو لدول حوض المتوسط .

 

بعدها بدأت المرحلة الرابعة من مراسلم التسليم بالمنظمة حيث تحدث ممثلوا المنظمة موضحين أسباب وحيثيات اختيار أبو العينين للفوز بتلك الجائزة، وأكد دكتور عبد الحق عزوزي الأمين العام لمنظمة البحر المتوسط أن هناك 3 أسباب دعت لجنة التحكيم التي تتألف من أعضاء من 42 دولة متوسطية وهي دوره الحثيث على مدار 30 عاما فى التقريب بين شمال وجنوب المتوسط، واستشراف المستقبل وبحثه دوما فى كل الفعاليات المتوسطية عن القواسم المشتركة بين الدول أكثر مما يفرقها .

 

وأشار عزوزي إلى أن هذه الجائزة حظي بنيلها العديد من الشخصيات العالمية التي ساهمت فى إنشاء حلقات اتصال بين ضفتي المتوسط، كما حصل على تلك الجائزة ملوك ورؤساء دول وشخصيات مؤثرة فى العالم .. أبرزهم «الرئيس الامريكي الأسبق باراك أوباما، والشيخ صباح الأحمد الجابر أمير الكويت، وبان كي مون الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، وخوان كارلوس ملك إسبانيا الأسبق، والأديب المصري العالمي نجيب محفوظ صاحب نوبل» .

 

فيما أعرب مصمم الازياء الشهير ستيفانو ريتشي عن سعادته وشعوره بالفخر بحضور تكريم محمد أبو العينين وحضوله على جائزة نوبل المتوسطي، فهو صديق منذ سنوات، ووجه ريتشي الشكر للحضور، وقال «أن الشباب هو المستقبل فى أي مكان فى العالم، فمن يمتلك العمل يمتلك حياة .. فى يوم من الأيام كنت أشغل وظيفة ما وتقدم العديد من الشباب للحصول على العمل فى بعض المهن اليدوية كعمال دون النظر لمؤهلهم الدراسي، فكان سؤالي على الدوام .. هل تريد حقا القيام بهذا العمل .. الفكرة الأساسية أو ما أود قوله أن الحصول على العمل أيا كان نوعه يمثل حياة أيا كان نوعه .. فإن العمل قدرة على العطاء .. وأبو العينين حريص على ذلك من خلال خلق فرص عمل لآلاف الشباب ..  ولي كتاب يتحدث عن مفهوم الطموح والعمل .. وقد أهديت نسخة منه للسيد محمد أبو العينين .. فى النهاية اريد أن اقول أنه يجب أن نبحث عما هو بداخلنا من أجل النجاح» .

 

فيما اعرب ميشيل كاباسو رئيس منظمة البحر المتوسط عن سعادته بحضور قامة كبيرة مثل السيد أبو العينين  إلي نابولي .. قائلا .. « أن أبو العينين يفكر دائما خارج الصندوق وهو ما يجب علينا جميعا فعله، فهو يعمل دائما بكل جهد لبناء المزيد من الاستثمارات إلى جانب قدرته على الجمع بين العمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي .. أننا هنا نتحدث دائما ولكن أبو العينين يتحدث ويعمل ويشارك ويبني ويستثمر من خلال مجموعة كليوباترا العملاقة المعروفة فى العالم .. والذي قدم من خلالها الكثير والكثير من فرص العمل الحقيقية للشباب والامل فى مستقبل أفضل» .

 

واستكمل رئيس المنظمة قائلا .. «لقد ساهم أبو العينين بشكل قوي فى الحد من الهجرة غير الشرعية إلى اوروبا ومنح آلاف من فرص العمل للشباب ما أدي إلى خفض الهجرة غير الشرعية من مصر، وهو ما نود أن نحققه فى دول أخري كتونس والمغرب، من خلال خلق فرص عمل جادة لتحقيق التنمية المستدامة» .

 

وأكد كاباسو قائلا .. «إن ما فعله أبو العينين فى بلاده ودول البحر المتوسط بمثابة تسونامي متوسطي .. والحقيقي ليس فقط فى المتوسط ولكن فى دول العالم، فهو يعمل جاهدها على النهوض والتنمية فى الاستثمار بكل مكان، جنبا إلى جنب مع نشر المعرفة والتنمية والثقافة، و كذلك فى المجال الدبلوماسي، حيث يعمل جاهدا بشكل دائم على صعود مصر إلى أعلي مرتبة ونقل الثقافة المصرية إلى كل دول العالم .. فجميعنا يعلم الاهرامات وأبو الهول .. و لكن أبو العينين يعمل جاهدا على كسر الحواجز والحدود بين كل الدول وبناء جسور لتقريب الثقافات والحضارات بين دول المتوسط .. علينا أن نري ما يفعله أبو العينين على المستوي الإنساني والاقتصاادي والدبلوماسي ونسعي جاهدين فى ذلك لنصعد بمجتمعاتنا » .

وأضاف كاباسو أن لجنة التحكيم التى تمثل 43 دولة حول المتوسط اختارت «أبو العينين» كأحد الشخصيات البارزة فى العالم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، حيث يمتلك تاريخاً حافلا من العطاء، واستطاعت مجهوداته عبر سنوات التقريب بين شعوب المتوسط، إلى جانب جهوده الكبيرة فى مجال الدبلوماسية ودفاعه القوى فى المحافل الدولية عن الحقوق الأساسية للإنسان والسلام والعيش المشترك وقبول الآخر ونبذ التعصب وبناء البيت المجتمعى الواحد والقضايا الهامة التى تهدد مجتمعاتنا.

 

ومنظمة البحر المتوسط العالمية هى واحدة من أشهر وأعرق المؤسسات العالمية التى تهتم بتعزيز التعاون فى شتى المجالات بين دول المتوسط، وتمنح جوائزها كل عام للمساهمين بقوة فى التواصل وتعزيز التعاون بين دول المتوسط منذ عام 1996، وذلك فى فئات مختلفة من بينها «الدبلوماسية الدولية، والأقتصاد، والثقافة، والفن، والعلوم .. وغيرها » .. وذلك لمساهمة الفائزين الإيجابية فى الحد من التوتر وكسر الحواجز الثقافية وتطوير القيم المشتركة فى منطقة البحر المتوسط.