أبو العينين يطالب بمحاكاة التجربة اليابانية فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة في أفريقيا

قال رجل الصناعة محمد أبو العينين نائب رئيس مجلس الأعمال المصري - الياباني أن الشعوب الأفريقية تتطلع بتفاؤل كبير لنتائج مؤتمر التيكاد، فجميعنا يتمسك بالشراكة مع اليابان الشريك الأنسب لأفريقيا علما وخلقا وكفاءة، والذي قدم للعالم نموذجا يحتذي به فى بناء الأمم العصرية وصاحب التجربة التكنولوجية المتطورة . فإن أفريقيا تتحرك وتتغير وتتقدم وتدعوا شركائها لمستقبل مشرق يضىء القارة السمراء ويوفر الحياة الكريمة لشعوبها .

وأكد أبو العينين خلال كلمته فى منتدي حوار الأعمال بين القطاعين العام والخاص فى مؤتمر طوكيو السابع حول التنمية فى أفريقيا تيكاد 7 بحضور الرئيس السيسي وشينزو آبي رئيس الوزراء الياباني وأكثر من 50 رئيس دولة أفريقية  و أكثر من3000  من ممثلي ووفود الدول الأفريقية وعدد كبير من رجال الصناعة والاستثمار - أكد أن القادة الأفارقة قد عقدوا العزم على بناء أفريقيا الحديثة فى إطار رؤية التنمية المستدامة 2063 والتي تحاكي النهضة التي حدثت فى شرق أسيا، وتمثل رؤية تعظم القيمة المضافة لثروات أفريقيا البشرية والطبيعية، حيث تمتلك أفريقيا كل المقومات للتقدم والنمو وتحقيق نهضة شاملة لدول وشعوب القارة السمراء .

وأوضح أبو العينين أن تسابق قوي العالم السياسية والاقتصادية للتعاون مع أفريقيا يتزايد كل يوم، وتتزايد معه طموحات وآمال الشعوب، وتتعاظم معه فرص التجارة والاستثمار، وأن هذا التسابق يأتي لأن أفريقيا تمتلك ثروات ضخمة فهي ثاني أكبر قارات العالم مساحة أكثر من 30 مليون كم فهي أكبر من الصين والهند والولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان مجتمعة ، كذلك فهي أكثر قارات العالم شبابا فإن 65 % من سكانها في عمر الشباب.

وأضاف أبو العينين أن أفريقيا تمتلك 500 تريليون قدم مكعب من احتياطي الغاز الطبيعي، و 124 مليار برميل من البترول تنتج 12% من إنتاج العالم، و 95 % من احتياطي العالم من الماس، و 90% من احتياطي البلاتين، و75% من احتياطي الذهب بالعالم، وكميات هائلة من اليورانيوم و 450 مليون رأس ماشية، ومساحات كبيرة من الأراضي الزارعية غير المستغلة.

وأكد أبو العينين أن كل ما سبق يمثل فرص كبري للاستثمار فى أفريقيا وقيمة مضافة حقيقية، فهي خامات وموارد الثورة الصناعية الرابعة .. صناعات المستقبل .

وأوضح رجل الصناعة محمد أبو العينين أن وضع الرؤية المستقبلية 2063 للتنمية فى أفريقيا وإنطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية للربط بين دول افريقيا وإزالة أي قيود وجمارك يمثل تقدم كبير ودليل واضح على عزم أفريقيا على تحقيق التنمية والاندماج الإقليمي .

وأثني أبو العينين علي حديث الرئيس السيسي في أفتتاح مؤتمر تيكاد 7 وما يوليه من أهتمام بالقطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية، مؤكدا أن الرئيس  السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي حمل المسئولية لتحقيق آمال وتطلعات أكثر من مليار ومائتي مليون أفريقي .. حيث طرح الرئيس السيسي خطة لربط أفريقيا وجعلها كيانا واحدا تتضمن عدة مشروعات عملاقة تعد مشروعات القرن، ممر التنمية القاهرة / كيب تاون للربط بين 10 دول أفريقية بما يسهل حركة نقل البضائع والأفراد ويدعم التنمية فى أفريقيا، ومشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتورية والبحر المتوسط، ومشروع الربط الكهربائي بين أفريقيا وأوروبا، وإنشاء خط سكك حديد أفريقيا، إن تلك المشروعات العملاقة سيكون لها أثر كبير على التنمية فى أفريقيا وأدعو شركائنا الدوليين للإسهام فى تمويلها .

وقال أبو العينين " إن الثورة الصناعية فى أفريقيا قد بدأت، حيث نمت الصناعة فى العقدين الماضيين بمعدلات سريعة، وزاد نصيب السلع الصناعية فى التجارة البينية إلي 14 %، وأصبحت الصناعة ثاني أكبر قطاع جاذب للاستثمار الأجنبي المباشر فى أفريقيا، ويتوقع الكثيرون أن تصبح أفريقيا المركز الصناعي الكبير القادم فى العالم" .

وأكد أبو العينين أن الدول الأفريقية تدفع الاستثمار في البنية الأساسية وشبكات النقل والموانىء والطاقة والأنترنت .. وتنشىء المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة .. وتحرر التجارة بما يعطي دفعة قوية للصناعة، التي تمثل مستقبل أفريقيا والقيمة المضافة للانتاج والتشغيل والتصدير، والطريق الرئيسي للنمو والتنمية .

وقال أبو العينين " إذا كانت أفريقيا قد عانت فى الماضي من عدم اللحاق بالثورات الصناعية السابقة، فإن التحدي الآن هو كيف نحول كل تحدي إلي فرصة استثمارية جديدة، فنقص البنية الأساسية هي فرصة للاستثمار فيها، ونقص الطاقة فرصة للاستثمار، والأراضي الزراعية غير المستغلة، والموقع الاستراتيجي للقارة، وتوفير الأمن الغذائي، واكتشاف الموارد الطبيعية واستغلالها جميعها تمثل فرص رائعة فرص لم تستغل فى القارة السمراء، فكل التحديات هي فرصة استثمارية حقيقية ذات عائد ضخم .

وأكد أبو العينين إن انطلاق صحوة صناعية أفريقية قوية يتطلب 7 خطوات مهمة وضرورية، هي أولا - مواجهات جرئية مع البيروقراطية وارتفاع تكاليف الاستثمار والانتاج، والدخول فى منظومة المنافسة والجودة العالمية وغيرها، وثانيا نشر منظومة المناطق الاقتصادية الخاصة بقوانين وتشريعات محفزة لمواجهة البيروقراطية وجذب الاستثمار وتوطين الصناعة وتحقيق التخصص الإنتاجي . وقد بدأت مصر بالفعل ودول أخري هذه التجربة وكللت بنجاح كبير خاصة فى منطقة قناة السويس . وثالثا إعداد الشباب للمستقبل والاهتمام بالمرأة الذي يعد أول الطريق لأفريقيا قوية، فإعداد الشباب يتطلب تطوير التعليم وإنشاء مراكز تدريب وتأهيل لاحتياجات صناعات المستقبل، فالثروة الحقيقية فى أفريقي فى مواردها البشرية الهائلة . ولنا فى التجربة اليابانية الفريدة قدوة نحتاج للاستفادة منها فى جهود القارة لتطوير التعليم والتدريب من خلال نشر المدارس والجامعات ، ومراكز التدريب اليابانية فى أفريقيا لتأهيل العمالة وتوطين الصناعات واكتشاف مهارات التخصص والإبداع .