إلهام أبوالفتح تكتب: مواجهة الفساد في إفريقيا تنطلق من شرم الشيخ.. فيديو

أكدت الكاتبة الصحفية، إلهام أبوالفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار، ورئيس شبكة قنوات صدى البلد، أن حجم الفساد في إفريقيا بلغ 50 مليار دولار سنويا، بما يعادل ميزانيات دول.

وتحدثت إلهام أبوالفتح، فى مقالها المنشور بجريدة الأخبار، اليوم الأحد،  بعنوان «مواجهة الفساد في إفريقيا تنطلق من شرم الشيخ»، عن استضافة مصر لأول مرة مؤتمر مكافحة الفساد في القارة السمراء، في ظل التجربة المصرية الرائدة في هذا المجال، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفيما يلي نص المقال:

لم أصدق الرقم عندما قرأته أمس فى صحيفة أخبار اليوم ، تكلفة الفساد فى أفريقيا بلغت 50 مليار دولار سنويا أى ميزانيات دول .. الرقم صادم وغريب ويحتاج إلى وقفة ، لذلك سعدت جدا أن مصر تحتضن لأول مرة مؤتمرا لمكافحة الفساد في القارة السمراء الأربعاء القادم بمدينة شرم الشيخ.

فمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها تجربة رائدة في هذا المجال بدأت بإطلاق ‏الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2014 - ‏2018 وكان أهم أهدافها الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومي والإداري للدولة ‏وتحسين الخدمات العامة وإرساء مبادئ الشفافية والنزاهة في عناصر المنظومة الإدارية وسن قوانين جديدة وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد ورفع مستوى الوعي بخطورته ومكافحته.

‏ كان من نتائجها نجاح برامج الإصلاح الاقتصادي ‏وارتفع تصنيف مصر من سالب إلي مستقر.

وارتفاع مؤشر التنافسية العالمية من 118 الى 100 وتضاعف صافى الاستثمار المباشر من 7,8 مليار دولار الى 21,2 مليار دولار وازدياد أعداد الشركات التي تم تأسيسها من 8945 الى 37691 بمعدل 400 % وانخفضت معدلات البطالة من 13,2 % إلى 11,98 % نتيجة تنفيذ عديد من المشروعات الكبرى وما تبعها من زيادة حجم الاستثمارات في عديد من قطاعات الدولة ابرزها قطاع الكهرباء ، الاتصالات ، البترول ، النقل و الصحة.

وأتخيل أن الخمسين مليار دولار التي تخسرها أفريقيا تم توجيهها لتنمية الشعوب وبناء المدارس والمستشفيات والقضاء على المجاعات وأسباب الحروب، لتصبح أفريقيا واحدة من القوى العالمية الكبيرة.

المنتدي الافريقي لمكافحة الفساد الذى تستضيفه مصر ويشارك فيه عدد من الهيئات والجهات أبرزها هيئة الرقابة الإدارية ووزارتا الداخلية والعدل ورؤساء هيئات مكافحة الفساد وأجهزة المحاسبات والكسب غير المشروع فى الدول الإفريقية، بحضور أكثر من ٢٠٠ مسئول إفريقي. يعبر عن حرص مصر على تقديم خبراتها لأشقائها الأفارقة بعد أن حققت الكثير من الانجازات في هذا المجال.

فرغم أن قارتنا السمراء واحدة من أغني قارات العالم بثرواتها الطبيعية لكنها تعاني ويعاني سكانها من الثالوث القاتل فقر وجهل ومرض وفوقهم حروب وعنف ومواجهات لكن التحدي الأكبر هو الفساد الذي يقضي على الأخضر واليابس ويجردها من كل خيراتها ..

دول القارة السمراء، تعاني من الفساد برعاية قوى خارجية من مصلحتها الإبقاء على حالة التخلف والعوز بين الشعوب يهمها أن تظل الدول الأفريقية ضعيفة ، هشة ، غير قادرة على محاسبة الفاسدين فى الداخل أومواجهة أطماع الخارج.

وليس غريبا أن الدول التى تعجز عن مواجهة الإرهاب وتحديات التنمية هى نفسها الدول التى تعجز عن المواجهة الصريحة للفساد، وأصبحت وقائع الفساد بها مادة خصبة للصحافة العالمية منها تقرير نشر بصحيفة نيويورك تايمز عن لجوء رجال أعمال ومسئولين فى أنحاء إفريقيا لشركات وهمية لإخفاء الأرباح التى يجنونها من بيع الموارد الطبيعية والرشاوى، وبحسب ما جاء فى الصحيفة، فإن ثلاثة وزراء نفط من نيجيريا، بالإضافة إلى عدد من المسئولين الكبار بشركة النفط الحكومية واثنين من المحافظين السابقين، الذين أدينوا من قبل فى قضايا غسيل أموال، هم من بين الوارد أسماؤهم فى الوثائق!

وهنا يأتى المؤتمر الذي تنظمه مصر، وأعتقد أنه يجب أن يقدم خريطة طريق وخطة تتبني سياسات عمل وبرامج للقضاء على الفساد وتؤكد مخاطره على جهود التنمية ، وأن يمثل المنتدى ملتقى مستدام للحوار بين دول القارة وتبادل المعلومات والخبرات والتوعية بشأن التدابير والتجارب الوطنية الخاصة بمواجهة الفساد تنفيذا للالتزامات القارية والدولية وكيفية تنمية قدرات الموارد البشرية فى مختلف أوجه مكافحة الفساد، وتعزيز التنسيق الحكومى الأفريقى فى هذا المجال والذي بدأ منذ زمن طويل وكانت نتيجته في عام 2006 أن دخلت اتفاقية الاتحاد الأفريقي لمنع ومكافحة الفساد حيز التنفيذ بعد أن وقعت عليها 15 دولة أفريقية والتي وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى اتفاقية الانضمام إليها على هامش قمة اديس ابابا فى يناير ٢٠١٧ وهي تتشابه الي حد كبير مع اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد .

أتمنى أن يكون انعقاد المؤتمر إشارة للعالم أن أفريقيا تخلق عهدا جديدا كما تقول كلمات الأغنية التى تقدمها فرقة من شباب القارة فى حفل الافتتاح قبل الجلسة الأولى والتى تختتم بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى أتوقع أن يقدم فيها رؤيته للجهود الوطنية فى مكافحة الفساد تنفيذا للالتزامات القارية والدولية.

كما أتمنى أن يقدم المؤتمر صورة أفريقيا الجديدة المنفتحة على العالم والمستعدة لمناقشة قضاياها وأمراضها وعللها بنفسها وبصراحة وموضوعية وقبول الاختلاف بنفس الروح الرياضية التى تقام على أساسها منافسات منتخبات القارة خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تنظلق فعالياتها بعد أسبوع واحد من اختتام جلسات مؤتمر المواجهة الصريحة للفساد!

https://www.youtube.com/watch?v=Q5W44xSB-gE&t=35s