جرائم الأولتراس لا تسقط بالتقادم

إلهام أبو الفتح

اذا أردنا القضاء علي إرهاب الأوتراس فلا يجب أن ننظر لجرائمهم بالقطعة وعلينا ألا نتركها تسقط بالتقادم .. فمنذ أسبوع (احتفلت) فصائل أولتراس بفرصة ثمينة خلقتها مناسبتان غاليتان ،الأولى إعادة افتتاح استاد القاهرة الدولى للمباريات الكروية، والثانية فوز الأهلى بخمسة أهداف نظيفة على أونان الجابونى فى دور الـ16 لبطولة الأندية الأفريقية.

ولأن المناسبة الأولى تتعلق بمكانة مصر ورمز وجودها الرياضى واستقرارها على المستوى الأمنى، والثانية تتعلق بمكانتها الرياضية وتاريخها الحافل الذى سطره على مدى أكثر من قرن من الزمان النادى الأهلى العريق ،ولأن المحتفل هو فصائل إرهابية تأسست ولمعت فى ظروف استثنائية كانت فيها البلاد مختطفة لصالح جماعة إرهابية خلطت الدين بالسياسة بالرياضة فكانت النتيجة هذا الوحش الكاسر المسمى أولتراس الأندية الذى كان أول ضحاياه الروح الرياضة وأهم ضحاياه سمعة الدولة المصرية ومكانتها العالمية.

لقد تحول الاحتفال إلى جريمة والأمن إلى فوضى وحرائق .. والنصر الكبير إلى هزيمة أخلاقية فادحة ،هكذا أراد (المحتفلون) الأولتراس فكانت النتيجة حرائق وشماريخ وهتافات بذيئة طالت رياضيين وسياسيين.

والهدف واضح وهو قتل كل محاولة جادة لعودة الجماهير للملاعب ،لأن عودة الجماهير معناه إحياء صناعة كرة القدم فى مصر بتاريخها الكبير واستثماراتها الهائلة وقبل كل ذلك تعبير عن حالة الأمن والاستقرار واندحار الإرهاب الذى تقود الحرب عليه مصر نيابة عن العالم، فكان هذا هو بيت القصيد ومربط الفرس.

فما هو المطلوب إذن لعبور هذه المرحلة والتعبير عن قوة الدولة واستقرارها وعدم تراجعها وخضوعها للابتزاز خاصة وأن أندية مصر ومنتخبنا القومى أمامها استحقاقات دولية مهمة بعد تأهله لنهائيات كأس العالم فى روسيا 2018 ؟

أعرف أن أسهل الإجابات والحلول القول أن ما حدث عار على الكرة المصرية. لأن ما قامت به جماعات الأولتراس إهانة لكل الدولة ، وقد شاهدت كيف أن فريق الأهلي أدي بشكل جيد خلال المباراة وفاز بأربعة اهداف وهو ما يعني أن مرتكبي أحداث الشغب لم يهتموا بالمباراة وكانت لهم نيات تخريبية خاصة وأن المؤشرات تتحدث عن وجود قيادى يدعى أحمد زهرة وهو من جماعة 6 إبريل بين الجماهير ،وكانت الحصيلة الأولى للضحايا كما قال علي درويش ،مدير استاد القاهرة هي تدمير 1044 مقعدا و5 كاميرات مراقبة .. لكن يقينى أيضا هذا الكم من المقاعد لم يكن هو الهدف ولا كان الهدف إيقاع هذا العدد من الضحايا فى البشر كما حدث فى استاد بور سعيد قبل سنوات ،لكن الهدف حالة الاستقرار فى مصر الذى يبدأ بالتشويش على الانتخابات الرئاسية ولا ينتهى قطعا بالتراجع عن موعد عودة الجماهير للملاعب.

الحل فى نظرى يبدأ بالقانون فنحن نعرف أنه لا يوجد في القانون ما يسمى بروابط الأولتراس ،ولا يوجد ما يسمى بتقدير الموقف أو الطبطبة أو إلقاء الاتهامات جزافا لكن توجد نصوص واضحة ورادعة لكل عمليات الترويع والبلطجة وتعطيل مؤسسات الدولة والخروج على الأمن والسلم العام وهى ليست مسئولية النادى الأهلى وحده ولكنها مسئولية الحكومة والبرلمان واتحاد الكرة والنقاد الرياضيين ووزارة الداخلية فى المقام الأول.

ويجب أن توزع تذاكر المباريات بإشراف مباشر من مجالس إدارات الأندية بعد التحقق من شخصية المشجع .. والأهم من ذلك هو البحث عن الجهات المسئولة عن تمويل هذه العناصر الإرهابية وقيادتهم الذين قاموا بإشعال المواجهات مع قوات الداخلية بعد المباراة وكيف تم إدخالهم للمدرجات مع هذا الكم والعدد من الشماريخ والفرقعات والألعاب النارية؟ وعلينا قبل كل هذا أن نحاكم هذه الروابط علي كل جرائمهم منذ أعلنوا عن وجودهم.