إلهام أبو الفتح تكتب: «نبع الخراب».. التركي.. لماذا يقف العالم ساكنا

عرضت الإعلامية رشا مجدي، مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير الأخبار ورئيس شبكة قنوات صدى البلد، الذي نشر بجريدة الأخبار بعنوان «نبع الخراب».. التركي.. لماذا يقف العالم ساكنا ؟

وأكدت أبو الفتح أن العدوان التركي على سوريا هجمي ووحشي، ويعد نبعا للخراب وليس للسلام.

وفيما يلي نص المقال:

العدوان الهمجى الوحشى الذى تقوم به تركيا على سوريا وأسمته نبع السلام وأسميه «نبع الخراب» رغم كل الادانات الدولية الا اننى ارى ان العالم لم يواجهه بشكل جدى.. لم ينعقد مجلس امن طارئ.. لم تدع قوات مسلحة للدفاع عن الشعب المسكين الذى يعانى من الحرب والدمار والخراب ولم يستطع التقاط انفاسه ولو للحظات حرب قمعية من ارهابى داعش تليها حرب ابادة من نظام اردوغان الارهابي.

مصر ممثلة فى رئيسها البطل عبد الفتاح السيسى كانت اول دولة تدين هذا الارهاب والعدوان والحرب غير المبررة وطالما حذرت العالم من أردوغان ومن دعمه للإرهاب والارهابيين وايوائهم فى تركيا.. والذى اتخذ من قضية اللاجئين السوريين ورقة لابتزاز الاتحاد الاوروبى وتهديده على عكس موقف مصر الذى اشاد به العالم عندما فتحت ابوابها للأشقاء السوريين وفى كل مناسبة يتحدث فيها الرئيس السيسى لا نجد منه الا كل الاحترام والحب والترحيب بأشقائنا.. لم نسمع مرة انه طلبا دعم او مساندة من اوروبا او امريكا، ما فعلته مصر كان من باب مساندة الاشقاء كعادتها دائما.. لم تفرق بين لاجئ سورى أو مواطن مصرى استوعبتهم كأنهم ابناؤها ورحبت بهم وفتحت امامهم فرص العمل والاستثمار والنجاح ليشعروا انهم فى بلدهم ولا وجود لكلمة لاجئ او مهاجر، ولكن شقيق يمر بأزمة.. موقف محترم ثمنته كل دول العالم..

الحرب التركية على سوريا كشفت عن الوجه القبيح لأردوغان وأطماعه التوسعية ومحاولاته البائسة لاسترداد عرش الدولة العثمانية على حساب الدول العربية.. منذ اليوم الأول للأزمة السورية وهو يتاجر بالمهاجرين السوريين ويبتز الاتحاد الأوروبى ويهددهم بفتح ابوابه للاجئين للنزوح إلى اوروبا ففى رسالة تهديد وانذار قال «أيها الاتحاد الأوروبى، تذكر أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح؛ فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر، وهو عدد اللاجئين السوريين المتواجدين فى تركيا حاليا».

عملية قميئة بدأها أردوغان الاربعاء الماضى، أطلق عليها «نبع السلام» وهى من وجهة نظرى يجب ان نطلق عليها نبع الخراب الارهاب والتعدى على الآمنين واطلاق سراح الدواعش المجرمين الذين روعوا العالم كله وزعم انها لخلق منطقة آمنة فى شمال شرق سوريا بين سوريا وتركيا، والهدف الاساسى هو نشر الفوضى والإرهاب ليس فى سوريا فقط ولكن فى العالم كله بعد هرب مقاتلى التنظيم الإرهابى داعش وبالطبع سيقومون بعمليات جديدة فقد قصف سجنًا كان يضُم معتقلى «داعش»، ما يعنى هروب أكثر من 12 ألف سجين من عناصر داعش أو المشتبه فى انضمامهم للتنظيم الإرهابى، وأعتقد أن هذا هو هدفه الاساسى من العدوان على سوريا فجميعنا يعلم مدى عمق العلاقات بين نظام اردوغان وهؤلاء الدواعش.

متى يتحرك المجتمع الدولى ويتحمل مسئولياته امام شعب يتمزق ويباد وتغتصب أرضه وتهدر كرامته فقد اصبحنا لا نعرف متى يتحرك العالم ومتى يصمت هل حفاظا على البشر الذين يموتون ويبادون أم حفاظا على مصالحهم؟!