التفاصيل الكاملة لـ انهيار عقار كرداسة.. 10 وفيات

في صباح هادئ اليوم الاثنين، وبينما كانت شمس الشتاء ترسل أشعتها الباردة على أحياء كرداسة بمحافظة الجيزة، دوى صوت انفجار مروع هز الأرجاء، حاملاً معه صرخات استغاثة وأنين جراح دفينة، ودقائق قليلة كانت كافية لتحويل عقار سكني مكون من ثلاثة طوابق إلى كومة من الركام، يُخفي بين أنقاضه قصصًا لم تُستكمل وأحلامًا لم تتحقق.

لم يكن يتخيل محمود سيد، الشاب العشريني، أن صباحه الهادئ سيتحول إلى مأساة تُكتب في سجلات الفقدان، ولا أن جدران المنزل الذي احتضنه بعيدًا عن أهله ستكون شاهدة على نهاية مأساوية، ولا كانت إنجي سليمان تعلم أن أحلامها التي كانت تبنيها في هذا المنزل ستتحول في لحظة إلى ذكرى مؤلمة لن تمحى من ذاكرة من عرفوها.

وسط هذا المشهد المروع، علت أصوات سيارات الإسعاف وهرعت فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا، بينما كانت صرخات الأهالي تُدمي القلوب، كان العقار الذي انهار بسبب انفجار أسطوانة بوتاجاز يحتضن عمالًا مغتربين، جاؤوا من محافظات بعيدة بحثًا عن لقمة العيش، ليجدوا أنفسهم بين لحظة وأخرى محاصرين تحت الأنقاض.

تفاصيل الحادثة

وشهدت منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، صباح اليوم، حادثًا مأساويًا إثر انفجار أسطوانة بوتاجاز في عقار سكني مكون من ثلاثة طوابق، ما أدى إلى انهياره بالكامل، وأسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، فيما نجح ستة أشخاص في النجاة بعدما تمكنوا من مغادرة المبنى قبل وقوع الانفجار.

وتعود تفاصيل الحادث إلى تلقي غرفة عمليات النجدة بلاغًا عن وقوع انفجار مدوٍ في شارع المحول بكرداسة، على الفور، انتقلت فرق الإنقاذ والحماية المدنية بقيادة اللواء محمد العدلي، مدير إدارة الحماية المدنية بالجيزة، إلى موقع الحادث، وبعد جهود مكثفة، تمكنت الفرق من انتشال جثامين الضحايا ونقل المصابين إلى مستشفى أكتوبر لتلقي العلاج.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار نتج عن تسرب غاز من أسطوانة بوتاجاز في الطابق الثاني من العقار، ما أدى إلى انهيار المبنى بشكل مفاجئ.

وأفادت اللجنة الهندسية التي تم تشكيلها لفحص الموقع بأن العقار كان مكونًا من ثلاثة طوابق ويقع على مساحة 150 مترًا مربعًا، وأن قوة الانفجار تسببت في انهياره بالكامل.

كشفت التحقيقات عن هوية الضحايا، الذين كانوا من العمال المغتربين القادمين من محافظات مختلفة للعمل في مولات مدينة 6 أكتوبر.

جاء أغلبهم من محافظة المنيا، حاملين أحلامًا بمستقبل أفضل، لتتحطم أحلامهم تحت الأنقاض.

أسماء الضحايا:

1. محمود سيد حزين (25 سنة)

2. محمود أحمد خطاب (39 سنة)

3. هاني سامي عبدالعزيز (22 سنة)

4. رحيل حسين عطية (18 سنة)

5. أحمد يحيى توفيق (30 سنة)

6. عمر جابر عبدالمنعم (26 سنة)

7. محمود جمعة دكروري (24 سنة)

8. أشرف عمر فرغلي (39 سنة)

9. سليمان ناجي سليمان (26 سنة)

10. إنجي سليمان محمود (25 سنة)

بينما تم نقل المصابين الثلاثة إلى مستشفى أكتوبر لتلقي العلاج، وهم:

إياد وليد (18 سنة) - مصاب بحروق وضيق في التنفس.

عربي محمد (37 سنة) - مصاب بحروق وكسر في الساعد الأيمن.

صالح جمعة (18 سنة) - يُشتبه بإصابته بنزيف في المخ.

استجابة الأجهزة المعنية

فور وقوع الحادث، قامت الأجهزة الأمنية بفصل الكهرباء والمياه عن المنطقة المحيطة كإجراء احترازي، وبدأت في سماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة لكشف ملابسات الحادث.

وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق.

من جهة أخرى، تابعت وزارة الصحة والسكان الحادث عن كثب، حيث أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، عن الدفع بـ15 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث، ونقل المصابين إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي بمدينة 6 أكتوبر.

في سياق متصل، وجهت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بتقديم المساعدات العاجلة للأسر المتضررة، وتنسيق جهود الإغاثة مع الهلال الأحمر المصري، كما أكدت الوزيرة على سرعة صرف التعويضات للأسر المتضررة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية.

وبعد ساعات من البحث تحت الأنقاض، انتهت فرق الحماية المدنية من رفع الركام، ليُكتب الفصل الأخير من هذه المأساة التي راح ضحيتها 10 أشخاص وخلّفت 3 مصابين، بينما نجا 6 آخرون من موت محقق.