التفاصيل الكاملة لـ قضية أحمد الدجوي.. جريمة أم تخلص من الحياة ؟

في تصاعد لافت لصراع الميراث داخل واحدة من أشهر العائلات المصرية، شهدت مدينة 6 أكتوبر واقعة مأساوية، تمثلت في وفاة حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، إثر طلق ناري داخل فيلته، وذلك بعد ساعات قليلة من عودته من الخارج، وفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية.

القصة الكاملة لأزمة الدجوي

وتأتي الواقعة في ظل نزاع عائلي محتدم بين الدكتورة نوال الدجوي وأحفادها حول ميراث تقدر قيمته بمليارات الجنيهات، وسط اتهامات متبادلة بالاستيلاء على ثروة العائلة، ما أضفى مزيدًا من التعقيد والغموض على الحادث الذي أثار اهتمام الرأي العام خلال الساعات الماضية.

نوال الدجوي نوال الدجوي

بلاغ بسرقة يفتح أبواب الخلافات

كانت بداية الخلاف قد ظهر إلى العلن قبل أسابيع، عقب تقدم إنجي الدجوي، حفيدة الدكتورة نوال، ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة أول أكتوبر، يفيد بتعرض شقة الجدة لسرقة، شملت مشغولات ذهبية ومبالغ مالية ضخمة كانت مخزنة داخل خزائن حديدية.

النيابة العامة باشرت التحقيق، وطلبت تقرير المعمل الجنائي ومعاينة موقع السرقة، كما استدعت أفرادًا من العائلة للاستماع إلى أقوالهم، وسط تأكيدات بوجود خلافات ممتدة على الميراث.

أسرة نوال الدجوي

العثور على جثة حفيد نوال الدجوي

وتطورت الأحداث بشكل مأساوي حين أبلغت أسرة أحمد الدجوي، حفيد نوال من نجلها، قسم شرطة أول أكتوبر، بالعثور عليه متوفى داخل شقته بأحد المنتجعات السكنية في المدينة.

وأشارت التحريات الأولية إلى أن الوفاة ناتجة عن إطلاق نار من سلاح مرخص كان بحوزة الراحل، بينما كشفت التحقيقات أن المتوفى كان يعاني من اضطرابات نفسية، وقد عاد مؤخرًا من رحلة علاجية بالخارج قبل يوم واحد فقط من وفاته.

النيابة تواصل التحقيق

ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في الواقعة، وسط تكهنات وتساؤلات حول علاقة الحادث بالصراع العائلي القائم، في وقت لم تصدر فيه الأسرة أي بيانات رسمية حتى الآن.

الحادث يعيد تسليط الضوء على قضايا النزاع الأسري والميراث، وما قد تخلفه من نتائج مأساوية حتى داخل أكثر العائلات شهرة وثروة.

أحفاد نوال الدجوي

وبصدد هذا الشأن، يسلط موقع 'قناة صدى البلد'، خلال السطور التالية التفاصيل كاملة حول الأزمة من بدايتها والتطورات الأخيرة التي شهدتها حتى وفاة أحمد الدجوي.

وفاة أحمد الدجوي

قال الدكتور محمد حمودة، محامي أسرة شريف الدجوي، إن قضية وفاة الدكتور أحمد الدجوي، نجل رجل التعليم الراحل شريف الدجوي، أثارت الكثير من التساؤلات، مؤكدًا أن الحادثة لم تكن انتحارًا كما أشيع، بل تحمل شواهد مقلقة تستوجب تحقيقًا شاملاً، مردفًا: «الراحل كان أستاذ دكتور وليه أبحاث في أكبر دول العالم مثل أمريكا وأستراليا».

وأوضح حمودة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الدكتور نوال الديجوي عينته أحمد الديجوي رئيسيا لدار التربية المالكة الجامعة والمدارس الخاصة، بها، موضحًا أن تعينه من ماما نوال خوفًا منها على الجامعة والمدارس، كما أنها كانت ترى أن ابنتها منى ليست كفء لتولي القيادة.

وتابع: الوضع لم يعجب ابنتها منى وقامت على الفور بأخذ والدتها 'ماما نوال'، للعيش معها، وتم تغيير كافة أرقامها، بعدها بفترة وجيزة تواصلت البنوك السويسرية تخبر عائلة الديجوي أن جميع ممتلكات ماما نوال تم تحويلها إلى منى وبناتها على مدار عام ونصف.

سبب استيلاء منى الدجوي على ممتلكات والدتها

وأشار إلى أن منى استبعدت إخوتها عن والدتهم، وحرمتهم من التواصل معها أو إدارتها لممتلكاتها، وقامت بتحويل أموال ضخمة من حساب المؤسسة التعليمية إلى حساباتها الشخصية، وهو ما دفع الأبناء إلى تقديم بلاغات رسمية إلى النيابة العامة وإقامة دعوى 'حجر' على والدتهم لحمايتها من الاستغلال.

وتابع: أحمد الدجوي كان مسافر برا مصر، ورجع لمصر قعد مع زميل له، وقاله في عربية ماشية ورايا، كمان في حاجات تانية مش لازم أقول عنها حاجة دلوقتي، كمان الراحل مكنش بيتعالج ولا بيأخد علاج.

وأكد حمودة أن أحمد الدجوي، المتوفى، كان يتحرك قانونيًا لاستعادة حقوق الأسرة، وكان يتهيأ لحضور اجتماع مع المستشار القانوني للمؤسسة التعليمية قبل ساعات من وفاته، ما ينفي تمامًا فرضية الانتحار.

وقال المحامي: 'هل يُعقل أن شابًا كان ينسق للغداء مع المستشار القانوني في اليوم نفسه يقدم على الانتحار؟ هناك شواهد وأدلة، والنيابة العامة تواصل تحقيقاتها في القضية'.

نوال والدجوي وأحدى حفيدتها

وكشف أن هناك فيديوهات وشهادات عمال بالجامعة، تؤكد أن مفاتيح الخزن كانت بحوزة بنات «منى» فقط، ولا توجد أي علامات اقتحام أو سرقة، ما يثير الشكوك حول الرواية المتداولة بشأن قصة الفلوس.

وأضاف حمودة: 'تم إقصاء الأبناء من الجامعة عبر شركة أمن خاصة، وتمت مصادرة جميع أوراقهم، في تصعيد خطير يشير إلى رغبة واضحة في طمس معالم الحقيقة'.

ونفى المحامي ما تردد بشأن وجود بلاغ رسمي من الدكتورة نوال ضد أحفادها، مؤكدًا أنها تعاني من تدهور إدراكي يجعلها غير قادرة على الإدلاء بأي شهادات قانونية موثوقة.

خناقة على أكبر ميراث موتت الأحفاد

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي محمود سعد الدين، رئيس تحرير موقع 'بصراحة'، إن البيان الصادر بشأن وفاة أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، كان واضحًا وشاملًا للتفاصيل المختلفة المتعلقة بالواقعة.

وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج 'تفاصيل'، المذاع على قناة صدى البلد 2، أن حالة الوفاة تأتي في سياق ضغوط نفسية شديدة عاشها الشاب خلال العامين الماضيين، نتيجة تورطه في نزاع عائلي كبير على الميراث.

وأشار سعد الدين إلى أن جذور الأزمة تعود إلى وفاة كل من أبناء الدكتورة نوال الدجوي، الدكتور شريف عام 2015، والدكتورة منى في بداية 2025، ليبدأ بعدها خلاف حاد بين أحفاد كل منهما حول تقسيم الثروة، والتي تعد واحدة من أكبر التركات التي شهدها الرأي العام في العقود الأخيرة.

وأضاف أن أحفاد الدكتور شريف فوجئوا بنقل عدد كبير من الأسهم المملوكة للجدة إلى حفيدتي الدكتورة منى، إنجي وماهيتاب، إضافة إلى نقل ملكية 6 أو 7 فيلات في أحياء راقية بالقاهرة، مثل الزمالك والمهندسين والدقي، في يوم واحد بتاريخ 24 سبتمبر 2024.

وأكد سعد الدين أن هذا التحرك المفاجئ أثار شكوك الطرف الآخر، ودفعهم إلى اتخاذ مسار قضائي، تطور إلى أكثر من 25 قضية متداولة أمام المحاكم، تشمل نزاعات مدنية وتجارية وحتى جنائية.

وأشار إلى أن الأزمة تصاعدت إعلاميًا مؤخرا بعد تداول معلومات عن سرقة محتويات خزينة خاصة بالدكتورة نوال، تضم مبالغ مالية كبيرة بعملات مختلفة وكمية من الذهب تصل إلى 15 كيلوجراما، ما كشف حجم الصراع أمام الرأي العام.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن القضية لا تزال مفتوحة أمام الجهات المختصة، سواء من الجانب الأمني أو القضائي، وأن ما جرى من تحولات في حياة الراحل أحمد الدجوي كان له ارتباط وثيق بهذه الخلافات العائلية.

المال فتنة واختبار من الله

وفي هذا السياق أيضًا، حذّرت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، من خطورة التعامل غير المنضبط مع المال، مؤكدة أن المال ليس ملكًا خالصًا للإنسان، بل هو مال الله جعله أمانة وابتلاءً في يد الإنسان، وقد يكون سببًا في الفتنة والتفرقة وحتى القتل داخل الأسرة.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للدكتورة سعاد صالح في برنامج 'تفاصيل' الذي تقدمه الإعلامية نهال طايل، والمُذاع عبر شاشة صدى البلد 2، حيث ناقشت قضية المال في حياة الإنسان من منظور ديني وأخلاقي، مشيرة إلى أن الخروج عن منهج الله في استخدام المال يؤدي إلى ظلم النفس والآخرين، بل وإلى إهدار الحقوق المفروضة على الإنسان من زكاة وصدقات ونفقات.

وأكدت صالح أن الله سبحانه وتعالى قسم المال في القرآن إلى كونه زينة واختبارًا وابتلاءً، محذرة من التعامل معه بوصفه نعمة دائمة، مشيرة إلى أن الشيطان يزين للإنسان حب المال ويوهمه بأنه مصدر الأمان، في حين أن المال قد يكون سببًا في العداوة والقطيعة داخل الأسرة.

وأضافت أن التصرف في المال أثناء الحياة يجب أن يخضع للعدالة والإنصاف بين الأبناء، مؤكدة أنه لا يجوز التفرقة بينهم في الهبة أو العطايا، مستشهدة بقول النبي ﷺ: 'اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم' ثلاث مرات، وهو تحذير واضح من فتنة المال وما قد تسببه من خلافات مدمرة بين أفراد الأسرة.

وفي حديثها عن التركة، شددت على ضرورة الالتزام بأحكام الميراث التي قررها الشرع، محذرة من التصرفات العشوائية التي تُقصي بعض الورثة أو تحابي آخرين، لما فيها من ظلم وجور يؤدي إلى القطيعة والعداوة بين الأبناء.

وحول وقائع واقعية تم تداولها مؤخرًا عن سيدات تركن أموالهن لبناتهن دون أولادهن، أوضحت صالح أن العطف والحنان لا يجب أن يكون مبررًا للتفريط في العدل، مؤكدة أن 'النفوس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي'، وأن العدالة الشرعية يجب أن تكون فوق الأهواء والمشاعر الخاصة.

وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة سعاد صالح على أن الانتحار بسبب الضغوط المادية أو النفسية مرفوض تمامًا شرعًا، معتبرة أن إنهاء الحياة الخاصة دون الرجوع إلى إرادة الله يدخل في باب العصيان وربما الكفر، داعية الجميع إلى التمسك بالأمل والصبر، والتوكل على الله، والتعامل مع المال باعتباره ابتلاء واختبارًا وليس غاية في ذاته.