القصة الكاملة لأزمة محمود الخطيب وحسام غالي في الأهلي

تعيش القلعة الحمراء حالة من الغليان الداخلي بعد التصريحات النارية التي أدلى بها حسام غالي، عضو مجلس إدارة النادي الأهلي وقائد الفريق السابق، والتي تسببت في إثارة غضب واسع داخل أروقة مجلس الإدارة وعلى رأسهم رئيس النادي محمود الخطيب.
شرارة الأزمة تبدأ بتصريحات غالي
الأزمة لم تتوقف عند حد التصريحات، بل ألقت بظلالها على المشهد الانتخابي القادم داخل النادي، وسط تساؤلات عديدة حول من يقود الأهلي في المرحلة المقبلة، وهل الخلاف بات معلنًا بين أساطير النادي؟أطلق حسام غالي عدة تصريحات إعلامية خلال الفترة الأخيرة، كشف فيها عن طموحه في تولي رئاسة النادي الأهلي مستقبلاً، مشيرًا إلى أنه 'سيبعد المتسلقين' عن مجلس الإدارة حال وصوله لهذا المنصب، وموضحًا أنه يضع الراحل صالح سليم قدوة له في هذا الطريق.
غالي لمح إلى وجود صراعات داخل المجلس، مؤكدًا أن العمل داخل الإدارة الحالية صعب ومليء بالمعارك والطعنات، وهو ما فهمه كثيرون على أنه هجوم مبطن على بعض أعضاء المجلس، وربما على رئيسه محمود الخطيب، خاصة في ظل توقيت التصريحات وحساسيتها.
ردود الفعل من داخل الأهلي... الغضب يسيطر
تصريحات غالي لم تمر مرور الكرام داخل النادي، حيث أعرب العديد من أعضاء مجلس الإدارة عن انزعاجهم مما وصفوه بـ'الخروج عن وحدة الصف'، كما رأى بعض المقربين من الخطيب أن غالي حاول تسويق نفسه مبكرًا لخوض الانتخابات المقبلة بشكل منفرد أو مع قائمة منافسة.الإعلامي إيهاب الكومي كشف في برنامجه 'الماتش' عبر قناة صدي البلد، أن هناك استياءًا داخل المجلس، وصرح بأن الخطيب شعر وكأنه 'تعرّض للطعن من داخل مجلسه'، وهو ما عجل بإعلان قراره بعدم الترشح لانتخابات 2025.
الخطيب ينسحب من المشهد الانتخابي... والسبب طبي؟
في خطوة مفاجئة، أعلن محمود الخطيب خلال اجتماع رسمي مع مجلس الإدارة، عدم ترشحه لرئاسة النادي في الدورة المقبلة.وأوضحت المصادر أن السبب الرئيسي لهذا القرار هو الحالة الصحية لرئيس النادي، بجانب ضغوط عائلية ومطالبات داخلية بالتغيير وضخ دماء جديدة.
ورغم ذلك، لم يستبعد البعض أن تصريحات غالي الأخيرة كانت أحد الأسباب المباشرة وراء هذا القرار، أو على الأقل أحد المحفزات التي عجلت باتخاذه في هذا التوقيت الحرج.
وفقًا لمصادر داخل القلعة الحمراء، فإن خالد مرتجي، أمين الصندوق الحالي، هو الأقرب لخلافة الخطيب على رأس القائمة الانتخابية المقبلة، بدعم مباشر من الرئيس الحالي، في المقابل، تشير التوقعات إلى أن حسام غالي لن يترشح في هذه الدورة، لكنه يحضر نفسه للدورة التالية، ربما كنائب رئيس تمهيدًا للوصول إلى القمة لاحقًا.
وتشير التقارير إلى أن غالي بدأ بالفعل في التواصل مع عدد من رجال الأعمال لدعم ترشحه المستقبلي، مما يعكس رغبة حقيقية في لعب دور كبير داخل الإدارة الحمراء خلال السنوات المقبلة.
جماهير الأهلي، التي لطالما عرفت وحدة صف إدارتها، تعيش حالة من الانقسام الواضح هذه الأيام، البعض يرى أن غالي لديه الحق في التعبير عن طموحه، فيما يعتبر آخرون أن توقيت تصريحاته كان خاطئًا، وأضر بالنادي قبل خوض استحقاقات كروية مهمة.
وعلى الجانب الآخر، لا تزال الجماهير مرتبكة بشأن مستقبل الإدارة، خاصة بعد إعلان الخطيب رحيله، وعدم وضوح الرؤية بشأن قائمة الانتخابات.
رغم تأكيده أن 'الوقت لم يحن بعد'، إلا أن نبرة حسام غالي في تصريحاته الأخيرة أوحت بأن العودة محتومة، وأنه يرى نفسه بالفعل قائدًا مستقبليًا للنادي الأهلي، لكن السؤال الأكبر: هل يستطيع غالي خوض المعركة القادمة دون دعم الخطيب؟ وهل تسامح القلعة الحمراء اختلاف أبنائها بهذه الطريقة العلنية؟
الأهلي، كما وصفه الإعلامي إيهاب الكومي، لم يعد 'مغلقًا كالسابق'، والخلافات التي كانت تحل داخليًا أصبحت الآن على طاولة الإعلام، ورغم أن التنافس الديمقراطي ظاهرة صحية، إلا أن النادي الآن بحاجة ماسة إلى 'لم الشمل' وتوحيد الصفوف، لأن الخلافات إذا ما اشتدت، فقد تهدد الاستقرار الإداري داخل أعظم أندية القارة.