القصة الكاملة لـ قضية مقتل الطالب السعودي محمد القاسم ببريطانيا

لم يكن يدري محمد القاسم، الشاب السعودي الطموح، أن رحلته إلى مدينة كامبريدج البريطانية طلبًا للعلم ستنتهي بصفحة مأساوية اهتزت لها القلوب.

في غربةٍ كان يحمل فيها حلمًا ومستقبلًا واعدًا، باغتته يد الغدر في أحد شوارع المدينة الهادئة، ليسقط ضحية اعتداء دموي لم تُعرف دوافعه بعد، تاركًا وراءه عائلة مكلومة، ومجتمعًا سعوديًا مفجوعًا برحيله.

في هذا التقرير، نرصد القصة الكاملة لمقتل الطالب السعودي محمد القاسم، من لحظة الاعتداء وحتى تطورات التحقيقات، وسط متابعة رسمية دقيقة ومطالبات بتحقيق العدالة.

تفاصيل حادث إنهاء حياة محمد القاسم

وقعت الجريمة فجر يوم السبت، عندما كان القاسم، الذي كان يشارك في برنامج تدريبي بمدينة كامبريدج، في طريق عودته إلى مقر سكنه. ووفق بيان شرطة كامبريدجشير، فقد تلقت السلطات بلاغًا عن حادث اعتداء في تمام الساعة 11:27 مساء الجمعة، وعند وصول فرق الإسعاف تم العثور على القاسم مصابًا بطعنات قاتلة. ورغم محاولات إنقاذه، أُعلن عن وفاته في موقع الحادث في تمام الساعة 12:01 صباحًا.

الجاني والمتهم

ألقت السلطات البريطانية القبض على شاب يُدعى تشاس كوريجان، يبلغ من العمر 21 عامًا، وهو من سكان مدينة كامبريدج، ووجهت له النيابة العامة تهمتي القتل العمد، وحيازة سكين في مكان عام.

وخلال أولى جلسات محاكمته أمام محكمة 'كامبريدج كراون'، أنكر المتهم التهم المنسوبة إليه، مدعيًا أنه كان في حالة 'دفاع عن النفس'. وقد تم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة، وأمرت المحكمة بحبسه احتياطيًا حتى استئناف المحاكمة في 8 سبتمبر المقبل.

السفارة السعودية تتابع وفاة محمد القاسم

منذ اللحظة الأولى، تواصلت السفارة السعودية في المملكة المتحدة مع الجهات المختصة لمتابعة مجريات التحقيق، وقدمت الدعم الكامل لعائلة القتيل، وسهّلت الإجراءات القانونية والجنائية المرتبطة بالقضية.

وأكدت السفارة في بيان رسمي حرصها على حماية حقوق المواطن السعودي، ومتابعة القضية لضمان محاسبة الجاني وفق القانون البريطاني.

عودة جثمان محمد القاسم إلى المملكة

في تطور إنساني بالغ التأثير، أعلنت أسرة القاسم أن جثمان ابنها سيصل إلى المملكة صباح يوم الجمعة 8 أغسطس، عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، على أن تُقام صلاة الجنازة على روحه في الحرم المكي الشريف عقب صلاة العصر.

كما أفادت مصادر مطلعة أن ترتيبات نقل الجثمان تمت بتنسيق كامل بين العائلة والسفارة السعودية في لندن، التي أنهت كافة المتطلبات الرسمية واللوجستية بالتعاون مع السلطات البريطانية.

زيارة والد محمد القاسم

نقلت قناة 'الإخبارية' السعودية أن والد محمد القاسم قام بزيارة لرؤية جثمان نجله بعد استكمال الفحوصات الطبية والتقارير الجنائية اللازمة، في مشهد إنساني مؤثر هزّ قلوب المتابعين، وأعاد تسليط الضوء على حجم الفاجعة التي ألمّت بالعائلة.

غضب شعبي في قضية محمد القاسم

أثار مقتل القاسم تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي في السعودية وعدة دول عربية، حيث تصدّر اسمه قوائم التريند مصحوبًا بصور ودعوات بالرحمة، ومطالبات ملحة بتحقيق العدالة.

وندد مستخدمون بموجة العنف المتزايدة ضد الطلبة الأجانب في بعض المدن الغربية، مطالبين بضمانات لحمايتهم داخل المجتمعات التي يدرسون بها.

مسار قضية محمد القاسم

تواصل الشرطة البريطانية التحقيق في ملابسات الجريمة، وجمع الأدلة والشهادات التي من شأنها كشف الحقيقة الكاملة وراء الاعتداء، خاصة في ظل تضارب الروايات وادعاءات المتهم بالدفاع عن النفس.

وتترقب أسرة القتيل ومحاموه الجلسة المقبلة في 8 سبتمبر، التي قد تشهد تطورات مهمة في مسار القضية.