الكفن بدل الفستان الأبيض.. مأساة عروس عراقية حاولت عبور المانش لخطيبها

مريم نوري عروس عراقية.. قصة حب لم يكتب لها القدر الاكتمال، قطع الموت وترها، وغرقت أسرارها في بحر المانش، تهيأت العروسة إلى ترك بلادها والانتقال إلى مكان أملت أن تجد فيه ضالتها من الاستقرار والسعادة مع خطيبها الذي كان يتحين موعد الزواج.

كانت تعيش صاحبة الـ 24 عاما، رفقة أهلها في إقليم كردستان العراق، وزوجها المستقبلي يقيم هناك في المملكة المتحدة، تحدت الظروف التي حالت دون منحها تأشيرة تصل به إليه حبيبها.

ارتدت ثوب الشجاعة، وخاطرت بنفسها، وخاضت مغامرة محفوفة بالصعاب، ولكن رغبتها في تحقيق حلم الزواج هون أمامها كل شيء، وقررت السفر إلى زوجها عبر البحر سالكة الطرق غير الشرعية.

المخاطر تلوح في الأفق

لم ينقطع تواصل كرزان  مع خطيبته منذ أن غادرت معقل أسرتها في أربيل، كان دائم الاتصال بها، حتى وصلت إلى قلب بحر المانش، وهنا بدأت المخاطر تلوح في الأفق، وبدأت الحياة تتلعثم في وجه مريم ورفاقها على ظهر المركب الذي ينقلهم إلى لندن.

أخبرته أن المركب تعرض لعطل وينتظرون النجدة، وعبر خاصية الجي بي أس، كان يحسب خطواتها التي تفصلها عنه، وفجأة انقطعت كل شئ، ودخلت في عالم المجهول عنه.

تمكن منه القلق، وساوره الشك حول مصير محبوبته، حتى تأكد من الخبر الذي افجعه، وتيقن أن البحر قد ابتلعها، وتواصل مع أهلها ليبلغهم بالخبر الذي رسم الحزن على وجوههم.

عذاب المهاجرين

ومن جانبها، قال كرمانج، ابن عم العروس الضحية التي جسدت عذاب المهاجرين ومآسيهم حول العالم، فقال: 'مع الأسف مريم وهي لا زالت في ريعان شبابها كانت ضمن ضحايا غرق قارب ممر المانش، فبعد أن خطبت لشاب عراقي مقيم في بريطانيا، غادرت نحو أوروبا حيث وصلت لفرنسا كي تعبر عبر بحر المانش وتلتحق بخطيبها، ومع الأسف غرق القارب في عرض البحر'.

وأضاف «جثمان مريم في فرنسا الآن، حيث تعرف عليها يوم الجمعة أحد معارفنا المقيم هناك، وكانت زوجته وتدعى مهاباد هي أيضا من بين الضحايا برفقة مريم في رحلة الموت».

وتمنى عودة جثمانها للوطن، فهي التي هاجرت لتبدأ حياة جديدة أفضل ملؤها الأحلام والطموحات، وغامرت في سبيل تحقيقها بحياتها، وخاضت أصعب الطرق حتى وصلت إلى هناك، لكن مع الأسف غرقت على بعد كيلومترات قليلة قبل الوصول إلى البر البريطاني، حيث خطيبها الذي كان بانتظارها'.

وواصل حديثه مستنكرا ما تقوم به بريطانيا، قائلا: مع الأسف دول كبرى مثلها، ورغم تقديم نفسها كنموذج للديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تسمح لمن يملك الإقامة فيها باستخراج تأشيرة نظامية لزوجته، مما يضطر الناس في مثل هذه الحالات، كما فعلت ابنتنا مريم، لمحاولة الوصول إليها بطرق خطرة جدا'.

ومن ناحية أخرى، كشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، أن القارب كان يحمل على متنه 34 شخصا، وقد أُنقذ لاجئان وهما في حالة صحية حرجة ويخضعان إلى العلاج في فرنسا، أحدهما عراقي والآخر صومالي، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.

ويعد حادث الغرق الذي وقع الأربعاء، الأسوأ من نوعه على مدى السنوات الماضية، مع ارتفاع حالات العبور للمهاجرين غير الشرعيين عبر بحر المانش.

الأولمبية تكرم خالد شلبي أول مصري يعبر بحر المانش بذراع واحده

نصف مليون زائر لشاطئ المانش في إنجلترا يهدد بإغلاقه مجددا