اللواء محمود طلحة في حلقة مثيرة عن حرب أكتوبر.. كواليس خداع العدو ومفاجآت عن أشرف مروان

استضاف اللواء محمود طلحة،المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، في حلقة خاصة للحديث عن تفاصيل جديدة حول حرب اكتوبر وكواليس خطة الخداع السياسي والعسكري للعدو، كاشفًا عن الدور الكبير لأشرف مروان خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر.

دور أشرف مروان

 

أكد  اللواء محمود طلحة،المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، إن ما أذيع في الصحافة الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن أشرف مروان ليس حقيقيًا، وما تم نشره لا يضيف شيئًا، مشيرًا إلى أنه قد تُنشر في الفترة المقبلة من إسرائيل بعض الأمور الطفيفة عن الموضوع، لكنها لن تضيف جديدًا، مؤكدًا أنه سيتم توضيح ما أذاعته الصحافة الإسرائيلية عن أشرف مروان والحديث عنه الآن.

وقال اللواء محمود طلحة، خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إن الشغل الشاغل للقوات المسلحة والقيادة السياسية والشعب المصري العظيم كان الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة.

وأضاف أن موضوع أشرف مروان ليس بجديد، موضحًا أنه نشره في كتاب منذ  10 سنوات، وكان هذا الكتاب مرجعًا خاصًا للقوات المسلحة، ثم صدرت أوامر من الإدارة العامة للقوات المسلحة بإصدار الكتاب في نسخة مدنية.

وأوضح أنه مع بدء الهجوم منذ 6 أكتوبر سقطت الغمامة عن إسرائيل، وقال رئيس إسرائيل يوم 7 أكتوبر سنة 1973: «ودفعوا الأن ثمن غروركم سوء تقديركم أو إسترخائكم ـ لست أدرى كيف ستواجهون شعب إسرائيل».

وأشار إلى أن سبب هزيمة إسرائيل عام 1973 كان الغرور، فقد شربوا من نفس الكأس الذي شرب منه المصريون في عام 1967، والغرور الذي أصابهم في ذلك العام سقط يوم 1973، موضحًا أن الأمر لم يكن يتطلب فنًا أو مهارة بقدر ما كان واجبًا وطنيًا، إذ كان لابد أن تستعيد مصر أرضها، مؤكدًا أن الجيش المصري تمتع بثقة كبيرة خلال حرب أكتوبر المجيدة

كواليس خطة الدفاع

أكد اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، ،أن مصر ضربت مركزًا  استخباراتيًا إسرائيليًا كان من أهم الأهداف خلال حرب أكتوبر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تم إبلاغها بأن الحرب ستكون يوم 1 أكتوبر عام 1973، وكل المعلومات التي كانت تصلها كانت تؤكد ضعف احتمالية قيام الحرب.

وقال خلال لقائه  في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إن جميع المعلومات لدى إسرائيل كانت تشير إلى أن مصر غير قادرة على الحرب، وأن احتمالية قيامها ضعيفة، رغم وجود نشاط وحشود واضحة، مشددًا على أن أخطر ما يصيب أي دولة هو الغرور بقدراتها، موضحًا أن تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حتى يوم 6 أكتوبر كانت تؤكد أن احتمالية الحرب ضعيفة جدًا.

وأضاف أن صباح يوم السبت 6 أكتوبر كانت احتمالية الحرب ضعيفة جدًا، لافتًا إلى أن خطة الخداع المصري كانت متكاملة، والمعلومات التي كان يرسلها أشرف مروان كان لها تأثير واضح، مؤكدًا أن المعلومات التي وصلت من مروان ذهبت إلى الموساد، ومن خلالها نشأ ما أطلقوا عليه "المفهوم"، وهو أن مصر لن تحارب إلا عندما تمتلك سلاحًا يهدد العمق الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر حصلت على صواريخ أرض-أرض، وقد رصدتها إسرائيل بالفعل.

وأوضح أن أشرف مروان تم تجهيزه منذ عام 1970 وحتى عام 1973 لبث الثقة لدى إسرائيل، وأن من الصواب أن تتأكد أن المعلومات التي تملكها غير معروفة للعدو.

مناورات السادات في الحرب

كشف اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، من الغرور أو التقليل من أي خصم تواجهه في أي معركة، موجها كلامه للجميع وخاصة الضباط.

وتابع خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان جريئا في اتخاذ قرار الحرب رغم الظروف الاقتصادية والشعبية التي كانت تعيشها مصر منذ 1967 وحتى 1973.

وأكد اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن عدم مواجهة التحديات التي تواجه أي بلد مقبلة على حرب فإن هذا يعني المقامرة بمستقبل ومصير هذا البلد، موضحا أن أهم تحدي كان أمام مصر قبل حرب أكتوبر هو الخداع السياسي والعسكري والذي شاركت فيه العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة.

ولفت إلى أن أهم عناصر نجاح خطة الخداع السياسي والعسكري خلال حرب أكتوبر هو ألاعيب الرئيس السادات، إلى جانب أشرف مروان الذي كان نجاحه مرتبط بنجاح بقية الإجراءات بمعنى أنه عندما يقول لهم في حرب لازم يكون هناك أجواء وإجراءات حرب فعلا في مصر.

واستطرد اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن العنصر الحاسم في خطة الخداع المصري خلال حرب أكتوبر هو أشرف مروان وهذا طبقًا لما جاء من المصادر الإسرائيلية الرسمية المعتبرة الموثوق فيها ولا يوجد مصدر رسمي مصري تحدث عن أشرف مروان.

تخطيط مصر لـ 6 أكتوبر

كشف اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن إسرائيل لم تكتشف موعد حرب أكتوبر 1973، موضحًا أن جزء في هذا يرجع إلى أشرف مروان.

وتابع خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الرئيس السادات يوم 4 أكتوبر سأل الفريق الشاذلي عما إذا كانت إسرائيل نما إلى علمها اقتراب الهجوم المصري فأجابه بالنفي وهنا كان نجاح خطة الخداع الإستراتيجي لأن إسرائيل كي تستعد للحرب والتعبئة تحتاج 48 ساعة.

وأكد اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أنه تم إجراء 300 تجربة على فروع النيل لتطبيقها على الساتر الترابي، موضحًا أن المهندسون العسكريون والدفاع الجوي تحملوا أعباء ضخمة في حرب أكتوبر.

ولفت إلى أن الخداع مبني على أحد المبادئ الأساسية وهو التعود، موضحًا أن الإسرائيليين كانوا يرون ضعف احتمالية أن تقوم مصر بالحرب.

مفاجآت تخدير إسرائيل

قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، إن من قواعد الإدارة أن يستمع الرئيس إلى رأي المرؤوس إذا كان يتحدث بجدية، لأن فيه ملازم أولإسرائيلي طرح اسئلة لرئيسه فيما معناها أن مصر تستعد لحرب ولكنه لم يقتنع.

وأضاف خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إنه لا يملك هو أو غيره أي مصدر رسمي مصري عن تلك المعلومات، مشيرًا إلى أن كل المعلومات المتداولة عبارة عن نشرات صادرة من الجانب الإسرائيلي، موضحًا أن الأسباب الرئيسية لخطة الخداع كانت تهدف إلى تخدير إسرائيل وإحباط إجراءات المرحلة الافتتاحية.

وأشار إلى أن الخداع بشأن توقيت بدء العملية الهجومية حقق تأخيرًا لإجراءات التعبئة الاحتياطية الإسرائيلية لمدة 48 ساعة، وأدى إلى إحباط فعالية الضربة المسبقة لمدة 36 ساعة.

وأوضح أن سكرتير رئيس الجمهورية أشرف مروان لم يكن ليسافر إلى الخارج عشوائيًا، متسائلًا: "كيف يسافر وهو نائم في سريره بجواره جهاز؟"، مؤكدًا أن سفره كان لمهمة، ولو كان ولاؤه لإسرائيل لأبلغهم بكلمة السر قبل مقابلة الجنرال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن أشرف مروان لم يكن ولاؤه لإسرائيل، بل كان جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي، مؤكدًا أن التعامل مع الموساد يتطلب المنطق والحذر لأن الجهاز ليس سهلًا كأجهزة الدول الأخرى.

وأوضح أن التعامل مع الموساد يحتاج إلى شخص قوي، لأن من يتعامل معهم يقدم نفسه للجهاز بعد التأكد من ولائه وتحرياته وتدريبه، مشيرًا إلى أن هناك معلومة إسرائيلية تزعم أن تدريب مروان كان وراءه 40 شخصًا، لكن الحقيقة أنه كان وراءه شخصان أو ثلاثة فقط.