انقذوا علي.. صرخة أم تحارب الزمن لإنقاذ ابنها من ضمور العضلات

على رصيف الأمل المكسور، جلست إسراء، تحتضن طفلها 'علي' وكأنها تقيه من فتك المرض، بينما تسيل الدموع من عينيها بلا توقف، وتُكرر بكلمات متقطعة، تخترق القلوب قبل الآذان: 'متسبوش علي لوحده.. نفسي يعيش'.

هي ليست صرخة عابرة، بل وجع أم تراقب ابنيها يموتان ببطء، بينما لا تملك سوى قلبٍ يشتعل ألمًا، ويدين ممدودتين للسماء وللناس، ترجوان نجدة قد تأتي.. أو لا تأتي.

كانت إسراء تحلم كما تحلم أي أم، بيت صغير، وضحكات أطفالها تملىء المنزل، ومستقبل واعد، لكن الحلم انكسر فجأة، حين أخبرها الأطباء أن ابنتها 'ليلى'، ذات العام ونصف، مصابة بمرض الضمور العضلي الشوكي، وهو مرض وراثي نادر ينهش أعصاب الأطفال ويمنع أجسادهم من النمو والحركة والتنفس.

وقبل أن تجف دموعها، استقبلت طفلها الثاني 'علي'، وأملها أن يكون له مستقبل مختلف، لكن القدر لم يمهلها كثيرًا، فجاء التشخيص ذاته، بنفس القسوة، ونفس البرود: 'علي كمان عنده نفس المرض'.

تقول إسراء:'أنا أم كنت بحلم بمستقبل ولادي.. فجأة لقيت نفسي بعيش كابوس.. بنتي بتموت قدامي، وابني لسه جاي على الدنيا ولسه ما تنفسش براحته'

وتحتاج العائلة إلى 4 ملايين دولار لعلاج الطفلين، بواقع 2 مليون دولار لكل واحد، حيث يعتمد العلاج على دواء جيني يُعد من أغلى الأدوية في العالم، ويجب إعطاؤه قبل سن عامين ليكون فعالًا.

وتابعت الأم: 'مين يقدر يتحمل الرقم ده؟ أنا مش بس عايزة علاج.. أنا عايزة فرصة لبنتي وابني يعيشوا.. أعيشهُم بس'

فتحت العائلة حسابًا رسميًا لجمع التبرعات لعلاج 'علي'، لكن الإجراءات حالت دون فتح حساب لـ 'ليلى'، ما ضاعف من ألم الأم: 'أنا قلبي بيتحرق على بنتي كل يوم.. عارفة إنها بتروح منّي حتة حتة، ومش عارفة أعمل لها حاجة'

تخاطب إسراء الأمهات:'أنا بناشد كل أم.. اللي حاسة بيا، اللي بتخاف على عيالها، ماتسيبوش علي لوحده.. اتكلموا عنه، ساعدونا نوصل صوتنا.. أنا مش هقدر أتحمل أشوفهم بيموتوا، وأكون عاجزة عن إنقاذهم'

وتضيف:'كل تبرع مهما كان صغير بالنسبالي كبير.. إحنا بنجري ورا الحياة، ووقتنا قليل'.

رغم كل هذا الألم، لا تزال في عيني إسراء شرارة أمل، وتحكي عن 'ليلى' التي تحب اللعب، لكن جسدها الضعيف لا يسمح لها، وعن 'علي' الذي لم يخطُ بعد خطوة واحدة، لكنه يبتسم رغم المرض.

واختتمت الأم: 'أملنا في ربنا، ثم فيكم، نفسي أعدي الـ11 شهر الجايين ويكون علي لسه معايا، نفسي أشوف ليلى بتجري وتضحك زي كل البنات.. نفسي أكون أم عادية بس'.