بدء جنازة داود عبد السيد في كنيسة مارمرقس

وصلت منذ قليل جنازة المخرج الكبير داود عبد السيد إلى كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، لإقامة صلاة الجنازة عليه، وسط حضور محدود من أفراد أسرته وعدد من محبيه وتلاميذه من الوسطين الفني والثقافي، الذين حرصوا على توديعه في لحظة إنسانية مؤثرة.

وشهدت الكنيسة توافد عدد من الفنانين والمثقفين وصنّاع السينما، الذين جاؤوا لوداع مخرج يُعد أحد أبرز رموز السينما المصرية، وصاحب مشروع فني متفرد ترك بصمة خاصة في تاريخها، بما قدمه من أفلام اعتمدت على العمق الفكري والطرح الفلسفي والرؤية الفنية المختلفة عن السائد.

ويُعتبر داود عبد السيد من أهم المخرجين الذين اشتبكوا مع الأسئلة الوجودية والإنسانية في أعمالهم، ونجح في تقديم سينما تعيش طويلًا في ذاكرة الجمهور والنقاد، بعيدًا عن منطق الاستهلاك السريع، معتمدًا على نصوص قوية وشخصيات مركبة ورموز مفتوحة للتأويل.

وخلال مسيرته الفنية، قدم داود عبد السيد مجموعة من أبرز أفلام السينما المصرية، من بينها الصعاليك، البحث عن سيد مرزوق، الكيت كات، أرض الأحلام، أرض الخوف، مواطن ومخبر وحرامي، سارق الفرح، رسائل البحر، وقدرات غير عادية، وهي أعمال كتب معظمها وأخرجها بنفسه، واعتُبرت علامات فارقة في تاريخ السينما العربية.

برحيل داود عبد السيد، تفقد السينما المصرية واحدًا من أهم مخرجيها أصحاب الرؤية الخاصة، الذين آمنوا بأن السينما ليست مجرد حكاية تُروى، بل سؤال يُطرح ويظل مفتوحًا.