«بعد FBC منصة RGA تتصدر المشهد».. دوامة النصب الإلكتروني تحاصر المصريين

في ظل الانتشار المتزايد لمنصات الاستثمار الرقمي المشبوهة، شهدت الساحة المصرية خلال الأيام الماضية تطورًا مثيرًا في ملف الاحتيال الإلكتروني، حيث لم يكد يمر يوم على ضبط مسؤولي منصة FBC، المتهمين بالاستيلاء على أموال المواطنين بطرق احتيالية، حتى ظهرت منصة جديدة تحمل اسم RGA، وبدأت الشكاوى تنهال من مواطنين وقعوا ضحية عمليات نصب مشابهة.
قبل أيام قليلة، أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط مسؤولي منصة FBC، بعد تلقي 101 بلاغ رسمي من مواطنين أفادوا بتعرضهم للاحتيال من قبل القائمين على المنصة، الذين استولوا على أكثر من مليون جنيه بوعود كاذبة بتحقيق أرباح خيالية في وقت قياسي.
كانت المنصة تروج لاستثمارات رقمية وهمية، تدّعي تحقيق أرباح مضاعفة في فترات قصيرة عبر أنظمة تداول غير شفافة، مستغلة تطلعات البعض إلى تحقيق مكاسب سريعة دون مجهود، حتى فوجئ المستثمرون باختفاء أموالهم وإغلاق المنصة بشكل مفاجئ.
لم تستغرق الأجهزة الأمنية وقتًا طويلًا حتى ألقت القبض على القائمين على المنصة، وبدأ التحقيق معهم بتهمة النصب والاحتيال والاستيلاء على أموال المواطنين.
لم يكد المصريون يلتقطون أنفاسهم بعد سقوط منصة FBC، حتى ظهرت على الساحة منصة جديدة تحمل اسم RGA، اتبعت نفس الأسلوب الاحتيالي، حيث قدمت وعودًا ضخمة بتحقيق أرباح مرتفعة مقابل استثمارات تبدأ من مبالغ بسيطة، مستغلة حاجة البعض إلى مصادر دخل إضافية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وخلال ساعات قليلة من انتشار أخبار المنصة، بدأت الشكاوى تتوالى من مواطنين أكدوا تعرضهم لنفس السيناريو الذي وقع مع ضحايا FBC، إذ قاموا بإيداع أموالهم في المنصة، وحصلوا في البداية على أرباح قليلة لا تتجاوز 10% من رأس المال كنوع من الطُعم لجذب المزيد من المستثمرين، قبل أن يختفي الموقع فجأة ويجدوا أنفسهم ضحايا لعملية احتيال جديدة.
تعتمد منصات الاحتيال الإلكتروني مثل FBC وRGA على أساليب متكررة للإيقاع بالضحايا، من بينها:
يتم استغلال منصات مثل فيسبوك وتيك توك ويوتيوب لنشر إعلانات جذابة تحتوي على وعود بتحقيق أرباح خيالية خلال فترة قصيرة، ويتم إقناع الضحايا بإيداع مبالغ صغيرة، ثم يتم منحهم أرباحًا شكلية لجذب مزيد من المستثمرين، وهو ما يُعرف بنظام "البونزي"، وبعد جمع مبالغ كبيرة من المشتركين، تختفي المنصة، ويُغلق الموقع الإلكتروني أو التطبيق، ويصبح الوصول إلى الأموال مستحيلًا.
مع تكرار هذه العمليات الاحتيالية، دعت الأجهزة الأمنية والمختصون في المجال المالي المواطنين إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة التي تعد بأرباح غير منطقية، مؤكدين أن أي استثمار حقيقي يجب أن يكون من خلال جهات معتمدة ورسمية وليس عبر منصات مجهولة الهوية.
كما شددت الجهات المختصة على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة، حتى لا يقع المزيد من الضحايا في فخاخ هذه المنصات، مع التأكيد على أن التداول والاستثمار لهما قواعد واضحة ومعايير تنظيمية يجب الالتزام بها، وليس مجرد إعلانات مغرية عبر الإنترنت.