بلاغات ومحتوى خادش.. القصة الكاملة لأزمة التيك توكر محمد عبدالعاطي

تصدر اسم محمد عبد العاطي، صانع المحتوى المعروف على منصتي "تيك توك" و"يوتيوب"، عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تحولت شهرته الرقمية إلى مصدر أزمة قانونية أثارت الرأي العام.

مقاطع مصورة نشرها محمد عبدالعاطي عبر حساباته الشخصية، حملت ألفاظًا اعتبرها البعض خادشة للحياء، ما دفع عددًا من المحامين إلى التقدم ببلاغات رسمية ضده، متهمينه بنشر محتوى مخل ومحرض على الفسق، والإساءة للقيم المجتمعية، ويؤثر بشكل سلبي على النشء والأسرة المصرية، مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية ضده، لما يحمله المحتوى من إساءة مباشرة للقيم المجتمعية والأخلاق العامة.

بدأت القصة مع تداول مقاطع فيديو لعبد العاطي على منصات "يوتيوب" و"تيك توك" اعتبرها البعض مسيئة وتتجاوز حدود حرية التعبير.

وعلى إثر ذلك، تقدم عدد من المحامين ببلاغات رسمية ضده، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى التحرك وإلقاء القبض عليه في منزله بمدينة 6 أكتوبر.

وأشار إلى أن طبيعة برنامجه تعتمد على النقد الساخر، إلا أن النيابة العامة أمرت باستمرار حبسه لاستكمال التحقيقات.

وذكرت مصادر أن من بين المقاطع التي تسببت في القبض عليه، ثلاث حلقات محددة، من ضمنها حلقة استضاف فيها البلوجر سوزي الأردنية، والتي تضمنت ألفاظاً وإيحاءات اعتبرت غير لائقة.

في التحقيقات التي أُجريت معه، أنكر عبد العاطي تعمده نشر محتوى مخل أو خادش، وأكد أن الغرض من مقاطع الفيديو التي يقدمها هو الترفيه فقط، مشيرًا إلى أنه يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر دخل أساسي، وأن هدفه الأول هو جذب المشاهدات وليس إثارة الجدل أو التحريض على أي سلوك غير لائق.

إلا أن النيابة العامة رأت استمرار حبسه لاستكمال التحقيقات، لاسيما في ظل ما وصفته بوجود نية متكررة لتقديم محتوى يخرق ضوابط النشر على الإنترنت.

محمد عبد العاطي يُعد من أشهر الأسماء الصاعدة في عالم السوشيال ميديا خلال الشهور الماضية، واشتهر بشكل كبير من خلال برنامجه الساخر “مع كامل احترامي”، الذي يقدمه عبر منصات يوتيوب وتيك توك، ويتناول فيه موضوعات اجتماعية وسياسية وثقافية بأسلوب تهكمي وساخر.

وحقق البرنامج نسب مشاهدات مرتفعة، خاصة بين فئة الشباب، قبل أن تبدأ موجات الانتقاد تتصاعد ضده بسبب ما اعتبره البعض تجاوزًا للخطوط الحمراء، وتوظيفًا مفرطًا للألفاظ الخارجة والعناوين المثيرة للجدل لجذب الانتباه.

الجدير بالذكر أن عبد العاطي اشتهر بظهوره المتكرر في فيديوهاته وهو يرتدي ملابس ملفتة، ويستعرض تاتوهات تغطي أجزاء من جسده، مما أسهم في تشكيل صورة ذهنية عنه كمثير للجدل.

ومع الانتشار السريع لمقاطع الفيديو الخاصة به، بدأت أصوات عديدة تُحذّر من تأثير هذا النوع من المحتوى على القيم العامة والهوية الأخلاقية للمجتمع، وهو ما ترجمته البلاغات الرسمية المقدمة ضده.

في سياق موازٍ، فتحت هذه الواقعة بابًا جديدًا من النقاش العام حول حدود حرية التعبير على الإنترنت، خصوصًا مع ازدياد أعداد صناع المحتوى الذين يحققون شهرة واسعة وأرباحًا كبيرة من وراء فيديوهات تندرج تحت بند "الترفيه"، لكنها في بعض الأحيان تتجاوز الحدود المقبولة اجتماعيًا وقانونيًا.

وبينما تطالب جهات حقوقية بضمان حرية الإبداع وعدم التضييق على المحتوى المستقل، يؤكد آخرون ضرورة وجود رقابة صارمة لحماية القيم الأخلاقية والاجتماعية.