بين الخيال والواقع.. هل تحمي القبة الذهبية أمريكا من نهاية العالم ؟

فجر الرئيس دونالد ترامب مفاجأة مدوية بإعلانه مشروعًا عسكريًا غير مسبوق يحمل اسم 'القبة الذهبية'؛ درع صاروخي فضائي بقيمة تبلغ 175 مليار دولار، المشروع، الذي يتجاوز كل ما عرفه العالم من نظم الحماية الجوية، يهدف إلى بناء شبكة تكنولوجية متقدمة تحمي سماء الولايات المتحدة من أي هجوم صاروخي.
درع متعدد الطبقات بقدرات فضائية
اعتبر ترامب المشروع بأنه «ثورة دفاعية ستحفظ أمن الأجيال القادمة»، أطلق الإعلان موجة من الجدل داخل الكونجرس، واستنفارًا دبلوماسيًا في عواصم مثل موسكو وبكين، فهل تتحول 'القبة الذهبية' إلى درع فعال أم إلى عبء استراتيجي جديد يشعل سباق التسلح في الفضاء؟.أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء أمس الثلاثاء 20 مايو 2025، عن إطلاق مشروع دفاعي ضخم يحمل اسم 'القبة الذهبية'، يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية المتقدمة، بما في ذلك تلك القادمة من الفضاء، ويُقدر تكلفة المشروع بنحو 175 مليار دولار، مع توقعات بأن يكون جاهزًا للعمل خلال ثلاث سنوات، أي قبل نهاية فترة ترامب الرئاسية الحالية في عام 2029.
وأوضح ترامب أن 'القبة الذهبية' ستكون نظامًا دفاعيًا متعدد الطبقات، يجمع بين قدرات فضائية وأرضية، ويشمل نشر مئات الأقمار الصناعية لاعتراض الصواريخ في مراحل مختلفة من رحلتها، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية وتلك التي تُطلق من الفضاء.
وأشار إلى أن النظام مستوحى من 'القبة الحديدية' الإسرائيلية، لكنه سيكون أكثر تطورًا واتساعًا، ليغطي كامل الأراضي الأمريكية.
وعين ترامب الجنرال مايكل غيتلين من قوة الفضاء الأمريكية لقيادة المشروع، نظرًا لخبرته في مجال التكنولوجيا الفضائية والدفاع الصاروخي، وسيتعاون غيتلين مع شركات دفاعية كبرى مثل 'لوكهيد مارتن' و'سبيس إكس' و'بالانتير' لتنفيذ المشروع.
ماذا تخفي أمريكا خلف "القبة الذهبية"؟
خُصص 25 مليار دولار كتمويل أولي للمشروع ضمن حزمة دفاعية أوسع بقيمة 150 مليار دولار، لكن المشروع يواجه تحديات تمويلية وتشريعية، خاصة مع تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس التي تشير إلى أن التكلفة النهائية قد تتراوح بين 161 و542 مليار دولار على مدى 20 عامًا. وفقًا لـ 'بيزنس إنسايدر'.أثار الإعلان عن 'القبة الذهبية' ردود فعل متباينة على الساحة الدولية، فقد أعربت كل من الصين وروسيا عن قلقهما، معتبرتين أن المشروع قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد ويزعزع الاستقرار العالمي.
من جهة أخرى، أبدت كندا اهتمامًا بالمشاركة في المشروع عبر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (NORAD)، لكن ترامب أكد أن أي دولة ترغب في الاستفادة من الحماية التي يوفرها النظام ستحتاج إلى المساهمة ماليًا.
آفاق المشروع والتحديات المستقبلية
بينما يُعد مشروع 'القبة الذهبية' خطوة طموحة نحو تعزيز القدرات الدفاعية الأمريكية، إلا أنه يواجه تحديات تقنية ومالية وسياسية كبيرة، ويبقى نجاح المشروع مرهونًا بمدى قدرة الإدارة الأمريكية على تأمين التمويل اللازم، وتجاوز العقبات التشريعية، وتحقيق التوافق الدولي حول استخدام الفضاء لأغراض دفاعية.