القصة الكاملة لتجربة أول لقاح لفيروس كورونا .. التجارب تستمر 6 أسابيع ومتابعة المتطوعين لمدة عام

ترقب العالم مساء أمس ما بدأته معاهد الصحة الوطنية الأمريكية من تجارب سريرية ،أي على البشر، للقاح مقاوم لفيروس كورونا (كوفيد 19)، وهي الأولى منذ بدء الانتشار العالمي للفيروس ديسمبر الماضي، وخلف أكثر من 7 آلاف حالة وفاة عالمياً.

ولم  تبدأ المرحلة الأولى من التجارب السريرية إلا بعد موافقة عدداً من المتطوعين الشباب، يتراوح أعمارهم من 18 إلى 55 عاماً، ليبدأ معهد "كايسر" للأبحاث في مدينة سياتل الأمريكية، وبتمويل من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ،واحد من 27 معهدًا ومركزًا تشكل المعاهد الوطنية للصحة ، وهي وكالة تابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

من المتوقع أن تستمر التجارب لمدة ست أسابيع، وذلك بهدف تقييم التأثيرات المختلفة لاختبار اللقاح من أجل التأكد من معايير الآمان والسلامة، والقابلية لتقليل الاستجابة المناعية للمشاركين للقاح، أي تقليل مقاومة الفيروس للقاح.

وما بدأه المتطوعون أمس، هي خطوة أولى ضمن عدداً من الخطوات للتجارب السريرية لتقييم فاعلية اللقاح ،الذي يدعى " mRNA-1273"، والذي طوره علماء معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، وشركاؤهم من الشركات الموجودة في "كامبريدج"، و "ماساشوستس"، ويساهم التحالف من أجل مواجهة الوباء في تصنيع اللقاح اللازم لاختبارات المرحلة الأولى.

"إيجاد لقاح فعال وآمن لمنع العدوى بالفيروس هو من الأولويات الصحية العامة"، قال ،مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، أنتوني فوسي، وفقاً لبيان صدر اليوم على موقع المعهد، لافتاً إلى أن إطلاق المرحلة الأولى من الاختبارات جاءت في وقت قياسي، وأنها خطوة مهمة تجاه تحقيق الهدف من محاصرة انتشار الفيروس".

الإصابة ب " SARS-CoV-2"، وهو الفيروس المسبب لكروونا 19"، يمكنه الإصابة من خلال الجهاز التنفسي، والذي يشمل أعراض الحمى، والكحة، وضيق في التنفس.

و كانت أول حالة أعلن إصابتها بالفيروس في ديسمبر الماضي، في مدينة "وهان" التابعة لمقاطعة "هوبي" الصينية. و في منتصف الشهر الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية أكثر من 153 ألف حالو إصابة بالفيروس، و أكثر من 5 آلاف حالة وفاة.

ويستهدف اللقاح " mRNA" خلايا الجسم مباشرة لنقل "بروتين الفيروس"، والذي يزيد من المناعة المقاومة للفيروس. و أظهرت النتائج على الحيوانات تقدماً، إلا أن النتائج على البشر لم تبدأ سوى أمس.

وبمجرد فك الشيفرة الجينية لـ" SARS-CoV-2 "، المسبب للفيروس، يمكن للعلماء بشكل أسرع الوصول للبروتين الذي يعطي مناعة أقوى للقاح المقترح.

وقالت "ليزا جاكسون"، المشرف على اختبارات المرحلة الأولى للفيروس، في بيان صدر اليوم عن المعاهد الوطنية الصحية الأمريكية، بأن المشاركين في التجارب السريرية من المتوقع أن يتلقوا حقن عضلي بكميات من اللقاح تبدأ من 25 لتصل 250 ميكروجرام، للفوج الواحد الذي يصل عدد الأشخاص المشاركين به 15 متطوعاً.

ويتلقى أول أربع متطوعين 100 ميكروجرام، وفي حال تلقي نتائج تفيد سلامتهم سيحدث حقن لباقي المشاركين من جرعات 25 و 100 ميكروجرام، وقبل تلقي المتطوعين للجرعة الثانية، سيحدث تقييم للسلامة والآمان قبل أن تحقن المجموعات المشاركة بجرعو 250 ميكروجرام.

ويطلب من المتطوعين العودة إلى العيادة السريرية للمتابعة بين الجرعات المختلفة، وعلى مدار عام بعد الحقن بالجرعة الثانية، وسيطلب منهم أخذ عينات من الدم في أوقات محددة، لاختبارها معملياً وقياس مستوى المناعة لديهم.

ونشر موقع المعهد رابطاُ يمكن من خلاله للمتطوعين الشباب الانضمام للتجارب.