جريمة مروعة تهز المهندسين في عز النهار.. مقتل صبي دليفري في الشارع

تحولت لحظات الهدوء في قلب المهندسين، وتحديدًا بشارع البطل أحمد عبد العزيز، التي اعتادها المارة إلى صرخات مذعورة، بعد أن سقط صبي غارقًا في دمائه داخل أحد المحال التجارية، في مشهد لم يحتمل من شاهده أن يقف مكتوف الأيدي.
كانت عقارب الساعة تشير إلى منتصف النهار تقريبًا، حين دخل شاب في الثلاثينات من عمره إلى سوبر ماركت صغير، يبدو من مظهره أنه زبون عادي، لا يلفت الانتباه. وبابتسامة باهتة قال: "عايز أشتري حاجة". نهض الصبي الصغير، الذي لم يتجاوز الـ15 عامًا، من بين أصدقائه الثلاثة داخل المحل، وترك طبق الطعام الذي كان يتناوله ليلبي طلب الزبون الغريب.
لكن ما لم يتوقعه أحد، أن يكون الرد على هذا "الطلب البسيط" هو الذبح. في لحظة خاطفة، سحب الشاب سكينًا من ملابسه، وسدد عدة طعنات سريعة للصبي، ثم نحر عنقه أمام أعين زملائه الذين تجمدوا في أماكنهم غير مصدقين ما يرونه.
ثوانٍ من الصدمة، تحولت إلى مطاردة. خرج القاتل يركض، يخطو فوق الرعب الذي زرعه، بينما انطلق خلفه أصدقاء المجني عليه والعاملون في المحلات المجاورة، يتعقبونه عبر الشارع الرئيسي الذي لم يكن يعرف ما يدور فيه من جريمة دموية.
نجح الأهالي في الإمساك بالمتهم بعد مطاردة مثيرة انتهت بإدخاله إلى أحد العقارات المجاورة، وهناك لم يتمالك المواطنون غضبهم، فانهالوا عليه ضربًا مبرحًا حتى وصلت قوات الشرطة التي انتشلته من بين أيديهم بصعوبة، واقتادته إلى قسم الشرطة للتحقيق.
وفي موقع الجريمة، فرضت قوات أمن الجيزة طوقًا أمنيًا حول السوبر ماركت، بينما استُدعي فريق من النيابة العامة لمعاينة الجثمان وإجراء التحقيقات اللازمة. المعاينات الأولية كشفت أن الجريمة لم تستغرق سوى لحظات، وأن المتهم استخدم سكينًا حادًا باغت به الضحية دون سابق إنذار.
ولا تزال التحريات مستمرة لفك لغز الجريمة التي هزّت منطقة المهندسين، ومعرفة دوافع القاتل، وما إن كانت هناك علاقة سابقة تربطه بالمجني عليه، أم أن ما حدث كان فعلًا جنونيًا في وضح النهار.