«حب من أول ضربة.. وسام من ملك مجنون».. حكايات لا تُصدق من حياة موسيقار الأجيال

تحل اليوم، الرابع من مايو، الذكرى الرابعة والثلاثون على رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي غادر عالمنا عام 1991 بعد رحلة فنية وموسيقية استثنائية، جعلته واحدًا من كبار مجددي الموسيقى العربية، ومنحته عن جدارة لقب 'موسيقار الأجيال'.
وخلال مشواره الفني، لم يكن عبد الوهاب مجرد ملحن ومطرب، بل كان ظاهرة ثقافية متكاملة، عاصر أجيالًا مختلفة وواكب تغيّرات الفن، فصنع ألحانًا لأعظم الأصوات وأثرى المكتبة الموسيقية بأعمال خالدة.
الجنون يطرق بابه بحادث أمام الأسانسير
لم تخلُ حياة عبد الوهاب من المواقف الغريبة والمثيرة، وأبرزها ما وقع عام 1960، حين تعرض لمحاولة اعتداء على يد مختل عقلي أمام شقته.كان الموسيقار ينتظر الأسانسير، عندما اقترب منه رجل طويل وأسمر وقال له: 'سعيدة يا أستاذ'، ليرد عبد الوهاب بأدب، قبل أن يُفاجأ بالرجل يدعي أنه 'أحمد فراج' من صنع مجده، ثم ينهال عليه ضربًا بقطعة فخار كانت بحوزته، لتسيل الدماء من رأسه وتسقط نظارته من شدة الهجوم.
محمد عبد الوهاب
النجدة جاءت سريعًا حين هبط الأسانسير وبه أحد الجيران الذي تدخل لإنقاذ عبد الوهاب، وتمت السيطرة على المعتدي.
على الفور، اجتمع حول الموسيقار أصدقاؤه المقربون، من بينهم أم كلثوم، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، الذين أسرعوا للاطمئنان عليه، وبقيت 'كوكب الشرق' بجواره حتى الثالثة فجرًا.
وسام ملك الهند نزيل بالمستشفى العقلي
في موقف طريف آخر، لبى عبد الوهاب دعوة من صديق يعمل مديرًا لأحد المستشفيات لإحياء حفل زفاف ابنته، وهو أمر نادر الحدوث منه.وبعد انتهائه من الغناء، اقترب منه أحد الحضور وقال له: 'باسم ملك الهند أمنحك هذا الوسام'، ووضع على صدره قطعة معدنية لامعة وسط تصفيق الموجودين.
لاحقًا، علم عبد الوهاب من صديقه أن هذا الرجل أحد نزلاء مستشفى الأمراض العقلية، لتتحول القصة إلى نكتة طريفة كان يتذكرها دومًا بابتسامة.
حب في سن الطفولة
بعيدًا عن أضواء الفن، كان الحب حاضرًا في حياة عبد الوهاب منذ الطفولة، فقد كشف في أحد الحوارات الصحفية عن قصة حب عاشها وهو في عمر 9 سنوات، لسيدة تُدعى خديجة، تكبره بـ16 عامًا وتسكن بجوارهم في حي الشعراني.قال عنها: 'كانت جميلة وسمراء، وكانت تحب صوتي وتطلب مني الغناء'، لكن زوجها لم يتحمل غيرة الطفولة، فطرده من المنزل وأبلغ شقيقه الذي قام بضربه، إلا أن الضرب لم يُشفِه من الحب كما قال ضاحكًا.
زواج سري ورفض إعلان الخبر
ومن الحكايات التي تحمل مزيجًا من الطرافة والغرابة، ما حدث يوم زفافه من السيدة إقبال نصار، الزوجة التي استمر زواجه بها 21 عامًا وأنجب منها خمسة أبناء.الكاتب محمود عوض روى أن عبد الوهاب رفض نشر خبر زواجه، مبررًا الأمر بأن زفافه سيُحدث ضجة إعلامية كبرى لأنه 'ليس كأي عريس'، على حد تعبيره.
محمد عبد الوهاب
عندما رفضت أسرة العروس التكتّم، ترك عبد الوهاب الحفل غاضبًا، وتم الزواج سرًا دون إعلان لسنوات، إلى أن كُشف لاحقًا.