حكاية جريمة سوبر ماركت المهندسين.. الصغير بريء والمتهم يعمل في كوافير شهير بالدقي

لم يكن يدري "عبدالرحمن" صاحب الثلاثة عشر عامًا، أن وقوفه خلف "الكاشير" في سوبر ماركت بشارع البطل أحمد عبد العزيز، سيكون اللحظة الأخيرة في حياته.

قبل دقائق من الجريمة، كان الطفل يتناول وجبته سريعًا، يضحك مع أصدقائه، يساعد هذا ويطمئن على ذلك، كعادته اليومية منذ أن التحق بالعمل في المحل لمساعدة أسرته.

لكن الصدمة جاءت حين دلف إلى السوبر ماركت رجل غريب الملامح، حاد النظرات، لم يطلب شيئًا، ولم يُمهل الصغير فرصة للهروب. بل باغته بطعنات متتالية، قبل أن يسقط "عبدالرحمن" أرضًا غارقًا في دمائه، وسط صرخات العاملين والزملاء.

التحريات كشفت أن المتهم "محمود.م" يبلغ من العمر 35 عامًا، ويعمل بأحد محال الكوافير الشهيرة، وله سجل من الاتهامات السابقة، ويعاني من اضطرابات نفسية، وفقًا لأقوال أسرته ومعارفه.

اللافت أن الجاني لم يكن بينه وبين الضحية أي معرفة أو خلاف سابق، ما جعل الجريمة صادمة وغير مفهومة، ودفع الأهالي للركض خلفه بعد فراره من السوبر ماركت، حتى أمسكوا به وأوسعوه ضربًا قبل أن تسلمه الشرطة.

رجال المباحث قاموا بتفريغ كاميرات المراقبة، والاستماع إلى شهود العيان، وبيّنت المعاينة أن الجريمة تمت في لحظات خاطفة، دون سابق إنذار، ودون أي دافع واضح سوى "الجنون".

النيابة باشرت التحقيقات، وأمرت بتحويل المتهم للطب النفسي لبيان مدى مسؤوليته الجنائية، بينما ظل صدى الصدمة يتردد في أرجاء الشارع، حيث لا تزال بقع الدم شاهدة على "طعنة بلا مبرر".