رأس السنة المصرية.. كيف أبدع الفراعنة في تنظيم شهور العام

يحتفل المصريون يوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر؛ بمناسبة فريدة لا تتكرر في العالم، يُطلق عليها احتفال “عيد النيروز” أو رأس السنة المصرية القديمة وفقًا للتقويم المصري القديم أو التقويم القبطي.

رأس السنة المصرية وعيد النيروز

يُعتبر 'عيد النيروز' أو رأس السنة المصرية، هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ويأتي اسمه من الكلمة القبطية 'nii`arwou' وتعني 'الأنهار' في العربية، ويرتبط هذا الوقت من العام بموسم فيضان النيل الذي يُعتبر سببًا رئيسيًا للحياة في مصر.

عندما دخل الإغريق مصر، قاموا بإضافة حرف c إلى الكلمة العربية وأصبحت 'نيروس'، ومن هنا جاء اللبس والارتباك بين العيد المصري وعيد 'نيروز' لدى الفرس أو أصحاب المذهب الشيعي، وفي إيران ودول وسط أسيا، يحتفلون بعيد النيروز 'الفارسي' في بداية فصل الربيع ويعني اليوم الجديد، وقد تم جمع هذه الاحتفالات وحدوث خلط بينها بسبب التشابه في الأسماء.

شهور رأس السنة المصرية

يعتبر التقويم المصري القديم أمرًا هامًا للمزارعين والكنيسة الأرثوذكسية على حد سواء في مصر، فالمزارعون ينظمون مواعيد الري والزراعة وفقًا للأشهر القبطية، والكنيسة ترتبط صلواتها اليومية وأعيادها بهذا التقويم الذي يتكون من 13 شهرًا هي: «توت، بابة، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى، وينتهي بشهر 'نسئ' أو الشهر الصغير الذي يستمر لمدة 5أيام ،وفي السنة الكبيسة في التقويم الشمسي 'الميلادي'، يكون هناك شهر إضافي يستمر لستة أيام.

الاحتفال بعيد النيروز ورأس السنة المصرية

وقد وضع التقويم المصري القديم في القرن 43 قبل الميلاد، حيث قام العالم الفلكي الأول 'توت' أو 'تحوت' بوضع هذا التقويم، وكان 'توت' شخصية مصرية مبدعة ولدت في قرية منتوت، والتي ما زالت موجودة حتى اليوم  بمناسبة الاحتفال بعيد النيروز في مصر، يقوم الشعب المصري بتنظيم العديد من الفعاليات الاحتفالية. يتم تزيين الشوارع والمنازل بالأعلام المصرية والزينة الملونة، ويتم تنظيم المسيرات والعروض الشعبية، ويشارك الناس في الرقص والألعاب التقليدية.

تقام أيضًا العديد من الحفلات الموسيقية والمسرحيات في الميادين العامة والمراكز الثقافية، حيث يتم تقديم العروض المسرحية والأغاني التراثية التي تعكس التراث المصري الغني والتاريخ العريق للبلاد.

كما يتم تنظيم معارض فنية وحرفية، حيث يعرض الفنانون العاملين في مجالات مختلفة منحوتاتهم ورسوماتهم وحرفهم التقليدية. يوجد أيضًا مهرجانات الطعام والتراث حيث يتم عرض المأكولات التقليدية المصرية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى ذلك، يحضر الناس الكنائس والمعابده للصلاة والاحتفال بالعيد الديني، يتم تنظيم الصلوات الخاصة والطقوس في الكنائس، وتتمتع هذه الفترة بأهمية كبيرة بالنسبة للمسيحيين القبطيين في مصر.

طقوس عيد النيروز في مصر

عيد النيروز ورأس السنة المصرية في مصر هو مناسبة مهمة تجمع الناس وتعزز الروح المجتمعية والتراثية. يعكس هذا الاحتفال الحب والفخر بالتاريخ والثقافة المصرية القديمة والحديثة.أعيد استخدام التقويم المصري القديم من قبل مسيحي مصر في أواخر القرن الثالث الميلادي، بعدما تولي دقلديانوس أمور الإمبراطورية الرومانية وكان شخصًا غير سوي في بنيانه النفسي، حيث سمي عهده بـ'عصر الاستشهاد'، ومن هنا أصبح اسم التقويم المصري القديم 'تقويم الشهداء'.

فى العصر الفاطمي كان 'النيروز' من أكبر أعياد مصر وكانت تقام فيه مهرجانات تطوف الشوارع والأسواق، واحتفالات عيد النيرزو مستمرة حتّى يومنا هذا، حيث تحتفل وزارة الثقافة بالعيد 'الذي تضعه ضمن إرث مصر الفرعوني والمعمول به حتّى الآن' كما تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ،كما يأكل المسيحيون في ذكرى عيد النيروز 'البلح والجوافة'، حيث يرمز البلح - الذي لونه أحمر - لدماء الشهداء المسيحيين الذي سُفك في عهد الاضطهاد الروماني، أما الجوافة فترمز إلى طهارة ونقاوة القلب، وبذورها كثيرة؛ رمزًا لعدد شهداء المسيحية.