رحيل عبد الرحمن.. حكاية شاب عانى في صمت وانتهت حياته بمأساة

في أحد أحياء مدينة دمياط، وبين أزقة منطقة باب الحرس، خيم الحزن في منزل عائلة بسيطة عندما تلقى فريق الإسعاف بلاغًا عن شاب فاقد الوعي في شقته. عبد الرحمن محمد عمرو الدريدي، شاب لم يتجاوز عمره العشرين، كان يعاني من نوبات كهربائية في المخ أثرت على حياته اليومية، وعاش في بيت كان ينقصه الاستقرار بعد خلافات بين والديه أدت إلى غياب والدته عن المنزل لأيام.

في مساء الحادثة، خرج والده، بائع متجول، مع ابنته لجلب بضاعتهما للسوق الأسبوعي، تاركًا عبد الرحمن بمفرده. عند عودتها، وجدت الأخت باب المنزل مغلقًا والأخ لا يستجيب، فطلبت من والدها العودة سريعًا. بكسر الباب، وقف الأب أمام مشهد قاسٍ: وجد ابنه مشنوقًا بشال ومعلقًا بماسورة الغاز في صالة الشقة. لم يستطع الأب التماسك، احتضن جسد ابنه بلا حول ولا قوة، حتى وصول الإسعاف الذي أكّد الوفاة.

بدأت الشرطة بقيادة الرائد أحمد وجدي التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة، ووُضع الأب في دائرة الاستجواب، في حين استدعت النيابة الأم للاستماع إلى شهادتها حول ظروف حياة عبد الرحمن. تم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى دمياط التخصصي؛ وكان الجميع بانتظار تقرير الطب الشرعي ليكشف الحقيقة خلف هذا الرحيل الصادم، في محاولة لفهم الدوافع التي أدت إلى هذه النهاية الحزينة لشاب عانى في صمت.