"رذاذ الرحمة".. كشافة السعودية يجسّدون أسمى معاني الإنسانية بتلطيف الأجواء على الحجاج

في صورةٍ تختزل قيم العطاء وروح التطوع، قدّم فتية الكشافة من معسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية نموذجًا إنسانيًا فريدًا، وهم يجوبون مشعر منى حاملين عبوات المياه، يرشون بها رذاذًا باردًا على رؤوس الحجاج تحت شمس تجاوزت حرارتها 44 درجة مئوية، في مشهدٍ لامس القلوب قبل الأجساد.
ورغم أن هذه المبادرة لم تكن مدرجة ضمن جدول مهامهم الرسمية، التي تشمل إرشاد التائهين، ومساعدة كبار السن، ودعم الجهات المعنية، إلا أن هؤلاء الشباب آثروا أن يستثمروا أوقات فراغهم في خدمة الحجاج، بدافعٍ ذاتي نابع من شعور عميق بالمسؤولية، وإدراكٍ لجلال المهمة التي أُوكلت إليهم.
كانت ابتساماتهم وهم يرشون الماء بمثابة رسائل طمأنينة، تنبعث منها مشاعر المحبة والتقدير. ووصف كثير من الحجاج هذه المبادرة بأنها "رذاذ رحمة" خفف عنهم وطأة الحر، وجسد معاني الأخوة والتراحم في أبهى صورها.
هذه المبادرات البسيطة في ظاهرها، العظيمة في أثرها، تعكس روح التطوع والإنسانية التي يتمتع بها شباب المملكة، الذين سخّروا جهدهم وإخلاصهم في خدمة ضيوف الرحمن، محولين حرارة الشمس إلى مناسبة لنثر الرحمة، وكل رشّة ماء إلى رسالة حب وولاء لهذا الوطن المبارك ومقدساته.