«روح الروح».. قصة ريم وشقيقها طارق وسر الشيخ الذي حمل الجثمان في وداع أبكى العالم
ريم روح الروح مشاهد صعبة بين تلك التي تأتينا من قطاع غزة المنكوب تحت قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، كان من بينها صرخات رجل مكلوم على طفلة بين عداد الجثث التي ترتقي أرواحها يوميًا إلى بارئها، خطف الرجل الفلسطيني القلوب وسالت على إثر كلماته الدموع وهو ينادي على الصغيرة البريئة التي لن تسمع صرخاته مهما علا صوت بكائه.
حكاية ريم روح الروح
انتقلت الفتاة من حال إلى حال وترك دنيانا وتوجهت إلى رحاب ربها بين الشهداء، ومع هذا لا زال يحتضن الرجل جثمانها الذي تفرغ من أنفاسه وتوقف القلب عن النبض وتعطل الدماغ عن عمله، وهو يقول بأعلى صوته «روح الروح هذي».وراح يداعبها كما لو أنها حية تعي ما يحدث حولها، ويحاول فتح عيناها للتأكد من هول اللحظة وهو لا يريد أن يصدق ما يخبره به واقع حالها، وما بينهما سادت السكينة على مشاعره في اللقطة الوداعية، التي لم ترسمها الخيالات بقدر ما جسدها الواقع في غزة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع الفيديو، الذي نشره عدد من الصحفيين الفلسطنيين بالقطاع، كما أنهم تداولوا معلومة اتضح خطأها وهي أن الرجل هو والد الطفلة.
وفي سطور التقرير التالي يكشف مصورا الفيديو كواليس وتفاصيل استشهاد الطفلة ريم وماذا فعل معها جدها فور وفاتها ولماذا بكاها بحرقة دون شقيقها الذي استشهد معها.
كواليس الفيديو المتداول
كشف الكاتب الصحفي الفلسطيني في قطاع غزة، «أبو عمرة»، تفاصيل الفيديو، موضحا أنه غطى غالبية الحروب على القطاع، كما أنه يقوم بتصوير جنازات شهداء العدوان الأخير بشكل يومي، الذين كان من بينهم الطفلة.يقول «أبو عمرة» في تصريحات صحفية، «الفيديو تم تصويره قبل يومين، أول امبارح الثلاثاء الساعة التاسعة صباحًا، في مستشفى شهداء الأقصى، بدير البلح، وسط قطاع غزة».
ويتابع المصور: «هذا الرجل أنا شوفته من اللحظة الأولى جاي، بعد قصف البيت المجاور إلهم، استشهد عدد من أفراد عائلته. هذه البنت بتكون حفيدته، بنت بنته، وأخوها استشهد معاها أيضًا».
يستكمل «أبوعمرة» حديثه بكشف مشاهد لم ترصدها الكاميرات قائلا: «أول شيء غسل شعرها ومسح وجهها بورق المعطر. بعدين عمل لها غصن في شعرها بنسميه عندنا (تجديل الشعر)، اللي بنعملها في المناسبات لما البنت تكون بدها في أجمل شيء بنعملها التجديلة».
ويضيف: «عملها التجديلة وربط لها شعرها، بعدين شالها وصار يلاعب فيها ويرميها في الجو هيك ويتلقفها ويبوس على خدها. كان لها معزة عنده كتير، ولم يحكى في الفيديوهات سوى أنها روح الروح وأن أي شيء بتطلبه منه بتلبيله إياه».
ويختتم المصور كلماته قائلا: «البنت اسمها ريم علي بدوان، عمرها تقريبًا سنتين ونصف».
من جانبه، تحدث يوسف الصيفي، عن كواليس الفيديو -الذي لم يتم نشره- بشكل كامل بسبب مدته.
وقال «الصيف» في تصريحات صحفية: «اللي شدني وجه البنت. نادرًا ما بنشوف وجه طفل مش مشوه بعد استشهاده، فهاد اللي شدني إني أصوره. وفي نفس الوقت كتير انذهلت بصبر جدها وقديش كان مصدوم».