عذبها وحبسها مع الخرفان.. حكاية حبيبة الضاحي ضحية العنف الأسري بالبحيرة
بعد مرور نحو شهر من دخولها العناية المركزة بمستشفى رشيد العام، توفيت اليوم الطفلة حبيبة الضاحي ضحية العنف الأسري، والتي رحلت عن عمر يناهز الـ 17 عامًا، بعد إلقاء نفسها من الطابق الرابع من منزلها، نتيجة لضغوط أسرية من قبل والدها وزوجته.
وكانت حبيبة دخلت مستشفى رشيد العام في 20 يونيو 2024، جراء قيامها بإلقاء نفسها من الطابق الرابع، بعد معاملة سيئة من قبل والدها التي تعيش معاه منذ نحو 4 أعوام.
بمجرد أن انفصل الوالدين عاشت "حبيبة" حياة حزينة، وخلال مكوثها مع أمها طبقًا لقانون الحضانة، جاء عريس لطلب يد والدتها ووافقت على الفور، لكنها تفاجأت بأنه لا يرغب في وجود حبيبة معهما، لذلك تخلّت عنها الأم ومكثت الابنة مع جدتها.
خلال هذه الفترة، تزوج الأب أيضًا وأنجب أربعة، ثلاثة ذكور وبنت، وتوفيت جدة حبيبة التي كانت تمكث معها، فقررت أن تذهب إلى خالتها التي رفضت أيضًا وجودها معها، لأن لديها اثنان من الأبناء الشباب، وطبقًا للعادات والتقاليد لن يُقبل مكوث فتاة مع شباب في بيت واحد.
ذهبت حبيبة لوالدها وطلبت أن تعيش تحت حمايته في بيته، لأنه لا يوجد مكان آخر لتذهب إليه أو ستكون في الشارع، لكن ظهرت زوجة الأب التي لم يختلف قرارها كثيرًا عن البقية، حيث طلبت من زوجها أن يطرد حبيبة أو يجد لها بنفسه مكانا آخر لتعيش فيه ولن يجمعها بها بيت واحد، هنا جاء في خاطر الأب أغرب مكان يمكن أن يطمئن على ابنته فيه.
والد حبيبة المالك لثلاث عمارات، قرر أن تمكث الصغيرة في غرفة الأغنام وظلت بها 4 سنوات كاملة، لا تشكو حالها ولا تطلب أي شيء، في حين أن شقيقتها الصغرى كانت تلبس أغلى الملابس وتتعطّر وتتزين – حسب رواية الجار أسامة - بينما هي ترتدي ملابس بالية لم تتغير منذ أعوام.
جيران حبيبة قالوا إنهم شاهدوها تنام كل يوم على سور الشرفة، نظرًا لأن البيت لا يوجد به لمبة واحدة، حتى أنها اضطرت لقضاء حاجتها في نفس الشرفة، وذات يوم، (تحديدًا خامس أيام عيد الأضحى)، كانت دماء حبيبة تُغرق الشارع مثل الأضاحي تمامًا، فسقطت من شرفتها منتحرة، حسبما يُخمّن الجميع.
أحد الجيران أكد أنه في يوم الواقعة حمل “حبيبة” على يديه في "توكتوك" لأقرب مستشفى، في الوقت الذي لم تنزل دمعة واحدة من عين والدها حينما رآها غارقة في جروحها، حتى أنه رفض الذهاب إلى المستشفى معها، وكان الجيران هم من يلحقونها.
وأفاد التقرير الطبي الصادر من مستشفى رشيد المركزي عن الحالة الصحية لحبيبة، بأنه تم حجزها بالمستشفى بتاريخ 20 يونيو الماضي، نتيجة سقوطها من علو، وتعاني من غيبوبة وجرح بفروه الرأس، وأكد المسؤولون بالمستشفى بأنهم أجروا لها أشعة وتركيب أنبوبة حنجرية، وتم اكتشاف معاناتها بارتشاح بالمخ وكدمات نزيفية بالمخ، وتم حجزها بالعناية المركزة بمستشفى رشيد المركزي.
وتمكن ضباط مباحث قسم شرطة رشيد بمحافظة البحيرة، من إلقاء القبض على والد “حبيبة” التي أصيبت بتهشم في الرأس ونزيف بالمخ وكسور متفرقة باليد، عقب إلقاء نفسها من الطابق الرابع.
وقال جار الطفلة حبيبة الضاحي ضحية العنف الأسري: "حبيبة سعيد الضاحي توفيت في مستشفى رشيد العام، بعد تعرضها للعنف الأسري على يد والدها وزوجته وأعمامها".
وأضاف أن الطفلة حببية تعرضت للعنف الأسري من قبل والدها سعيد طنش وقام بحبسها مع الخرفان والماعز، مما اضطرها لإلقاء نفسها من البلكونة، بعد ما حبسها في منزل عمها.