كأس أمم أفريقيا| روايات من «الكان».. زامبيا تُحقق الأحلام من أرض الآلام
باتت قارة أفريقيا على موعد مع انطلاق كأس أمم أفريقيا 2023، وأصبحنا على بعد 4 أيام فقط من انطلاق العرس الأفريقي الكبير في كوت ديفوار.
ونواصل سرد روايات وقصص حدثت على مدار 33 نسخة سابقة من تاريخ الكان، مع اقتراب انطلاق النسخة الرابعة والثلاثين من البطولة.
قصة زامبيا المأساوية
وفي تسعينات القرن الماضي كانت زامبيا تمتلك جيلًا ذهبيًا من اللاعبين، كان الجميع يتوقع له أن يتأهل لكأس العالم 1994 بالولايات المتحدة على حساب كلٍ من المغرب والسنغال في المجموعة التصفوية النهائية.لكن ما حدث يوم 27 أبريل 1993 دمّر كل شيء، فأثناء سفر بعثة منتخب زامبيا إلى السنغال لخوض مباراة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 تعرض الطائرة لحادث قرب العاصمة الجابونية ليبرفيل وسقطت الطائرة وتحطمت ومات كل من كان على متنها، لينتهي جيل زامبيا الذهبي بطريقة مأساوية.
ونجا النجم الذهبي لهذا الجيل الأسطورة الزامبية كالوشا بواليا، حيث تخلف عن بعثة منتخب زامبيا، لارتباطه مع ناديه أيندهوفن الهولندي، وكان من المقرر أن يلتحق بالبعثة في السنغال في اليوم التالي.
انتهت أحلام زامبيا بين عشية وضحاها وتحولت إلى كابوس مفزع، واضطر منتخب زامبيا للاعتماد على مجموعة من الشباب رفقة كالوشا بواليا، الذي لعب القدر دوره لينجو من الهلاك، ولاعبين من الصف الثاني لم يتم استدعائهم في رحلة الموت المأساوية.
وفشلت زامبيا في التأهل لكأس العالم، وذهبت بطاقة التأهل وقتها لصالح المغرب، لكن منتخب زامبيا بتشكيلته الشابة صنع المفاجأة في كأس أمم أفريقيا 1994 وبلغ المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام نيجيريا في المشهد الختامي بهدف لاثنين.
وصعد منتخب زامبيا بعدها إلى الدور نصف النهائي في نسخة 1996 بجنوب أفريقيا، واكتفى بالمركز الثالث وقتها، قبل أن يأفل نجم زامبيا ويتوارى منتخب الرصاصات النحاسية عن مشهد المقدمة في القارة السمراء.
زامبيا تحقق الحلم في كأس أمم أفريقيا
وبعد ما يقرب من عقدين من الزمن على الحادث المأساوي في ليبرفيل، ذهب منتخب زامبيا إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية والجابون، ولا أحد يُرشح منتخب الرصاصات النحاسية للذهاب بعيدًا أو التتويج بلقب البطولة.وبحكم تواجد منتخب زامبيا في المجموعة الأولى رفقة غينيا الاستوائية المنظم والسنغال وليبيا، فقد خاض مبارياته في غينيا الاستوائية وتأهل متصدرًا لمجموعته برصيد 7 نقاط، وواجه منتخب السودان في الدور ربع النهائي وانتصر بثلاثة أهداف دون مقابل ليعبر إلى الدور نصف النهائي.
وفي تلك المباراة، لعب إيمانويل مايوكا، لاعب الزمالك المصري السابق، دور البطولة بإحرازمه هدف انتصار الرصاصات النحاسية والعبور إلى المباراة النهائية لمواجهة كوت ديفوار.
كل المباريات السابقة وحتى مواجهة الدور نصف النهائي كانت في غينيا الاستوائية أما النهائي فكان على زامبيا الارتحال إلى الجابون، وإلى العاصمة ليبرفيل، حيث المباراة النهائية، وحيث تحضر ذكريات الماضي الحزين.
كان على زامبيا أن تتخطى الماضي وتفكر في المجد الذي ينتظرها في نفس المكان الذي كانت في نهاية الجيل الذهبي بشكل مأساوي.
وفي لمسة وفاء، وقبل أن يخوضوا المباراة النهائية ذهب لاعبو زامبيا إلى نفس المكان، الذي شهد تحطم الطائرة ليكون ذلك دافعًا لهم قبل خوض المباراة النهائية.
وبالفعل حققت زامبيا ما اعتبر مستحيلًا قبل انطلاق الكان، ونجحت في التتويج باللقب في قلب ليبرفيل، وذلك بعد أن تفوقت بركلات الترجيح على حساب منتخب كوت ديفوار بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف، وبعد أن أهدر الأسطورة الإيفوارية ديديه دروجبا ركلة جزاء أثناء المباراة.