«لقمة العيش حرمته من رفاهية اختيار الأدوار».. مشوار مؤثر للفنان الراحل سليمان عيد صاحب الضحكة والأدوار المميزة

فُجع الوسط الفني المصري صباح اليوم الجمعة 18 ابريل، بخبر وفاة الفنان سليمان عيد، وذلك إثر أزمة صحية مفاجئة، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني والإنساني، امتدت لعقود، وامتزجت فيها الكوميديا بالمرارة، والنجاح بالإصرار.
عرف الجمهور سليمان عيد كأحد أبرز وجوه الكوميديا الداعمة، إلا أن خلف هذه الابتسامة ظل قلب يحمل من التحديات الكثير.
تحدث عيد في أحد لقاءاته السابقة عن بداياته الصعبة في عالم التمثيل، مؤكدًا أنه لم يكن يمتلك رفاهية اختيار الأدوار، بل كان يعمل من أجل لقمة العيش، دون انتظار البطولة التي لم تكتمل رغم عرضها عليه مرتين.
الأولى كانت من خلال فيلم 'معسكر حب'، والثانية في فيلم بعنوان 'حسن حسين أوباما'، غير أن المشروعين لم يُستكمل تنفيذهما، وكان الفارق الزمني بينهما نحو خمس سنوات، عانى خلالهما من أزمات مادية متكررة.
سليمان عيد
وسرد عيد موقفًا مؤلمًا من أحد المنتجين الذي رفض منحه دور البطولة قائلاً: 'مين سليمان عيد؟ مش هجيب واحد أشيله الفيلم ومش يكسبني'، وهو ما عبر عن مرارة الفرص الضائعة التي تعرض لها.
على الصعيد الإنساني، تحدث الراحل بفخر عن كونه أبًا ملتزمًا ومثالًا يُحتذى في تربية أولاده، موضحًا أن أفضل أسلوب للتربية هو القدوة، مؤكدًا أن ابنه يعمل حاليًا في الوسط الفني، ويحظى بتقدير واحترام من المحيطين به.
سليمان عيد
كما حرص سليمان عيد على توجيه رسالة صادقة إلى الجيل الجديد من الفنانين، ناصحًا إياهم بعدم التفاوض المسبق على الأجر، والتركيز أولاً على قيمة الدور، مؤكدًا أن 'الدور الجيد يستحق أن يُؤدى حتى بدون مقابل إذا أضاف للفنان'، مشيرًا إلى أنه كثيرًا ما صدّق وعودًا وُصفت بـ'البداية'، لكنها لم تكتمل، وقال ساخرًا: 'كل سنة نفس الناس بيقولوا إحنا لسه بادئين'.
سليمان عيد
وفي لمحة عن كفاحه الشخصي، كشف الفنان الراحل أنه بعد وفاة والده اضطر إلى العمل في موقع بناء أحد الفنادق، مقابل عشرة جنيهات في اليوم، ليؤمن مستقبله ويواجه أعباء الحياة.