محمد ثروت يتألق بحفل المولد النبوي في دار الأوبرا بحضور كامل العدد

في أجواء مهيبة غلفتها السكينة والروحانيات، شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية مساء أمس انطلاق الموسم الفني الجديد للأوبرا، باحتفالية كبرى بمناسبة المولد النبوي الشريف، بحضور كامل العدد.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الذي أكد أن اختيار هذه المناسبة العطرة لافتتاح الموسم الفني يعكس الدور التنويري للفنون في ترسيخ القيم الروحية والإنسانية.
وحضر الحفل المهندس محمد إبراهيم شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والسفير طارق الأنصاري، سفير دولة قطر بالقاهرة، وسط حضور جماهيري غفير تفاعل مع الأمسية التي أحياها الفنان الكبير محمد ثروت بمصاحبة الأوركسترا الاحتفالي بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، وبمشاركة الشاعر عبد الله حسن وعدد من نجوم الموسيقى العربية بدار الأوبرا.
وأكد وزير الثقافة خلال كلمته أن الفنون تمثل جسرًا لتعزيز قيم المحبة والتسامح والوعي المجتمعي، مشيدًا بالأداء الراقي لمحمد ثروت الذي قدّم نموذجًا للفن الرفيع القادر على ملامسة وجدان الجمهور ونشر رسالة إنسانية سامية. كما ثمّن جهود نجوم الأوبرا وفرقة الموسيقى العربية في إحياء هذه الليلة الاستثنائية، متمنيًا لدار الأوبرا موسمًا فنيًا جديدًا يحمل رسالتها الثقافية ويعزز مكانة مصر الريادية فنيًا على المستويين الإقليمي والدولي.
وبأداء روحاني عذب، أبدع الفنان محمد ثروت في تقديم باقة من الأناشيد والأغاني الدينية التي تغنّت بصفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومنها: روضة الهادي، النبي ذاك الإمام، الله يا رسول الله، قمر سيدنا النبي، أشرقت أنوار محمد، القلب يعشق كل جميل، لأجل النبي، يا رسول الإنسانية، ومتجمعين عند النبي. وقد سبقها الشاعر عبد الله حسن بقصيدة مؤثرة في مدح النبي، لاقت إعجاب الحضور واستحسانهم.
أما المايسترو علاء عبد السلام، فقد قاد الأوركسترا بحس فني مرهف، مستلهمًا روح المايسترو الحقيقي في صياغة لوحات موسيقية تمازجت فيها الدقة بالقوة والمرونة بالانسيابية، لينقل الجمهور إلى أجواء وجدانية مفعمة بالسلام والطمأنينة.
كما أضاء نجوم الموسيقى العربية بالأوبرا، أنغام مصطفى، أحمد حسن، مصطفى النجدي، وأميرة أحمد، الحفل بمجموعة من الأغنيات التي لامست مشاعر الجمهور، منها ألفين صلاة على النبي، محمد رسول الله، أم النبي، اتعلمي يا دنيا. فيما قدّم الأوركسترا قطعة موسيقية بعنوان موسيقى المولد، لتكتمل أجواء الاحتفاء الروحي والفني بذكرى ميلاد الرسول الكريم.
ليلة فنية استثنائية مزجت بين عذوبة الصوت وروحانية الكلمة وجلال المناسبة، لتسطر بداية مميزة لموسم فني جديد يترقب محبو الأوبرا أن يحمل المزيد من الفعاليات الراقية التي تليق بمكانة مصر الثقافية والفنية.