رحيل محمد عناني.. شيخ المترجمين الذي جمع بين التأليف والنقد الأدبي
كان محمد عنانى، شيخ المترجمين، مريضًا بالسرطان لأكثر من 30 عام ، وفى وقت كان الجميع ينتظر رحيله عن الدنيا، أو على الأقل إذعانه للمرض واعتزاله العمل، بدا هو فى قمة عطائه ولم ينقطع فى أى وقت من تلك السنين عن الإنتاج سواء ترجمة أو إبداعًا أو تدريسًا فى الجامعة ليكمل رحلة العطاء الابداعى المتنوع مجالي الترجمة والنقد والمسرح، ليرحل بعد هذه التجربة المثمرة.
عناني، الملقب بعميد وشيخ المترجمين، عاش 86 عامًا ساهم فيهم في نقل تراث شكسبير إلى العربية، وترجمة مؤلفات طه حسين ودواوين ومسرحيات صلاح عبدالصبور وفاروق شوشة إلى اللغة الإنجليزي، كما أثرى الحركة الثقافية المصرية بأعماله من مترجمات ومؤلفات علمية وأدبية، وبعد عمر يناهز ٨٦ عامًا، يرحل الشيخ تاركًا إرثًا علميًا وأدبيًا
وُلد الدكتور محمد عناني في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة عام ١٩٣٩، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٩، وعمل محاضر في اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥م، ورئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامَي ١٩٩٣ و١٩٩٩.
مناصب تقلدها
شغل الراحل العديد من المناصب، منها مراقب لغة أجنبية بخدمة رصد بي بي سي في كوفرشم «بيركشير»، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، وخبير في مجمع اللغة العربية، والمنسق الأكاديمي لبرنامج جامعة القاهرة الخاص بالترجمة الإنجليزية، والمحرر العام لسلسلة الأدب المعاصر – سلسلة الأعمال الأدبية العربية المترجمة إلى الإنجليزية، ومسئولًا عن سلسلة «الألف كتاب الثاني» للترجمة إلى اللغة العربية التي تنشرها هيئة الكتاب المصرية، ومحرّرا لمجلة المسرح المصري، ومحررًا مشاركًا للمجلة الثقافية الشهرية سطور.الجمع بين التأليف والترجمة والنقد الأدبى
وجمع شيخ المترجمين بين التأليف والترجمة والنقد الأدبي؛ ومن أعماله «الترجمة الأسلوبية، و» النقد التحليلي «، و» التيارات المعاصرة في الثقافة العربية، و«الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق».أما أعماله المُترجَمة، فأهمها ترجمته لتراث «شكسبير» المسرحي بأكمله، وبعض أعمال «إدوارد سعيد».
وساهَم الراحل في ترجمة الكثير من المُؤلَّفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مُؤلَّفات طه حسين، ودواوين ومسرحيات شعرية لكلٍّ من صلاح عبدالصبور، وفاروق شوشة.، وصدر له أكثر من 130 كتابًا باللغة العربية والانجليزية،وعددًا من المسرحيات العربية.
ويمتلك الراحل العديد من الأعمال الصادرة عن المركز القومي للترجمة نذكر منها: «شكسبير:ابتكار الشخصية الإنسانية»،«موسوعة الهارمانيوطيقا»،«غواية اللامعقول»،«عقبات ثقافية»،«بناء الثقافات»،«نصوص من الشعر القصصي الرومانسي الانجليزي»،«اللغة والسلطة»،الخطاب والتغير الاجتماعي«و»المفكرون الأساسيون من النظرية الادبية إلى بعد الماركسية «
ونال الراحل العديدَ من الجوائز والأوسمة،أهمها جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة ،وجائزة المركز القومي للترجمة 2014، جائزة منظمة جامعة الدول العربية «ALECSO» للعلوم والثقاقة في الترجمة إلى الإنجليزية، بغداد 2013، جائزة الملك عبدالله الدولية في الترجمة 2011، جائزة الدولة للتفوق في الآداب 2002، جائزة الأداء المتميز في الكتابة المسرحية من المعهد العالي للمسرح 2000، جائزة الدولة في الآداب عام 1999، جائزة بن تركي للتميز في الترجمة إلى الإنجليزية 1998، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى 1984، جائزة الدولة في الترجمة 1982.
من هو الدكتور محمد عناني؟.. شيخ المترجمين يرحل بعد مسيرة علمية عريقة