مكنش بيعرف يعوم وعنده 3 صغار.. قصة شهيد الشهامة في الإسماعيلية توفى بعد إنقاذ 13 طالبة
لم تكن شمس ذلك اليوم قد ارتفعت بعد فوق قرية بالوظة التابعة لمركز القنطرة شرق. وفي لحظة خاطفة، انحرفت سيارة ميكروباص تقل عدداً من الطالبات وسقطت داخل مصرف زراعي، لتعمّ المكان صرخات استغاثة ومحاولات يائسة للنجاة بينما المياه الباردة تبتلع السيارة شيئاً فشيئاً.
وفي تلك اللحظة الحرجة، كان الشاب حسن أحمد حسني الجزار، ابن قرية منيل دويب بمركز أشمون في محافظة المنوفية، يقف قريباً من المشهد. وما إن رأى السيارة تغوص في المياه حتى اندفع مسرعاً نحوها دون أن يتردد للحظة، رغم أنه لم يكن يجيد السباحة.
قفز حسن إلى داخل المصرف، وبدأ ينقذ الفتيات واحدة تلو الأخرى. غاص مراراً، ثم صعد حاملاً فتاة بين ذراعيه، يعود فيغوص من جديد، غير مكترث بالبرد أو الخطر أو نفاد أنفاسه. لم يبحث عن ضوء طريق العودة، بل عن ضوء حياة يجب أن يعود لهؤلاء الطالبات.
واحدة تلو الأخرى، تمكن حسن من إخراج 13 فتاة بأعجوبة، تاركاً كل ما يملك من قوة في أعماق المياه. لكن بعد أن رأى جميع الفتيات في بر الأمان، خانته طاقته. حاول الخروج، لكنه لم يستطع. غلبه الإرهاق، وابتلعته المياه التي واجهها بشجاعة حتى اللحظة الأخيرة.
رحل حسن وهو يمنح الحياة لغيره. رحل وهو في ذروة بطولته، مخلفاً وراءه مثالاً نادراً للإنسانية والشهامة في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى مثل هذه النماذج المضيئة.
وقال مصطفى بكري: لا أرى أن مصر تُختزل في حوادث أو جرائم، فإن قصة حسن تؤكد أن هذه البلد ما زالت تنجب رجالاً يحملون في داخلهم صفاء القلب وصدق النية وشهامة لا تُقاس بثمن.
حسن لم يكن ينتظر شكراً ولا يبحث عن لقب. لكنه أصبح رمزاً. وأصبح دليلاً على أن الخير في هذا الوطن أكبر من كل ما يعكر صفوه.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري عبر برنامج حقائق وأسرار على قناة صدى البلد، قال أحمد الجزار والد حسن، بصوت يختلط فيه الفخر بالألم:
"ابني شغال باليومية وعنده 3 أطفال.. شاف كاوتش العربية اللي كانوا الطلاب راكبينها فرقع، فبدأ يطلع البنات وهما رايحين جامعة سيناء. وبعد ما طلعهم… مات. ومكانش بيعرف يعوم."
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض