مواجهة مباشرة بين جيش مصر وإسرائيل.. أبو الغيط يستعرض سيناريوهات خطيرة ويكشف مخطط تم إجهاضه

استعرض السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدولة العربية، بعض السيناريوهات والمخططات الإسرائيلية لتهجير الفلطسنيين خارج أرضهم إلى سيناء، موضحًا موقف المواجهة المباشرة بين الجيش المصري والجانب الإسرائلي.

وأوضح أحمد أبو الغيط في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد، أنه كان هناك رسائل متبادلة وتنسيق بين إسرائيل وإيران قبل توجيه أي ضربة عسكرية أو جوية من خلال وسطاء، لافتًا إلى أن إيران تجري عمليات تخصيب لليورانيوم بنسبة 60%، وعندما تقوم بتخصيب 90% من اليورانيوم فهذا يعني أنها تجري تجربة نووية كبيرة، فهي تقوم بتخصيب كميات كبيرة تمكنها من الوصول إلى العتبة النووية.

وأوضح أمين عام جامعة الدول العربية، أن إسرائيل أجرت أكثر من تجربة نووية على مدار الأعوام السابقة ولديها 100 قنبلة نووية، لافتًا: «إيران سوف تدخل على العتبة النووية إذا اتجهت لحماية نفسها بنفسها، لأن إسرائيل تعمل لها ألف حساب».

القضية الفلسطينية

وعن القضية الفلسطينية، أردف أبو الغيط: إسرائيل لم تحقق أي شئ من أهدافها خلال ضرباتها في قطاع غزة حتى الآن، رغم إحداثها خسائر كبيرة في حركة حماس، وسط استمرار المقاومة الفلسطينية على أعمال القتال وعدم الاستسلام، معلقبًا: «الوضع ملتهب بصفة عامة، وأي مجتمع يسعى للعيش في سلام وأمان بعيدًا على التهديديات والعداوات بين الدول».

وأكمل: الصدام على الأرض في غزة لم ينته بعد صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما ضربته إسرائيل عرض الحائط وتجاهلته، معقبًا: «حكومة نتنياهو تريد إنهاء الحرب في غزة لصالحها بأي طريقة حتى لو كلفها الأمر خسائر فادحة».

وقال أمين عام جامعة الدول العربية: الشرق الأوسط تغير للأسوأ بأيدي أبنائه، ونحن الأن في أسوأ أحوال العرب واللي عاوز يجادلني يجادلني، ده احنا في عام 1967 لم نكن بهذا الوضع، مردفًا: أتصور أن حل القضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل وأن يكون هناك تعايش في أمن وأمن بين الشعبين، لأن إسرائيل تبحث دائمًا على العداء.

الصراع الإيراني الإسرائيلي والأوضاع في غزة

وأكد أحمد أبو الغيط، أيضًا، أن حرب 7 أكتوبر حركت المياه الراكدة لكنها ألحقت أذى كبير بالنسيج الفلسطيني، مشيرا إلى أنه منذ إدارة الرئيس ترامب وحتى جو بايدن وكانوا ينادون بحل القضية الفلسطينية – الإسرائيلية ويسمى بالسلام الاقتصادي، موضحا أن تلك الطريقة ليست صحيحة، ويجب التوصل لحل سلمي بحل الدولتين ولإقامة دولة فلسطينية ليست مجزأة لها حكومة رشيدة.

وأضاف أبو الغيط، أن الغرب أعطى إسرائيل كارت أبيض للتصرف الإجرامي بشأن الفلسطينيين، معلقا: لا أفهم أن يقتل 34 ألف قتيل ويكون هناك صمت ودعم مستمر لليهود، منوها أن الغرب تنبه للخطأ الذي اقترفوه بإعطاء تل أبيب الفرصة لإقامة المجازر، خاصة أن إسرائيل هي نتاج مشكلة أوروبية تم ترحيلها للشرق الأوسط.

وتابع الأمين العام لجامعة الدولة العربية: «أتهم الأوروبين بالعنف، بعد استخدامهم الغازات في الحرب العالمية والقنبلة النووية ضد اليابان، وهناك كتيبة إسرائيلية ارتكبت جرائم إرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين»، مستكملاً: وزير مالية إسرائيل المتطرف رفض اتهام تهم إبادة ضد بلاده، ولا بد من إجراء التسوية والبعد عن منهج الخداع الأمريكي والتناقض في كيفية تقديم سلاح لإسرائيل لقتل المدنيين والحديث عن إدانة القتل عبر جيشهم للمدنيين بل وتلقي مساعدات لهم في البحر بداعي الإنسانية.

وقال الأمين العام لجامعة الدولة العربية: «الغرب ينظرون إلى العالم على أنه رقعة شطرنج يلعب بها، وسلبيات عملية 7 أكتوبر في القتل والخراب والدمار الذي لحق بقطاع غزة ومواطنيه، وأشك أن ترضى تركيا باستضافة دائمة لأي قيادة حمساوية؛ باعتبارها دولة رافضة لما يقوم به الاحتلال، لكنها أحد دول حلف الأطلسي منذ عام 50، وهي تسير وفق التفكير الغربي، وتريد أن تحافظ على نفوذها في شرق العالم».

وأكمل أبو الغيط قائلا: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود؛ لأنها قوة احتلال متصورة أنها ستظل سائرة في خطتها طوال الدهر، وفكرة المقاومة مشروعة وفق القانون الدولي، والغرب وإسرائيل لديهما نفس النهج والتفكير.

واختتم حديثه في هذا الشأن قائلاً: تل أبيب تخطط حاليا لتهجير الفلسطينيين لسيناء من خلال الضغط على مصر، بدليل تهجير مواطني غزة إلى الحدود مع مصر، بنحو 2.5 مليون مواطن، وكان هناك مخطط لتكرار سيناريو الدمار في مصر لكن القوات المسلحة أجهضت المخطط الصهيوني.

وأشار أحمد أبو الغيط، أيضًا، إلى أنه لابد من استغلال تحول موقف الغرب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والضرب على الحديد وهو ساخن، مضيفًا أنه لابد من توقف إسرائيل من التأكيد للدول الغربية وأمريكا بأن لها حقوق في الأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أنه يجب إزاحة نتنياهو من إسرائيل على وجه السرعة لرفضه إقامة دولة فلسطينية.

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية: «كل الحكومات الإرهابية المتطرفة لا تعيش كثيرا مثل حكومة نتنياهو ومصيرها هو السجن، وأن التخلص من نتنياهو هو البداية لتحقيق الأمن للفلسطينيين»، مردفًا: كنت موجود في مباحثات كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام وكان الحديث يدور عن تسوية مدتها 7 سنوات للقضية الفلسطينية.

وأوضح أبو الغيط، أن أمريكا أيضًا ترى أن الوصول لحل القضية الفلسطينية هو إقالة الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، ولكنها ترى أن التوقيت الحالي غير مناسب لإقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أنه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تشرح مبرراتها في استخدام الفيتو ضد إعلان الدولة الفلسطينية أمام مجلس الأمن.

تهجير الفلسطينيين إلى سيناء

علاوة على ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدولة العربية، أيضًا، أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم لسيناء والإعاشة خارج الديار جريمة يرفضها القانون الدولي، ولو كان نتنياهو صرح بذلك فسيحاكم في كل المحاكم، معلقا: نتنياهو يمضي في تدمير فلسطين بالكامل، ما دعى الفلسطينيين الاتجاه نحو الحدود خوفا من القتل ومن ثم الدخول لسيناء، وهذا هو مخطط نتنياهو.

وأضاف أبو الغيط خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في حوار خاص على قناة صدى البلد، أن إسرائيل تريد أن تضرب الفلسطينيين في مصر لو تم تهجيرهم وهذا أدعى لمواجهة عسكرية مصر مع تل أبيب، مشددا على أن الأوروبيين والأمريكان يدركون خطورة مخطط تل أبيب، ونبه وزراء خارجية مجموعة السبع على ضرورة عدم تهجير الفلسطينيين إلى رفح؛ حتى لا يحدث صدام في المنطقة عواقبه ستكون وخيمة.

وتابع الأمين العام لجامعة الدولة العربية: «لو حاول نتنياهو تهجير الفلسطينيين إلى رفح فيعد اعتداء على مصر، ونرفض أي محاولات لاقتحام الحدود بأي شكل، والفلسطينيين لن يوافقوا على ترك أراضيهم، ومصر لن تسمح باقتحام حدودنا الشرقية أو التهجير القسري بجهود الدولة والقوات المسلحة؛ لأنه يستهدف القضاء على الدولة الفلسطينية».

وأضاف أحمد أبو الغيط، أن هناك جهود مصرية وعربية متواصلة مع الدول المجاورة والدول الأوروبية الكبرى بشأن الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، قائلاً: «إسرائيل تقوم بعرقلة جهود منظمة الأونروا المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وأهالي غزة لا يعملون ولا يوجد مصدر رزق لهم»، معقبًا: «إذا توقف القصف الإسرائيلي؛ ستعود المدارس والمستشفيات في قطاع غزة إلى العمل مرة أخرى».

وتابع أبو الغيط خلال حواره مع الإعلامي أحمد موسى: « من قام بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر لم يضع في حساباته الوضع المأسوي للشعب الفلسطيني، ومن النقاط الإيجابية لهذه العملية؛ هو إعادة وضع القضية الفلسطينية إلى حجمها وحقيقتها أمام العالم من جديد»، مشيرًا إلى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وهي التي تقرر مصيره، ومن يتم انتخابه في الانتخابات الفلسطينية المقبلة سيكون ممثلًا للسلطة.

الأوضاع في الدول العربية

وعن الأوضاع في إثيوبيا، أوضح أحمد أبو الغيط في، أن القمة العربية في اجتماعها المقبل بالبحرين ستبحث التدخل الاثيوبى فى الصومال، وأن القانون الدولي والمصالح الدولية ترفض المنهج الإثيوبي في فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي، معقبًا: «التطورات تفرض على إثيوبيا ضبط إيقاع مواقفها من جديد».

وعن الأوضاع في ليبيا، أردف أحمد أبو الغيط قائلاً: «تم استضافة القادة الليبيين في الجامعة العربية وسوف نكرر الاستضافة لهم مرة أخرى، ولا توجد مؤشرات لمفاهيم تفتح الطريق لإجراء انتخابات في ليبيا».

وبشأن آخر تطورات الأوضاع في لبنان، علق أمين عام جامعة الدول العربية بقوله: «لا يبدو أن نشهد انفراجة في المسرح اللبناني، وهناك خيبة أمل كبيرة بشأن استحداث الأوضاع».

وتابع: «أمريكا أنقذت العالم من استخدام الأسلحة النووية في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والعالم الغربي، وبعد انفجار الاتحاد السوفيتي عام 91 لم تكن القدرة الاقتصادية السوفيتية على مستوى القدرة الغربية القوية».

واختتم أحمد الغيط أمين عام جامعة الدول العربية: «أنا لا أمثل إلا الإرادة العربية، والحروب التاريخية يكون لها مقدمات، ولها تأثير وسلطة موجودة على مسرح العالم وترصد بزوغ قوة جديدة صاعدة».