هدي النبي صلي الله عليه وسلم فى الإفطار وأفضل السنن المأثورة

فرض الله الصوم على الأمة الإسلامية، لما له من عظيم الأجر والثواب ، فأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة ، صيام رمضان، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي – ﷺ -: “بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت”.

وقال الله تبارك و تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، كما جعل الله تعالى للصائم ثوابًا كبيرًا وفضلاً جزيلاً، قال – ﷺ – “قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب، فإن سابه أحدا أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه”. متفق عليه

وقال عليه الصلاة والسلام: “إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد”. رواه البخاري ومسلم.

هدي النبي صلي الله عليه وسلم في الإفطار

هناك مجموعة من الأمور التي كان النّبي – ﷺ – يقوم بها، ولنا أن نستنّ بها من بعده، ومنها:

كان – ﷺ – يفطر على رطب، فإن لم يجد فتمراً، فإن لم يجد شرب ماءً، ودليل ذلك ما رواه أبو داود، عن ثابت البناني، أنّه سمع أنس بن مالك يقول ” كانَ رسولُ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ، فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ، فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ “.كان – ﷺ – يعجّل الإفطار فور غروب الشّمس، كما يدلّ عليه قوله صلّى الله عليه وسلّم:" لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفطرَ "، متّفق عليه.

كان – صلّى الله عليه وسلّم – يأكل بشكل معتدل، فلم يكن يملأ بطنه بالطعام والشّراب إذا أكل وشرب، ويدلّ عليه قوله صلّى الله عليه وسلّم: “ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ،

فإن كان لا محالةَ: فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه، وثُلُثٌ لنفَسِه “. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

سنن الصّيام ومكروهاته

هناك مجموعة من الأمور المستحبّة أو السّنن في الصّيام، ومنها: يُسَنّ تأخير السّحور إذا لم يخش الصّائم طلوع الفجر، وتعجيل الفطر عند تحقّق الغروب. وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “عَجِّلُوا الإفْطارَ وأَخِّرُوا السّحورَ “.رواه الطبراني عن أم حكيم.

كف اللسان والجوارح عن الأفعال عن الإثم، كما يسنّ أيضاً لمن شُتِم أن يقول:” إنّي صائم “، وذلك لقوله – صلّى الله عليه وسلّم – في الصّائم: “إذا أصبَحَ أحدُكُم يومًا صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ. فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ. إنِّي صائمٌ”. رواه مسلم عن أبى هريرة.