هل اضطراب العلاقة بالأب يؤثر على اختيار زوج المستقبل؟.. فيديو

قال الدكتور مهاب مجدي، استشاري الطب النفسي، إن تشوه ما يُعرف بـ«قصة الحب الأولى» لدى الفتيات يبدأ غالبًا من العلاقة مع الأب، خاصة في حالات الجفاف العاطفي أو القسوة، وهو ما ينعكس لاحقًا على اختياراتهن العاطفية.

وأوضح مجدي خلال لقائه مع الدكتور حسام موافي في برنامج 'رب زدني علمًا' على قناة صدى البلد، أن الفتاة التي تُحرم من الاحتواء الأبوي تقع عادة في أحد نمطين من «سوء الاختيار»؛ الأول يتمثل في التعلّق السريع بأي شخص يُظهر حنانًا أو اهتمامًا، مشيرًا إلى أن هذا التعلّق لا يكون حبًا حقيقيًا، بل محاولة لا واعية لملء فراغ عاطفي قديم نشأ داخل الأسرة.

وأضاف أن النمط الثاني يكون على النقيض تمامًا، حيث تنجذب الفتاة إلى الشخص القاسي أو المهمل، نتيجة ما وصفه بـ«التكرار القهري»، وهو ميل نفسي لإعادة إنتاج التجربة المؤلمة نفسها على أمل تغيير نتائجها، دون وعي مباشر من الشخص بذلك.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن معظم هذه العلاقات تتشابه في طبيعتها، وغالبًا ما تكون صورة مكررة من علاقة الفتاة بوالدها أو نقيضًا لها، مؤكدًا أن هذا التشوه هو السبب الرئيسي في سوء الاختيار العاطفي.

وفي سياق متصل، لفت مجدي إلى أن «سوء السلوك» داخل العلاقات الزوجية أو الأسرية ينتج عن تشوه آخر سماه «تشوه شكل الأسرة»، موضحًا أن هناك فرقًا بين «هوية النوع» التي يولد بها الإنسان، و«أدوار النوع» التي يكتسبها من خلال ما يراه داخل المنزل.

وأكد أن الأبناء يتعلمون أدوارهم الاجتماعية من النماذج التي يشاهدونها داخل الأسرة، فالأبناء الذكور يستمدون مفهوم الرجولة من سلوك الأب، بينما تكتسب الفتيات أدوارهن من تصرفات الأم، محذرًا من أن اختلال هذه الأدوار ينعكس بشكل مباشر على السلوك داخل البيت.

وأوضح أن العلاقة العكسية، مثل علاقة الابن بالأم أو البنت بالأب، تؤثر على «الاختيار» في العلاقات، بينما تؤثر العلاقة المباشرة بين الأب والأم على «السلوك» اليومي للأبناء.