وداعًا عماد محرم.. الفنان الطيب الذي تألق في أدوار الشر

ودّعت الساحة الفنية صباح اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، الفنان عماد محرم، أحد أبرز وجوه الشاشة في الأدوار المساعدة التي حفرت لها مكانة مميزة في ذاكرة الجمهور.

ورغم أنه لم يكن نجم شباك بالمعنى التقليدي، فإن حضوره القوي وقدرته على تجسيد شخصيات مركبة جعلت منه علامة فارقة في عدد من أبرز الأفلام والمسلسلات التي شكلت وجدان أجيال متعاقبة.

نبذة عن حياته

وُلد الفنان عماد محرم في 8 يونيو 1951 بمدينة القاهرة، ونشأ وسط أجواء شعبية حفزت فيه حب التمثيل منذ وقت مبكر. لم يكن طريقه إلى النجومية مفروشًا بالورود، لكنه نجح عبر سنوات طويلة في تثبيت أقدامه كممثل مخضرم، خاصة في الأدوار الثانية التي أتقنها بمهارة لافتة.

رحل عن عالمنا صباح اليوم بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 74 عامًا، وشُيعت جنازته من مسجد الشرطة في الشيخ زايد، بناءً على إعلان رسمي من أسرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تلقي العزاء في المقابر مباشرة.

مسيرته الفنية وبداياته

بدأ عماد محرم مشواره الفني في أواخر الستينيات، وكان أول ظهور له في التلفزيون من خلال مسلسل 'بيار الملح' عام 1967. ومع بدايات السبعينيات، انطلق في مجال السينما بفيلم 'رحلة لذيذة' عام 1971، قبل أن تتوالى أعماله تدريجيًا، ويبرز في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كأحد أكثر الممثلين حضورًا في المشهد الفني المصري.

عرفه الجمهور بأدواره التي تجمع بين الشر والكوميديا والدراما، فكان وجهًا مألوفًا لكل من يتابع الأعمال الفنية، سواء في السينما أو على شاشة التلفزيون.

أهم أعماله السينمائية والدرامية

في السينما: 'العفاريت': الدور الأبرز في تاريخه، وواحد من العلامات الفارقة في أفلام الثمانينات، ولا تزال الشخصية التي قدّمها محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.

'الباطنية': أحد الأدوار التي أظهر فيها مرونة فنية واضحة بين القوة الدرامية والسلاسة التمثيلية.

كما شارك في عدد كبير من الأفلام التي لاقت رواجًا جماهيريًا كبيرًا، منها: 'أقوى الرجال'، 'على باب الوزير'، 'مين فينا الحرامي'، 'الحب فوق هضبة الهرم'، وغيرها من الأعمال التي أسهمت في رسم ملامح مرحلة مهمة من السينما المصرية.

في الدراما التلفزيونية:

'عوالم خفية' (2018) – مع النجم عادل إمام.

'شطرنج' (2016) – ضيف شرف.

'بلاغ للنائب العام' (1986)، و**'الضابط والمجرم'** (1987).

وشارك أيضًا في: 'راس الغول'، 'متخافوش'، 'الدالي'، 'أهل الهوى'، وغيرها من المسلسلات الاجتماعية والبوليسية التي لاقت صدى واسعًا.

امتازت أدواره بحضور مؤثر، حتى في المشاهد القليلة، نظرًا لما كان يمتلكه من قدرة على ترك بصمة واضحة وجاذبة.

إرثه الفني والإنساني

امتدت مسيرة عماد محرم لما يزيد عن خمسة عقود من العطاء الفني، شارك خلالها في عشرات الأعمال التي ما زالت تُعرض على الشاشات وتحظى بمتابعة الأجيال الجديدة. لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فنية مميزة بشهادة زملائه وجمهوره، وعُرف بروحه المرحة، وتصريحاته الصادقة، وقربه من زملائه في الوسط الفني.

ورغم قلة ظهوره في السنوات الأخيرة، فإنه لم يعتزل، بل ظل يعتبر نفسه 'مدمن فن'، كما قال في أحد لقاءاته، وظل متابعًا لحركة الفن حتى أيامه الأخيرة.

وداعًا عماد محرم.. صاحب البصمة الهادئة

برحيل عماد محرم، تفقد الشاشة المصرية أحد الوجوه التي أضفت على المشهد الفني نكهة خاصة، فنان تنقّل بين الأدوار بثقة، وترك خلفه أرشيفًا غنيًا سيظل مصدر فخر لصناعة الفن المصري، ورغم أنه رحل عن عالمنا لكن أعماله ستبقى شاهدة على موهبته الاستثنائية وشخصيته الإنسانية.