ورحل الموسيقار ميشيل المصرى.. مبدع تتر ليالى الحلمية ولا اله إلا الله

رحل اليوم عن عالمنا الفنان الكبير والموسيقار القدير ميشيل المصري» عن عمر ناهز الـ 85 عامًا بعد مشوار فني وموسيقي قدم خلاله العديد من الأعمال الفنية والموسيقية والغنائية التي حققت نجاحًا كبيرًا.

ميشيل المصرى يعد أحد رواد الموسيقى في مصر، وعازف كمان، وملحن، ومؤلف موسيقى تصويرية كما يعد صاحب أكثر من مائة عمل فني بين تترات مسلسلات وأغاني وأفلام وأبريتات غنائية ومؤلفات موسيقية.

ولد الموسيقار الكبير عام 1933 بمنطقة الحمزاوي في محافظة القاهرة، لأبٍ يعمل تاجرًا ويهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء، ومع ذلك عارض بشدة دخول ابنه عالم الفن، لكن ميشيل كان محبًا للرسم والموسيقى لدرجة أن مواهبه نالت تشجيعًا كبيرًا من أساتذته.

يعد «ميشيل المصري» واحدًا من قلائل المبدعين في الموسيقى العربية، تشكلت لديه أحاسيس مرهفة ميزته عن أقرانه وجعلت لموسيقاه طابعًا خاصًا وأثرًا فريدًا انعكست على بيته الذي يحتفظ فيه بكل مقتنيات والدته التي يدين لها بالفضل في تعلمه الموسيقى، حيث وفرت له كل سبل الراحة في ظل رفض والده اتجاهه إلى الموسيقى.

عندما كان «ميشيل» طالبًا في مدرسة الفنون الجميلة الإيطالية بالقاهرة عام 1947، كان الطالب الوحيد صاحب الجنسية المصرية هناك، فأخذ أساتذته وزملاؤه من الإيطاليين والأرمن ينادونه بـ«المصري» حتى أصبح مشهورًا بهذا اللقب. وبنهاية دراسته الثانوية عام 1948 التحق سرًا بمعهد ليوناردو دافنشي للفنون الجميلة بالقاهرة، ثم انضمامه إلى معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية سنة 1949، وبالرغم من أنه كان عازفًا على آلة الكمان إلا أن مدير المعهد وجهه لدراسة آلة الكورنيت النحاسية.

اتجه «المصري» إلى العزف على آلة الكمنجة مع فرقة بديعة مصابني «راقصة لأب لبناني وأم سورية وعاشت فترة من حياتها في مصر» التي اشتملت على خمسة موسيقيين هم فريد غصن.. محمد مكاوي.. سامي نعسان.. سيد كراوية.. وحسين فاضل ثم كون بعدها «ميشيل» فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفًا كان لها نشاطها في الحياة الموسيقية المصرية.

وللموسيقار صولات وجولات مع كوكب الشرق «أم كلثوم»، حيث كان عازفًا لعدد من أغنيات حفلاتها الأخيرة «أغدًا ألقاك، من أجل عينيك، يا مسهرني، ليلة حب» حتى أصبح عازفًا مميزًا مع الفرقة الماسية بقيادة الموسيقار والمايسترو «أحمد فؤاد حسن»، ثم اتجه إلى العزف مع فرقة الرحابنة «فرقة موسيقية» بمصاحبة الفنانة والمطربة اللبنانية «فيروز» حتى أصبح عازف الفرقة الأول.

اتجه «ميشيل المصري» إلى التوزيع الموسيقي لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب، ومن أعماله الرائعة في عالم الموسيقى توزيع ثلاثية الفنان والمطرب المصري «محمد عبد الوهاب»... "بعمرى كله حبيتك.. أنده عليك.. وفي يوم وليلة" لكن موهبته الفذة لم تمنعه من الانطلاق في هذا العالم المبدع فانطلق إلى التأليف الموسيقي في العديد من المجالات، فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلمًا روائيًا مصريًا، وسبعة وعشرين مسلسلًا تليفزيونيًا. ومن أشهر أعمال الموسيقار الكبير « تتر مسلسل لا إله إلا الله 1987.. تتر مسلسل عائلة الحاج متولي 2001.. تتر مسلسل الفنار 2008.. تتر مسلسل من الذي لا يحب فاطمة 1993»، ومن أغانيه « دموع الفرح.. الطوفان .. الشك.. مشوار.. حكاية اتنين.. احذروا هذه المرأة.. بلديات.. 131 أشغال.

يعد مسلسل «ليالي الحلمية» 1987 أحد أشهر أعماله الفنية والدرامية الذي كتب موسيقاه التصويرية ووضع ألحان المقدمة والنهاية.

وفي 30 يونيو عام 2018 رحل عن عالم الموسيقى والفن والإبداع وعن عالمنا هذا، الموسيقار الكبير والفنان المبدع «ميشيل المصري» ليموت جسده وتبقى روحه ثائرة في عالم الأحياء بأعماله الموسيقية الخالدة وإبداعاته الفنية الفريدة وتظل «ليالي الحلمية» عمودًا موسيقيًا كبيرًا من أعمدة الفن في مصر.