«أبوها وقع من طوله»..ساعات الحسرة بمنزل التلميذة منة ضحية السقوط من أعلى مدرسة بالعجوزة

لم يمنع خوف أسرة التلميذة منة الزائد عليها، والذي دفعهم إلى تغييبها عن المدرسة أول يومين من الدراسة حتى تستقر الأمور داخل الفصول، وينتهي التسابق والتدافع بين التلاميذ على «التختة الأولى»، من أن تلقى حتفها في أول يوم تذهب فيه إلى المدرسة، وهو اليوم الثالث لبدء العام الدراسي الجديد، إثر سقوطها من الطابق الثالث بمدرسة سيد الشهداء الابتدائية بمنطقة ميت عقبة التابعة لإدارة العجوزة التعليمية.

الأسرة المكلومة على وفاة طفلتها التلميذة بالصف الثاني الابتدائي، تبدّل حالها في طرفة عين، فبعدما كانت سعادتهم تفيض برؤية مشاهد الفرحة في عيون صغيرتهم بالزي المدرسي الجديد، والحقيبة و«الكوتشي العالي» الذي كانت تتنماه، خيّم الحزن على منزلهم بل على منطقتهم بأكملها بعدما عادت كل هذه المتعلقات وغابت نجلتهم جراء الحادث.

أبوها وقع من طوله

«نزل وقْع خبر سقوط منة من الدور الثالث بمدرستها، كالصاعقة على آذان والديها وجدتها لأبيها وأخيها الأكبر، وبينما كانوا يهرولون باتجاه المدرسة للتأكد من الخبر الذي نقلته إليهم زميلاتها، والاطمئنان عليها، سقط والدها مغشياً عليه من هول الصدمة، وذلك قبل أن يصل إلى مكان المدرسة» هكذا قالت إحدى جيران الأسرة بمنطقة ميت عقبة التابعة لقسم شرطة العجوزة بشمال الجيزة.

والدة منة ومعها ما تبقى من ابنتها

الجارة الحزينة أكدت أن منة كانت طفلة جميلة الشكل وهادئة الطباع، نافية بذلك ما تردد في بداية وقوع الحادث حول أنها مصابة بأمراض عصبية وتعاني من زيادة كهرباء المخ، مؤكدة أن بعض زميلاتها في المدرسة أكدوا أنها سقطت من الطابق الثالث نتيجة خوفها من أحد المدرسين.

الليلة السابقة على الذهاب للمدرسة

وروت أسرة التلميذة منة لـ«موقع قناة صدى البلد» الساعات الأخرية لنجلتهم في المنزل، فتقول الأم التي سيطرت عليها حالة من الذعر والألم جراء وفاة ابنتها : «بنتي كانت وردة مفتّحة، ولم تك مصابة بأية أمراض على النحو اللذي يردده بعض مسئولي المدرسة للتنصل من مسئولية سقوطها -على حد وصفها».

وتضيف الأم بنبرات تملؤها الحسرة، أن ابنتها عاشت لحظات من السعادة الغامرة في الليلة السابقة على ذهابها للمدرسة، ايتهاجاً بزيّها المدرسي وحقيبتها الجديدة و«الكوتشي العالي» الذي كانت تتمناه، واستيقظت الساعة الخامسة من فجر اليوم، ورغم صغر سنها ارتدت زيها الجديد بمفردها وظلت طوال الطريق للمدرسة تُهلل وتُغني.

تفاصيل واقعة سقوط الطفلة منة من الدور الثالث بمدرسة العجوزة

«منة كانت أحلى طفلة في الدنيا، وأقرب أحفادي الخمسة إليّ» هكذا قالت جدة الطفلة الضحية عنها، مستنكرة الإدعاء بأن إصابتها بتخلف عقلي كان وراء إلقائها بنفسها من الطابق الثالث بالمدرسة، كما يحاول بعض المسئولين في المدرسة إيهامنا.

جدة الطفلة تروي تفاصيل الحادث

جدة الطفلة تروي تفاصيل الحادثوأضافت الجدة أنها علمت خبر وفاة نجلتها في تمام الساعة الواحدة ظهراً، عندما أبلغتهم حفيدتها الأخرى التي تدرس بالصف الخامس الابتدائي بذات المدرسة تليفونياً أن ابنة عمها منة سقطت من الدور الثالث بالمدرسة وتم نقلها إلأى المستشفى.

وحول تفاصيل حادث السقوط وفقاً لما سمعته الأسرة من زميلات منة، تقول جدتها إن أحد مدرسي المدرسة كان يجري وراء التلميذات في الدور الثالث ممسكاً بعصاة لإجبارهن على النزول ومغادرة المدرسة، وذلك في الوقت الذي كانت تقف فيه منة بجوار إحدى السياج الحديدية القصيرة بذلك الدور، ولدى محاولتها الهرب اختل توازنها وسقطت من أعلى ذلك السياج، علماً بأن منة كانت تخاف جداً - على حد وصف الجدة.

كما استنكرت الجدة موقف مسئولي المدرسة بعد سقوط حفيدتها، مؤكدة أنهم تركوها تنزف دون أن ينقذها أياً منهم، قائلة : «سابوها لما وقعت وماحدش قرب منها أو حاول ينقلها للمستشفى، واللي نقلها ولية أمر إحدى زميلاتها وبنت عمها».

مطالب بتسكين الصفوف الدراسية الأولى بالطوابق السفلى

وتعقيباً على الحادث أصدر محمد عبد الله، رئيس غرفة عمليات نقابة المعلمين، الأمين العام للنقابة، بياناً قال فيه أنه تلقى إخطارا من اللجنة النقابية بالعجوزة يفيد مصرع الطفلة 'م . ت ' نتيجة تدافع الطلاب فى أحد الأدوار العليا وبالتحديد الدور الثالث بالمدرسة، وقت الفسحة، مما أدى لسقوطها ووفاتها على الفور.

وطالب الأمين العام لنقابة المعلمين، بضرورة تسكين طلاب الصفوف الأولى في الأدوار السفلية من المدارس حتى لا تقع مثل هذه الحوادث المفجعة، بجانب تعلية الجزء الخرسانى المواجه للفصول والذي أدى عدم ارتفاع منسوبه إلى سقوط التلميذة.

100 ألف جنيه دعم لأسرة طالبة العجوزة وإحالة مدير المدرسة للتحقيق

ومن جانبه تقدم الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وجميع العاملين بالتربية والتعليم، بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الطالبة 'م.ت.ف' بمدرسة سيد الشهداء بميت عقبة التابعة لإدارة العجوزة التعليمية، والتي توفت نتيجة سقوطها من الدور الثالث مما أدى إلى وفاتها عقب وصولها للمستشفى.

وقرر الوزير صرف دعم مادي لأسرة الطالبة المتوفاة قدره 100 ألف جنيه، إلى جانب الدعم المقدم من صندوق التأمين على الطلاب.

ومن  قرر الوزير، بالتنسيق مع اللواء محافظ الجيزة إيقاف كل من مدير المدرسة ومشرف الدور ومدرس الفصل عن العمل  وإحالتهم إلى التحقيق تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بشكل عاجل وحازم حيال كافة من تثبت مسئوليتهم عن الواقعة بجانب ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات فيما يتعلق بالمسئولية الجنائية.

كما وجه الوزير، هيئة الأبنية التعليمية بعمل مراجعة مرة أخرى لجميع المباني المدرسية للتأكد من السلامة والأمان للمباني بالمدارس على مستوى الجمهورية، وغلق أي مدرسة أو منشأة تعليمية يثبت أنها تحتاج لأعمال صيانة شاملة وتشكل خطرًا على أرواح أبنائنا الطلاب.

ووجه الوزير، إدارة المتابعة بالوزارة بعمل زيارات تفتيشية مفاجأة على المدارس بمختلف محافظات الجمهورية، ومحاسبة المقصرين عن أداء واجباتهم العملية.

كما وجه الوزير، جميع مديري المديريات التعليميه بتشكيل لجنة هندسية للتأكد من إتمام المراجعة على سلامة جميع مباني المدارس، وموافاة الوزارة بالتقارير في أسرع وقت ممكن.

النيابة العامة تُحقّق في الواقعة سقوط الطفلة

تباشر النيابة العامّة، برئاسة المستشار حمادة الصاوي النائب العام، اليوم الاثنين، التحقيق في وفاة طالبة بالصف الثاني الابتدائي حالَ تواجدِها بمدرستِها إثرَ سقوطِها من الطابق الثالث الذي يقع به فصلُها الدراسي.

وفورَ تلقي النيابة العامّة البلاغ انتقلت إلى المدرسة، واتخذت عدّةَ إجراءات منها: معاينتها، والتحفظ على أجهزة المراقبة بها لفحصها، وسؤال شهود الواقعة، وقد خَلصَت النيابة العامة من هذه الإجراءات إلى سقوط الفتاة من الطابق الثالث فوق الأرضي الذي يبلغ ارتفاع سوره ستين سنتيمترًا.

وسألت النيابة العامة سبعةً مِن شهود الواقعة ثلاثًا منهم من زميلات المجني عليها، فاتفقت روايتُهن على تكرُّرِ بكاء الطفلة منذُ صبيحة اليوم رغبةً في حضور والدتها، مما حدا ببعض المعلمين إلى التهدئة من روعها، ثم تكرّر بكاؤُها في الحصة الرابعة فحاول المعلم آنذاك تهدئتها وسمح لها بالجلوس في مقعده، فاستغلت الطفلة انشغاله وتسللت خلسةً من الفصل تُجاه سور الطابق الثالث، وشَهِدَتْ إحدى الفتيات ووالدةُ أحد الطلّاب بإبصارهما الطفلة تهرول خارج الفصل دون أحدٍ يتبَعُها، وأنها تسلقت السور وسقطت منه.

وانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان الطفلة فتبينت إصاباتها، وسألت والدَيْها فقرَّرا اتهامهما لمسئولي المدرسة بالإهمال في الإشراف على طفلتهما مما أدَّى لمصرعها.

وقد سألت النيابة العامة المعلّمَ المتواجدَ بفصل المجني عليها وقتَ الواقعة فقرَّر أنَّه تفاجأ باندفاعها خارج الغرفة حالَ حملها لحقيبة ظهرِها، وتسلقها السور، فطلب منها النزول، إلا أنها قد اختل توازُنها وسقطت.

هذا، ولا تزالُ النيابة العامة حتى ساعتِه مستمرةً في إجراءات التحقيق بيانًا لكيفية وسبب حدوث الواقعة، وتحديد المسئول عنها، وستعلن النيابة العامّة إلى ما انتهت إليه فور بيانه، وجارٍ استكمال التحقيقات.

النيابة العامة تُحقّق في واقعة وفاة طالبة سقطت من طابق بمدرسة بالعجوزة

النيابة الإدارية: فتح تحقيق عاجل في وفاة تلميذة داخل مدرسة بالعجوزة

وزير التعليم: 100 ألف جنيه دعم لأسرة طالبة العجوزة وإحالة مدير المدرسة للتحقيق