أبو العينين لـ "الأهرام العربي" : مصر عادت لإفريقيا بفضل الرئيس السيسي .. كليوباترا تصدر لأكثر من 22 دولة بالقارة السمراء .. ومصانعنا حققت المصداقية بمنتجاتها
الأهرام العربي :
- محمد أبو العينين أحد رجال الوطنية الكبار .. وينتمي لفئة الصناع النادرين
- أبو العينين استطاع تعميق العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بإفريقيا
- إفريقيا قارة غنية وشابة .. وأصبحت مطمعا لكل دول العالم
- مصر عادت لإفريقيا بفضل الرئيس السيسي .. والنقل أهم مشكلة أمام الاستثمار بالقارة
- مشروعات المقاولون العرب فى إفريقيا جعلت للشركة مصداقية عالمية
- كليوباترا تصدر لأكثر من 22 دولة بإفريقيا .. ومصانعنا حققت المصداقية بمنتجاتها
- سعيد بمساهمتي فى تحقيق الأمن الغذائي المصري رغم خسارتي فى شرق العوينات
- الحلم العربي يتحقق ببطء ولم يعد بقوته خلال الـ 20 عاما الماضية
- الصين تنفذ ميناء كبيرا فى جيبوتى لتحويله إلى مركز تسويق هائل
- طريق الحرير أسس وفق فلسفة رفيعة لتوزيع المنتجات عبر 62 دولة.. وموجه أساسا لإفريقيا
- لابد من منظومة متكاملة تعتمد على منهجية علمية لرؤية مصر تجاه إفريقيا
أكدت مجلة “الأهرام العربي” فى عددها الصادر اليوم أن الرأسمالية الوطنية لعبت دورا مهما فى تاريخ مصر، وإن الأقتصاد المصري يدين لعدد من الشخصيات الوطنية بالكثير، وأن محمد أبو العينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي رئيس مجلس الأعمال المصري الاوروبي أحد رجال الوطنية الكبار، وإنه ينتمي إلى فئة الصناع والبنائين النادرين الذين عرفتهم مصر .
وأضافت مجلة الأهرام العربي خلال حوار أجرته مع “محمد أبو العينين” أن كل عمل يدخل فيه أبو العينين وكل صناعة يرعاها يحقق ما يريد لأنه يحمل رؤية سياسية واجتماعية وطنية، تعرف مقتضيات الوطنية ولا تحيد عنها، فامتد دوره كرجل أعمال وصناعة إلى المجالات السياسية، فكان أحد السباقين إلى دخول القارة الإفريقية، وتقوية جسور التعاون معها، وتعميق العلاقات الاستراتيجية التي تربط مصر بعمقها الإفريقي .وأوضحت “الأهرام العربي” أنه فى كل ما يقوم به أبو العينين لم يكن دافعه ماديا بل جنبا إلى جنب لكسب مراعاة الروح القومية المصرية، وتنمية حضورها فى كل المحافل الدولية، وإن اقتحام محمد أبو العينين لقارة إفريقيا والاستثمار فيها، لم يكن وليد المصادفة بل تم بتخطيط مدروس ورؤية متكاملة تضع النواحي الثقافية والاجتماعية بجوار الدور التنموي لهذا نجح أبو العينين فيما أخفق فيه الكثيرون .. وإلي نص الحوار الذي نشر بمجلة الأهرام العربي .
إذا تحدثنا عن إمكانات إفريقيا التى تسمح بوجود مجالات عديدة للاستثمار.. ما أهم تلك المجالات؟
علينا أن نعى أن إفريقيا قارة كبيرة، تمتلك العديد من الموارد الطبيعية، فلديها 95% من احتياطى الماس فى العالم، 90% من احتياطى البلاتين، 70% من ذهب العالم، 33% من نحاس العالم،76% من الكوبلت، إلى جانب المساحة الشاسعة من الأرض والطاقة الشمسية الهائلة حوالى 4000 ساعة شمسية فى السنة. كما أن إفريقيا قارة شابة ، فالشباب هم النسبة الأغلب من سكان القارة، مما يعنى أنه سيكون لهم دور كبير فى الإبداع مقارنة بقارات أخرى ..أى أن القارة بكل مقوماتها غنية، لذا أصبحت مطمعا لكل دول العالم . فالجميع يريد ويتسابق للحصول على المواد الخام لإعادة تصنيعها وتعظيم القيمة المضافة.
كيف تبادر مصر - فى رأيك - لتقود إفريقيا نحو استثمارات مشتركة؟
من أهم إنجازات الرئيس السيسى فى مجال السياسة الخارجية، العودة مرة أخرى إلى إفريقيا التى أهملت لسنوات، وهذا الإهمال دفعنا ثمنه غاليا، وحرمنا من تحقيق إنجازات مختلفة، ولكن علينا عدم التفكير فى اللبن المسكوب وأن نلتفت إلى المستقبل. وقد حضرت لقاءات عديدة أكد خلالها الرئيس دعمه الكامل لكل خطوة تقترب بها مصر من إفريقيا، فقد عقد اجتماعات عديدة مع الأفارقة، وفى منتدى الشباب الذى عقد أخيرا بشرم الشيخ حضر نحو 10 آلاف إفريقى، والرئيس برغم الأعباء الملقاة على عاتقه حرص على حضور اجتماعات مختلفة فى عدة دول إفريقية، هذا الجهد سيؤتى ثماره فى المستقبل القريب. يأتى هذا ومصر تقود القارة من خلال الاتحاد الإفريقى للمرة الثالثة، وهو ما يمهد الطريق للتقدم فى جميع المجالات المشتركة، ولكن لابد من وجود منظومة للحلم الإفريقى برؤى محددة كأى مشروع نضع له دراسة جدوى، وعلينا أن نناقش أهم مشكلة أمام الاستثمار فى القارة، وهى النقل فهناك دول إفريقية ليس لها منافذ بحرية. وبالتالى لابد من وجود منافذ وسيطة وهذا يرفع التكلفة عندما نصدر منتجاتنا للقارة.
مصر اليوم بقدراتها العلمية المتخصصة، لابد أن يكون لديها رؤى محددة للمستقبل بعيدا عن الرؤية التقليدية.. ومدارك الرؤية والحلم الإستراتيجى الكبير يحتاج إلى خيال حتى لو دفعنا مقابل ذلك ملايين الدولارات . لابد من إستراتيجية تقوم على تبادل المصالح، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية وتوجه هناك ـ على سبيل المثال - أفكار عديدة طرحت حول منظومة النقل، وبدأ الحديث عن طريق طولى من الإسكندرية حتى كيب تاون، وإذا نفذ ذلك الطريق سيحدث نقلة نوعية، هذا خط رأسى ولابد من وجود أكثر من خط لأن القارة كبيرة جدا.
المنظومة أيضا ينبغى أن تنطوى على ترسيخ فكرة التخصص الإنتاجي، حتى يمكننا تحديد النشاط الملائم لكل منطقة حسب مواردها وإمكاناتها، مصر عليها القيام بهذا الدور وإدارة المنظومة لمستقبل إفريقيا ثم نضع الخريطة التنفيذية لهذه الرؤى.
نحن نعلم أن هناك دولا سعت منذ سنوات عديدة، وكانت أول من التفت إلى موارد إفريقيا واستثمارها. ثم لحقت بها دول عديدة كإنجلترا والصين وأمريكا وفرنسا.. كيف يمكن لمصر أن تواجه تلك المنافسة.. هل يمكن ذلك بعقد تحالفات ما خصوصا بين الدول العربية فى القارة؟
هناك اتفاقيات تمت على مستوى القارة منها: الساحل والصحراء، الكوميسا، 5+5، وهناك اتحادات وتكتلات فى الجنوب برغم أنها دول داخلية ليس لها منفذ أو ميناء. لكن القارة تحتاج إلى فكر مختلف. ومادامت هناك منافع لدول كبرى سيستمر الصراع من أجل الغاز أو البترول أو اليورانيوم الذى أصبح نادرا على مستوى العالم ويستخدم فى الصناعات النووية. وهنا علينا أن ندرك أكبر مشكلة تواجهنا فى مسألة المنافسة، وهى أن التكنولوجيا لدينا لم تصل لكيفية تعظيم القيمة المضافة، لذلك نحتاج أن تعمل مراكز الأبحاث والجامعات بجدية.
فالساحل الشمالى فى القارة مثلا يستطيع عمل طاقات شمسية وتصديرها لأوروبا، كما أن مختلف الدول الأوروبية تركزت هناك فكثير من دول القارة كانت تخضع بها فى سنوات الاحتلال، وما زالت تلك الدول، الإفريقية تتحدث باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
وبالطبع ستكون هناك مقاومة من أصحاب المصالح داخل تلك الدول الإفريقية. لكن سيتحدد الفائز بناء على الضغط السياسى والمنافع التى ستوفرها للشريك الآخر.
كرجل اقتصاد وصناعة.. ما الدور المطلوب من رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى والدور الاجتماعى لمؤسسة محمد أبو العينين فى تحقيق التقارب بين الشعوب الإفريقية؟
رجال الأعمال عليهم مسئولية كبيرة تتجسد أولا فى كيفية خلق سوق والوجود فيه بمنتجاتهم وخدماتهم. ولدينا مثال حى وقوى هى المقاولون العرب التى تواجدت فى مختلف الدول الإفريقية ووثقت علاقاتها داخلها من خلال مشروعات مفيدة جعلت للشركة مصداقية عالية.
مصانعنا أيضا حققت تلك المصداقية من خلال منتجاتنا التى طلبت منا فى مختلف تلك الدول. وكنت كذلك أتقدم بالتكنولوجيا وأرسلت العديد من الخبرات والفنيين للدول التى طلبت منا ذلك. كصاحب مصنع كانت السوق الإفريقية مهمة لنا، ونجحت فى إيجاد وكلاء وموزعين لنا داخل القارة وأصبحنا نصدر لأكثر من 22 دولة إفريقية. بالقطع تواجهنا مشكلات النقل. وهذا ما يجعلنا نطالب دوما بوجود خطوط نقل منتظمة. خصوصا فى النقل البحرى لأنه أرخص وأقصر وهذا يحتاج إلى دعم دول.
وهنا ألفت الانتباه إلى جيبوتى التى تنفذ بها الصين حاليا ميناء ضخما، حتى تستطيع عمل مركز تسويقى ممتد إلى الدول المحيطة بجيبوتى وهى دول كثيفة السكان، الوجود الصينى فى القارة مكثف، وسيزيد كثافة مع الانتهاء من تنفيذ طريق الحرير وهو موجه أساسا لإفريقيا.. والواقع أن مشروع طريق الحرير وضع ونفذ وفق فلسفة رفيعة المستوى، حيث قامت الصين بإنشاء بنك متخصص وضع به الميزانية المطلوبة لذا تم تنفيذه فى وقت قياسي. ومن المنتظر أن تستخدمه الصين لتوزيع منتجاتها فى 62 دولة، وكل محطة بها استثمار وخدمات من وإلى الصين.
والمفترض أن تفكر مصر فى كيفية الاستفادة من طريق الحرير والتخطيط لترويج منتجاتنا وفق رؤية تجذب المستثمر .
كيف يمكن لمصر أن تخلق شبكة منافع متبادلة بين مصر وإفريقيا.. أى كيف يمكن ربط الاستثمارات الإفريقية بمصر؟
الفترة المقبلة تحتاج إلى رؤى جديدة بناء على دراسة السوق الإفريقية، كرجال صناعة علينا الاستفادة فى مختلف الخبرات فى مختلف الدول الأوروبية وغير الأوروبية. القطاع الخدمى نجح – كما ذكرت «المقاولون العرب» – وهناك قطاعات أخرى يمكنها النجاح فى إفريقيا، بعض اللبنانيين يلعبون بالمليارات فى دول إفريقية مختلفة فى مجالات الألماس والذهب. ونحن لدينا خبرات فى الغاز والبترول يمكن استغلالها.
وأعتقد أن التجارة الإلكترونية لم تأخذ حظها حتى الآن، فالاقتصاد الرقمى من شأنه أن ينقل التعاون العربى العربى والعربى الإفريقى نقلة أخرى.
ومن الممكن – من قبيل دعم الصادرات – أن نأخذ أرضا ونقيم معرضا دائما للمنتجات المصرية، وهذا مرحب به من كل الدول الإفريقية وقد يكون اختيارنا لإحدى الدول يغذى الدول المحيطة بتلك الدولة على أن تكون مصحوبة بأنشطة فنية وثقافية، ويمكن أن يكون ذلك المعرض متنقلا وتسبقه عملية تسويق إعلامى كبيرة، كما أنه لابد من تسويق منتجات جيدة وليس التعامل مع السوق الإفريقى بوصفه سوقاً فقيراً نقدم له أردأ المنتجات.
هل يمكننا تطبيق تجربة المستثمر الصغير فى إفريقيا التى طبقتها الصين منذ سنوات؟
كمستثمرين نحن فى حاجة إلى سوق مستقرة، فنحن نريد التعامل مع جهات لها مصداقية.
استثماراتك متعددة ولك رؤية خاصة.. ما رأيك فى الاستثمار الأخضر خصوصا فى إفريقيا؟
لقد نوعنا المحفظة الاستثمارية، وكان التحدى يتجسد فى إحساسى بالمسئولية إزاء تعمير الصحراء .كنت أول من أقام مصنعا فى مدينة العاشر من رمضان، ثم أول من توجه إلى العين السخنة، ثم شرق العوينات، حيث اتخذنا قرار الزراعة بها، ولم يكن هناك طريق ولا قطار.. لكننا قبلنا التحدى.. أنا سعيد باقتحام الصحراء لإقامة أنشطة زراعية وصناعية وسياحية.. صحيح أننى خسرت كثيرا فى شرق العوينات لكنى سعيد لأنى أسهمت فى تحقيق الأمن الغذائى المصرى.
عند الحديث عن إفريقيا تواجهنا مشكلة، هى أن المنتج الأخضر رخيص، وحتى نستطيع إقامة صناعة بناء عليه فلابد أن تكون الصناعة بجوار مكان الزراعة، فتكلفة النقل تزيد من تكلفة الاستثمار كثيرا.. ففى شرق العوينات – على سبيل المثال – نضطر إلى رفع المياه من عمق يصل إلى 350 مترا وهو ما يرفع التكلفة كثيرا.
وهذا يأخذنى – فى واقع الأمر – إلى الفكر المتكامل الذى يخطط له الرئيس السيسي، الذى بدأ يعالج كل الآلام والأوجاع التى شعرنا بها فى الماضى بأن يجد لها علاجا دائما لا وقتيا. فكر جديد عماده «ازرع واصنع» والفلاح والمصنع حول المزرعة واختار الأماكن، لقد أرسى أسس منظومة زراعية مدروسة لا عشوائية حتى يتكامل المجتمع مع بعضه.
دعنا ننتقل إلى الاستثمار فى المجال الإعلامي.. فى الصين تم تنفيذ أكبر شبكة إعلامية متخصصة فى إفريقيا.. مهدت بها الصين الأرض لاستقبال الاستثمارات الصينية فى القارة.. هل رجال الأعمال فى مصر مثل المهندس أبو العينين، بإمكانهم القيام بهذا الدور ولو بشكل جزئي؟
فى العام الماضى اجتمعت مع أكثر من 100 شخصية إعلامية إفريقية للتحدث حول هذا الشأن، وحول صعوبات تنفيذ الفكرة، ومنها أن سكان القارة يتحدثون لغات مختلفة بالإضافة الى لهجات محلية.
وبالتالي، فإن تأسيس منظومة إعلامية تخاطب كل تلك الفئات يحتاج إلى عمل حكومى فى المقام الأول يليه تدخل القطاع الخاص.
لأول مرة يتم اختيار رجل من القطاع الخاص أمينا للجنة الحكماء فى المجلس الاقتصادى بجامعة الدول العربية.. ما الدور الذى يمكن أن تقوم به نحو تحقيق التكامل العربى؟
لقد سعدت بالاختيار وشعرت أنه من واجبى أن أدفع فى طريق التعاون العربى من خلال مختلف الفاعليات، أما الحلم العربى فهو يتحقق ببطء ولم يعد بقوته وسخونته خلال العشرين سنة الماضية، فوفق البرنامج الزمنى للتدرج فى التعاون العربى العربى كان من المفروض أن يكون هناك اتحاد جمركى وهو ما لم يتحقق لعدة أسباب منها الظروف السياسية، وهو ما حدا بسوريا - على سبيل المثال - إلى إصدار قرار بحظر السيراميك المصري، وهو قرار سياسى بحت. وبعض الدول الأخرى تعوق انسيابية حركة التجارة بقرارات مختلفة كرسوم وغيرها، هذا يعرقل منظومة العمل العربى، كما أن التجارة البينية العربية عشر التجارة العالمية.