أحد السعف عند المسيحيين.. احتفال بالخلاص وبداية أسبوع الآلام

أحد السعف عند المسيحيين من أهم المناسبات الدينية التي يحتفلون بها في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في مصر والشرق الأوسط، ويُعرف أيضًا باسم أحد الشعانين، ويُحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس قبل أسبوع من صلبه وقيامته، ما يجعله بداية لأسبوع الآلام المقدس لدى الطوائف المسيحية.

ما هو أحد السعف عند المسيحيين؟

يُحيي أحد السعف عند المسيحيين ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم (القدس) حيث استقبله الشعب بسعف النخيل وأغصان الزيتون فرحًا بقدومه، وهتفوا له: أوصنا لابن داوود، مبارك الآتي باسم الرب، ومن هنا جاءت تسمية أحد السعف نظرًا لاستخدام السعف (جريد النخل) في الاحتفال.

طقوس الاحتفال بأحد السعف

في أحد السعف عند المسيحيين، تبدأ الطقوس صباحًا بقداس خاص، حيث يحمل المصلون سعف النخيل الذي يُشكّل غالبًا على شكل صلبان أو تيجان، وتُقام المواكب داخل الكنائس وخارجها، خاصة في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، وسط ترانيم وأناشيد خاصة بالمناسبة.

تُزين الكنائس بالسعف والورود، وتُقرأ أجزاء من الأناجيل التي تتحدث عن دخول المسيح إلى أورشليم، كما يتوجه المصلون في نهاية القداس إلى بيوتهم حاملين السعف المبارك، ويقوم البعض بتعليقه على أبواب منازلهم تبركًا.

رمزية السعف وأهميته

يحمل أحد السعف عند المسيحيين رموزًا روحية عميقة، فالسعف يرمز إلى النقاء والانتصار والسلام، كما يعبّر عن فرحة الشعب بقدوم المسيح كملك روحي لا كمحرر سياسي، ويُعتبر السعف رمزًا للتواضع، إذ دخل المسيح المدينة راكبًا على جحش، وهو رمز للسلام والتواضع، لا على حصان كما يفعل القادة العسكريون.

الفرق بين الطوائف في الاحتفال

رغم أن أحد السعف عند المسيحيين يُحتفل به في جميع الطوائف، إلا أن بعض التفاصيل قد تختلف. فمثلًا، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية به قبل أسبوع من عيد القيامة، وتبدأ بعدها مباشرة طقوس أسبوع الآلام حتى الجمعة العظيمة. أما الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية، فتقيم مواكب خارج الكنائس، ويشارك فيها الأطفال والكبار.

متى يُصادف أحد السعف في التقويم الميلادي؟

يتغير موعد أحد السعف عند المسيحيين من عام لآخر بحسب التقويم الكنسي، لكنه يأتي دائمًا قبل عيد القيامة بأسبوع. وغالبًا ما يكون في شهر أبريل، ويُعد البداية الرسمية لأسبوع الآلام، الذي يُعتبر من أكثر الأسابيع الروحية أهمية في المسيحية.

أحد السعف في التراث الشعبي

في مصر والدول العربية، يحتل أحد السعف عند المسيحيين مكانة خاصة، حيث تُقام احتفالات شعبية مميزة، ويصنع الأطفال أشكالًا من السعف، وتنتشر في الأسواق مشغولات يدوية من جريد النخيل. وتُعد المناسبة فرصة للتقارب بين الأهل والجيران، وتبادل التهاني.