أزمة حزب الوفد .. والحل!

أزمة عميقة يعيشها حزب الوفد العريق هذه الأيام تابعناها عبر الصحف وعبر الفضائيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعى، والأزمة حول مرشحى الحزب فى القائمة الوطنية اندلعت مع انطلاق مارثون البدء في تقديم أوراق ترشح الأعضاء الجدد لمجلس النواب الجديد، وتلاحقت التطورات داخل الحزب، وتضاربت المواقف ما بين المشاركة أو الانسحاب من القائمة الوطنية «من أجل مصر» بعد الخلاف حول الحصة المخصصة لأعضاء الحزب بالقائمة!

وتضم القائمة الوطنية «من أجل مصر» 12 حزبًا وهم حزب مستقبل وطن، وحزب حماة الوطن، التّجمع، إرادة جيل، حزب الحرية المصري والعدل، والمؤتمر، وحزب مصر الحديثة، حزب المصري الديمقراطي، حزب الشعب الجمهورى والإصلاح والتنمية إضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ويتقدمهم جميعا حزب الوفد وهو أقدم الأحزاب تاريخيا على الساحة السياسية، وذلك قبل اندلاع أزمة إعلان انسحابه!

وقد تابعت باهتمام دعوة المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب الهيئة العليا لمناقشة قراره بدعوة الهيئة الوفدية لجلسة لإجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب، وقرار تكليف النائب فؤاد بدراوي سكرتير عام الوفد برئاسة تلك الجلسة.

وحتى كتابة هذه السطور ظهر السبت ننتظر نتائج هذه المناقشات.

أتمنى للحزب العريق أن يعود معافا موحدا قويا، فهو من أعرق الأحزاب الموجودة فى مصر والدعوة لانتخابات رئاسية بالحزب دعوة مهمة من رئيسه الحالى الأستاذ بهاء الدين أبو شقة، تعبر عن الثقة فى القاعدة العريضة للحزب ومبادئه والرغبة العميقة فى دخول معترك الانتخبات النيابية بجبهة موحدة الإرادة وان اختلفت الرؤى، كما عودنا دائما أن يكون ساحة للديموقراطية، التى شارك مؤسسوه فى تدشيناها عقب نجاح ثورة 1919، وهى الثورة التى جسدت مشاركة جميع أطياف الشعب المصري من أصحاب الأملاك والبشاوات إلى أصحاب «الجلاليب» الزرقاء والفلاحين والعمال وخروج المرأة المصرية لأول مرة وشهدت ارتفاع شعار تحيا الهلال مع الصليب وتحيا مصر الذى صار شعار الوطنية المصرية حتى اليوم..

فكم تعرض الوفد لانتكاسات وحروب ومؤامرات كانت على رأسها قضية مياه النيل حين اضطر سعد للاستقالة عام 1924بسبب خصم جزء من حصة مصر من مياه النيل لرى مزارع القطن البريطانية فى منطقة الجزيرة بالسودان، ويشهد التاريخ أن زعماء الوفد دافعوا دفاعا وطنيا عن الأرض الذين أسسوا للوحدة الوطنية، كما يشهد علي المواقف الوطنية لزعمائه الوفد الثلاثة سعد زغلول، ومصطفى النحاس، ومكرم عبيد وغيرهم..

ولا ننسى فؤاد سراج الدين الذى قاد نضال الأمة فى معركة الشرطة التاريخية ضد الاحتلال قى 25 يناير عام 1951 فى الاسماعيلية ، عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية، ومن ينسى معركة الإسماعيلية التي حاصر فيها الاحتلال البريطاني المحافظة فما كان من فؤاد سراج الدين إلا أن أعطى تعليماته بالمقاومة، وهكذا كانت المعركة التي كافحت فيها الشرطة المصرية ممثلة لإرادة الشعب ضد المستعمر البريطاني مما دفع قائد القوات البريطانية لإلقاء التحية العسكرية للشرطة المصرية، ونحتفل كل عام بعيد الشرطة إجلالًا لتلك الذكرى الخالدة في تاريخ مصر، ومن يتسى عودة فؤاد سراج الدين لقيادة حزب الوفد 'الجديد' بعد عودة التجربة الحزبية بقرار الرئيس السادات عام 1977، ومن ينسى الدور العظيم للدكتور وحيد رأفت فى لجنة تحرير طابا التى انتهت باستعادة هذه البقعة الغالية من تراب الوطن!

نحن نتمنى أن يبقى حزب الوفد يؤدى دوره العريق فى خدمة الدولة المصرية والمصلحة الوطنية ليضيف صفحات من الفخار والمجد ويهتف محبوه «عاش الوفد زعيم الأمة» تحت قبة برلمان 30 يونيو.

بكري: رئيس الوفد نفى انسحاب الحزب من القائمة الوطنية لانتخابات النواب.. فيديو

أبو شقة: لا أعرف مرشحي حزب الوفد في قائمة مجلس النواب.. «حتى بنتي»

بأغلبية أعضاء الهيئة العليا.. الوفد يؤكد : الاستمرار في القائمة الوطنية لانتخابات النواب