أساليب تربية الأمهات الخاطئة للأطفال.. التدليل الزائد والحرمان المفرط
كشفت الدكتورة إيمان عبد الله خبيرة الإرشاد الأسري، عن عدد من أساليب التنشئة الخاطئة لبعض الأمهات، موضحة كيفية تقويمها بما لا ينعكس سلبا على حياة الطفل.
وقالت عبد الله لـ «موقع قناة صدى البلد»، إن الطفل هو أب في المستقبل ولذا ما يتربى عليه ويتعلمه سيعلمه لأبنائه فيما بعد، ولهذا لا بد على الوالدين من أتباع أسس التربية السليمة، مشيرة إلى أن الطفل لا يولد بجينات سلوكية سلبية وإنما يتعلمها من الوسط المحيط به، الذي يشكل سلوكه ونمط حياته.
وتابعت خبيرة الإرشاد الأسري، أن من أهم الأخطاء الشائعة لدى الأمهات، التدليل المبالغ فيه لطفلها الأكبر أو الأصغر ، بما ينعكس سلبا على حياة الطفل، موضحة أن التدليل الزائد للطفل الأكبر قد يصيبه بحالة من الاكتئاب في حالة ولادة شقيقه الثاني، حيث إن الأم تمنحه كل الحب والحنان والاهتمام ومن ثم يأتي الطفل الآخر فيتقاسم معه اهتمام أمه.
وأوضحت أن الاكتئاب الناتج عن الغيرة تولد حالة من الوسواس القهري لدى الطفل الأكبر، كما أنها تولد لديه دافع الانتقام من شقيقه وتزرع حالة من العداوة بينهما.
وأردفت عبد الله أن من أسوأ أساليب الأمهات في تربية صغارهم والتعامل معهم، هو الحرمان الزائد أو التدليل المفرط، حيث إن بعض أولياء الأمور عانوا حالة من الضيق والحرمان في طفولتهم فيريدون تنشئة صغارهم عليها، أو أنهم يتوهمون بأن حرمان الأطفال يعلمهم المسئولية والصبر على عكس الحقيقة.
وحذرت الدكتورة إيمان عبد الله، من إهانة الأطفال من قبل أولياء أمورهم لا سيما أمام أقرانهم لأنه يعود الطفل على الإهانة والتجريح، ويسبب جرح نفسي داخلي، قد يمتد طويلًا، ما قد يولد انتقاص ثقة الطفل في نفسه، وشعور بالنقص امام أقرانه، ويعيش بدون شخصية ويكون منقاد من قبل من هم في مثل عمره.
وتابعت أن محاولة إلقاء الطفل ببعض الألفاظ السلبية مثل الفشل والتبلد، قد تفتر من عزيمته وتقلل من همته، ويقتنع بأنه أهل لهذه الصفات ويتعامل على أساسها حتى ولو أنه يملك مقومات النجاح والعمل.
وشددت خبيرة الإرشاد الأسري على أهمية عدم وضع الطفل في مقارنة مع غيره حيث إن لكل طفل مقومات ومهارات تختلف من شخص لآخر، وقد طفل يكون لديه مقومات النجاح في مجال معين، لا يمتلكها آخر، مؤكدة أن المقارنة تعمل على تشويه شخصية الطفل والتقليل منه.
لافتة إلى أن عدم ثبات الأم في التعامل مع صغيرها، بمعنى أنها تعنفه بقسوة كعقاب على ذنب اقترفه، ثم تعاود مصالحته والاعتذار له عما بدر منها تجاهه، يصيب الطفل بخلل في الإدراك، ويجعله متذبذبا في اتخاذ القرار، ويفقد القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
وأوضحت أن أساليب التربية الصحيحة لا سيما فيما يتعلق بالصواب والعقاب، هي المنع الإيجابي، أو التدعيم السلبي، والتي تعني التقليل من وسائل الترفيه، بما لا يؤثر على احتياجاته الأساسية، أو التقليل من شخصية الطفل واحتقارها.
ونوهت عبدالله إلى أن انفصال الأم عن طفلها وإيداعه في احد الحضانات، للذهاب لعملها يولد لدى الطفل حالة من القلق والاضطراب، ويقلل من قوة الأنا لدى الطفل، وكذلك الدفاع اللاشعوري، وقد يصيبه بصدمة ثالثة إلى جانب صدمتى الولادة والانفطام عن الرضاعة.
وحذرت خبيرة الإرشاد الأسري، من ترك الأم ابنها أمام التلفاز كنوع من الإلهاء أو لمنعه من البكاء، حيث إن ما يعرضه التلفاز من برامج الأطفال وألعابهم يعد ضربا من الخيال ، قد يصاب الطفل باضطرابات نفسية عندما يكبر ويجد أن هذه الأعمال لا تمت للواقع بصلة، مضيفة أن ترك الطفل فريسة للاجهزة الالكترونية دون تأهيلهم على استخدامها أو كيفية صنع محتواها سيكون له عظيم الأثر السئ في انفصام شخصية الطفل.
وأردفت أنه من المهم، أن تكون الأم صديقة لطفلها ليحدثها في كل ما يراق له أو يخطر على باله، حتى وإن كانت هذه الأمور تعتبرها عيبًا، او غير قابلة للنقاش، لأنها تخلق نوعا من الكبت الخطير على مستقبل الطفل، قد يدفعه للبحث عنها في مصادر تعرض الإجابات في صورة مخلة تفسد تربية الطفل.
وحذرت عبدالله، الأم من عدم الاستهتار بأسئلة الطفل التي تلبي فضوله، والتي تزداد في مرحلة بدء النطق، كما يجب عدم التقليل من متطلباته واحتياجاته، والرد بطرق علمية صحيحة على كل ما يطرحه وعدم التهرب منها.