أستاذ الطب النفسي: الطموحات غير الواقعية سبب رئيسي لزيادة الاضطرابات النفسية بين الشباب

أكد الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي، أن الالتزام بأسلوب حياة متوازن يعد من أهم العوامل للحفاظ على الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الطعام الصحي، والنوم الكافي، والتدريب على الاسترخاء، إضافة إلى الإيمان بالقضاء والقدر، جميعها عناصر أساسية تساعد الإنسان على التكيف النفسي وتجاوز الضغوط اليومية.

وأضاف ممتاز عبد الوهاب خلال لقائه مع الدكتور حسام موافي، ببرنامج "رب زدني علما" المذاع على قناة صدى البلد، أن الطموحات المفرطة التي لا تتناسب مع الإمكانيات الواقعية تمثل أحد الأسباب الرئيسية للإحباط والاكتئاب، موضحًا أن الإنسان يجب أن يضع أهدافًا تتناسب مع قدراته وإمكانياته حتى لا يصاب بالإحباط الدائم والشعور بالفشل.

وأوضح أستاذ الطب النفسي أن بعض الأفراد يقعون في فخ المقارنة المستمرة بالآخرين، مما يولد لديهم شعورًا دائمًا بعدم الرضا، مؤكدًا أن التطورات السريعة في الحياة المادية، مثل تغير الموديلات في الأجهزة والسيارات، تدفع البعض إلى الإحساس بالنقص، وهو ما يسهم في زيادة معدلات الاضطرابات النفسية، خاصة بين الأجيال الجديدة.

وأشار إلى أن الشباب اليوم يحتاجون إلى توجيه طموحاتهم في مجالات العلم والدين والعلاقات الأسرية، مع ضرورة التحلي بالصبر والتدرج في تحقيق الأهداف المادية، محذرًا من أن التطلعات المادية المفرطة قد تؤدي إلى التوتر والإحباط والشعور بالظلم والحقد تجاه الآخرين.

وفي سياق حديثه، أوضح الدكتور عبد الوهاب أن بعض مرضى الاضطرابات النفسية يكون لديهم وعي بحالتهم مثل مرضى الاكتئاب والقلق، حيث يشعرون بعدم الاستمتاع بالحياة وفقدان التركيز والإرهاق المستمر، بينما يفقد آخرون القدرة على إدراك حالتهم مثل مرضى الذهان الذين يعانون من "الأعمال" وهي أفكار خاطئة تدفعهم للاعتقاد بأن الآخرين يتآمرون عليهم أو يراقبونهم.

وأضاف أن الاضطرابات النفسية قد تكون سببًا في تفكك العلاقات الزوجية، موضحًا أن بعض حالات الاكتئاب أو الشك المَرَضي قد تؤدي إلى الطلاق بسبب تضخيم المشكلات وسوء الظن بين الزوجين، مشددًا على أهمية الوعي واللجوء إلى الطبيب النفسي عند ظهور أعراض غير مبررة.

كما أشار إلى أن الضغوط المادية والمجتمعية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة معدلات الطلاق والمشكلات الأسرية، مؤكدًا أن التفاهم والصراحة والوضوح بين الأزواج هي مفاتيح الحفاظ على الاستقرار الأسري.