أشعل النار في بيته انتقامًا من زوجته.. تفاصيل جريمة كادت تُفقد أسرة كاملة بالفيوم

لم تكن تتوقع الزوجة الشابة أن خلافًا عابرًا مع زوجها العاطل سيتحول إلى كارثة كادت تودي بحياتها وحياة أطفالها الثلاثة، بعدما أقدم زوجها على إشعال النيران في منزل الزوجية انتقامًا منها لرفضها منحه المال لشراء المواد المخدرة.

في قرية منشأة عبدالله التابعة لمركز الفيوم، استيقظ الأهالي صباح الخميس على صرخات استغاثة قادمة من أحد المنازل، هرع الجميع نحوها ليجدوا ألسنة اللهب تتصاعد من شقة بالطابق الثاني، فيما كانت سيدة وأطفالها يستغيثون من خلف الباب المغلق.

كشفت التحريات أن الزوج، وهو عاطل في العقد الثالث من عمره، معروف بإدمانه المواد المخدرة وسوء سلوكه داخل القرية، دخل في مشادة عنيفة مع زوجته بعد أن رفضت إعطاءه المال الذي طلبه لشراء المخدرات. لم يتقبل رفضها، فاشتد غضبه وغادر المنزل لبعض الوقت، ليعود بعدها ممسكًا بعبوة بنزين.

سكب الزوج البنزين في أرجاء الشقة وأشعل النيران دون أن يبالي بوجود زوجته وأطفاله الصغار داخلها، ثم فرّ هاربًا، تاركًا وراءه جحيمًا مشتعلًا وصراخًا يملأ المكان.

لم يتردد الجيران لحظة واحدة، فهرعوا لكسر باب الشقة وإنقاذ الزوجة وأطفالها الذين كانوا يختنقون من الدخان، وتمكنوا من إخراجهم قبل أن تصل ألسنة اللهب إليهم.

وفي غضون دقائق، وصلت قوات الحماية المدنية مدعومة بسيارات الإطفاء والإسعاف، وتمكنت من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى المنازل المجاورة، ورغم أن الأسرة نجت من الموت، إلا أن الشقة تحولت إلى كتلة من الفحم، بعد أن التهمت النيران الأثاث والمقتنيات بالكامل.

عقب الحادث، أطلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الفيوم، بقيادة اللواء أحمد عزت، حملة مكثفة لضبط المتهم الذي لاذ بالفرار فور تنفيذ جريمته. وأكدت التحريات أن الزوجة كانت تعاني منذ فترة من خلافات متكررة معه بسبب إدمانه وتعاطيه المواد المخدرة، وأنها كانت تخشى بطشه، خاصة حينما يمر بحالة من فقدان السيطرة تحت تأثير المخدرات.

وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق، ووجهت للمتهم الهارب تهم الشروع في القتل العمد، وإتلاف ممتلكات الغير عمدًا، وتعريض حياة أسرته للخطر.