أول طلب من الحكومة السورية المؤقتة لمجلس الأمن
طالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري لإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في شمال سوريا، معتبرة ذلك انتهاكًا لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974.
وفي رسالتين متطابقتين وجهتهما إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اللتين حصلت عليهما وكالة "أسوشيتد برس" يوم الجمعة، أكد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، أنه يتصرف "بناء على تعليمات من حكومتي" لتقديم هذه المطالب.
وتعتبر هذه الرسالة الأولى التي توجهها الحكومة السورية المؤقتة الجديدة إلى الأمم المتحدة.
تاريخ الرسالتين كان 9 ديسمبر، أي بعد يوم واحد من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من قبل المعارضة السورية المسلحة، وإنهاء حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عامًا في سوريا.
وفي رسالته، كتب السفير الضحاك: "في وقت تمر فيه الجمهورية العربية السورية بمرحلة جديدة من تاريخها، يتطلع شعبها إلى بناء دولة قائمة على الحرية والمساواة وسيادة القانون، وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي قد توغل في مناطق إضافية من الأراضي السورية، تحديدًا في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة.
وقد فرض الجيش الإسرائيلي سيطرته في 8 ديسمبر على الجانب السوري من جبل الشيخ في مرتفعات الجولان دون مقاومة، كما نشر قواته في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، فقد أصدر الوزير يسرائيل كاتس في 9 ديسمبر أمرًا للقوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء في جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، خلال فصل الشتاء.
وجاء في البيان: "نظرًا لما يحدث في سوريا، فإن هناك أهمية أمنية كبيرة لبقاء قواتنا في قمة جبل الشيخ، ويجب بذل كل الجهود لضمان جاهزية الجيش في المنطقة، حتى في ظل الظروف الجوية الصعبة".
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع سوريا عام 1974 أصبحت باطلة بعد تغيير السلطة في دمشق.
في سياق متصل، يواصل سلاح الجو الإسرائيلي ضرب أهداف عسكرية سورية، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في 10 ديسمبر عن تدمير البحرية الإسرائيلية للأسطول العسكري السوري. وفي 12 ديسمبر، أفاد المكتب الصحافي للجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو دمر أكثر من 90% من مخزونات صواريخ أرض-جو في سوريا، خلال سلسلة من الضربات الجوية المكثفة.