إبعد عن أحبابك اليوم حتي تراهم غدا

أخبار صادمة تلقيناها خلال اليومين الماضيين جعلتني أشعر إني لابد أن أبعد عن كل من أحبهم حتي يأتي يوم أستطيع أن أراهم مرة أخري .. لا أريد أن أثير الذعر ولكني أريد أن أشارك في حملة التحذير فكل الأخبار التي صدمتني كان لابد أن نستجيب فيها إلي تعليمات منظمة الصحة العالمية بالعزلة والابتعاد عن الجميع في حجر منزلي .. الخبر الأول كان ما أذاعته قناة CNN الأمريكية بأن أن الفيروس التاجي كورونا يمكن أن ينتشر عن طريق الكلام والتنفس..وتظهر الأبحاث فى الصين أن الفيروس يمكن أن يتعلق في الهواء حتي بعد أن يزيل عاملوالرعاية الصحية معدات الحماية أو يتحرك الموظفون لتنظيف الأرضيات، فإن الفيروس يبقي في الهواء أو يظل علي الأسطح والارضيات ليصيب شخصا أخر يسير بنفس المكان فى وقت لاحق!

معني هذا أن مقولة ينتقل بالتلامس لم تعد حقيقية بل أنه يعلق بالهواء والتكييف وقد يكون هذا مبررا لزيادة الأعداد المهولة علي مستوي العالم كله رغم الإلتزام بالتعليمات

الخبر الثاني الصادم أيضا هو إنتقال المرض الي 15 من الفريق الطبي بمعهد الاورام رغم إلتزام الجميع بالارشادات والتعليمات الجادة، ومن يدري كم مريضا قد أصيب أيضا ومن المعروف أن مرضي الأورام مناعتهم ضعيفة وتنتقل إلهم العدوي بسهولة

الخبر الثالث أن هناك أسواقا شعبية في القري مازالت تقام وبها زحام شديد وهناك جلسات عائلية يتجمع فيها الأهل والاصدقاء وتلتقي العائلات علي الغذاء أو العشاء .. البعض مازال لايأخذ الموضوع بالجدية الواجبة

وأضم صوتي لصوت أستاذنا الكبير صبري غنيم لعمل حملات عملات اعلامية لتكريم جيشنا الأبيض من الاطباء وهيئة التمريض والقائمين علي العلاج في المستشفيات والمراكز البحثية الذين يجازفون بحياتهم وحياة أسرهم والمخالطين لهم لحمايتنا وعلاج مرضي الفيروس اللعين .. وهي مرحلة عصيبة ولكن انتشار المرض يجعلنا نضيء النور الاحمر للتحذير وهو مايقوم به الإعلام، يوعي ويحذر ولكن يمكنه أيضا مع حملة التوعية أن تكون هناك حملة لتوضيح الأثار النفسية للبقاء في البيت وكيفية مواجهة هذه العزلة سواء بالتفاؤل أو بالأمل يتعاون خلالها الإعلام مع اطباء علم النفس، فالمكوث في المنزل هو الحل الوحيد والعلاج الناجح حتي الان لتفادي الاصابة .. وأشكر الكاتب الكبير علي الكلمات الرائعة التي قالها في حقي، له مني كل الشكر والتقدير والامتنان

نحن فى مواجهة عدو لا يرحم وباء خطير يجتاح العالم كله وتواجهه مصر قيادة وحكومة بمنتهي الحرفية والمهنية .. الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع لحظة بلحظة ويتخذ الاجراءات السريعة لحماية الشعب بكل ماتتطلبه هذه الاجراءات الصعبة من قوة وشجاعة باقتدار، لكن بقى أن يستوعب المصريين أننا أمام أسبوع عصيب فى المواجهة نكون أو لا نكون، إما أن نكون أمة شعرت بالمسؤلية واستجابت للاشتراطات الطبية والتزم كل مواطن ومواطنة باشتراطات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بضرورة التباعد وعدم السماح بانتقال العدوى من شخص إلى آخر حتى لا تزداد الإصابات بهذا الشكل الجنونى الى نراه ونشاهد آثاره المدمرة لحياة البشر فى أكثر الدول تقدما وأقوها من حيث الإمكانيات والأنظمة الصحية، ولابد أن يناشد الجميع خليك بالبيت!

والمتابع لمنحنى الإصابات والوفيات المجنون والمتسارع فى الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وانجلترا وألمانيا وإيطاليا وكل الدول الأوروبية بعد الصين وإيران وكوريا الجنوبية يكتشف أن أنجح مواجهة للفيروس حتى الآن وأقوى جهاز مناعى يوقف زحف الفيروس هو التباعد وعدم السماح بانتقال العدوى!

لابد أن نأتي علي أنفسنا ونبعد عن أحبابنا اليوم لنستطيع أن نراهم مرة أخري