إعلام إسرائيلي: ترامب وجه السباب لنتنياهو بسبب اغتيال رائد سعد

كشف الكاتب والصحفي السياسي الإسرائيلي، ناحوم برنياع، عن تفاصيل جديدة حول العلاقات المتوترة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد اغتيال القيادي بالمجلس العسكري لكتائب القسام، رائد سعد، يوم السبت الماضي.

وفي مقال نُشِر، اليوم الإثنين، في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال برنياع إن ترمب ومستشاريه وبَّخوا نتنياهو بطريقة إلى حد توجيه السب إليه، وذلك بعد اغتيال القيادي في كتائب القسام رائد سعد.

وقال برنياع: «أخبرني مصدر موثوق أن سيلًا من الشتائم وُجِّهت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك اليوم، قيلت كلماتٌ تمتنع الصحف المحترمة عن نشرها، ولا يُستَبعد أن يكون بعضها قد قيل لنتنياهو مباشرةً خلال عطلة نهاية الأسبوع».

وأضاف: «يُؤمن المقربون من ترمب بأن عملية الاغتيال لم تكن جزءًا من حوار إسرائيل مع حماس، بل كانت جزءًا من حوارها مع ترمب، وعندما يقرأ البيت الأبيض البيان الذي أصدره نتنياهو لوسائل الإعلام أمس، والذي جاء فيه تعليقه على تصريحاته في اجتماع مجلس الوزراء، سيتعزز هذا الشك، فقد قال نتنياهو إن كل من يحاول إرسال الإرهاب، أو توجيهه، أو تنظيمه، فهو مُستهدف، وستظل سياستنا حازمة ومستقلة»، منوها بأن «الكلمة الأخيرة في البيان مُعدّة للتصدير أيضًا».

والسبت الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، أنه تم اغتيال رائد سعد، واصفين إيَّاه بأنه كان من مهندسي هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان يعمل على إعادة تنظيم حماس والتخطيط لهجمات ضد إسرائيل.

وأفاد موقع والا الإسرائيلي بتصاعد التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة على وقع عملية اغتيال، رائد سعد، القيادي بكتائب القسام، في استهداف لسيارة بمدينة غزة، أسفرت عن 4 شهداء.

ووفق الموقع الإسرائيلي، فإن إسرائيل تتعنت في موقفها الرافض للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون تسلم آخر جثة محتجز في القطاع.

القسام تنعى رائد سعد

وأمس الأحد، نعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رسميًّا، القيادي في مجلسها العسكري، رائد سعد، الذي اغتاله جيش الاحتلال، أمس السبت.

وقالت كتائب القسام، في بيان: «نزف رجلا من رجالاتنا الكبار، وقائدا من قادة مجلسنا العسكري العام، الشهيد القائد رائد سعيد سعد (أبو معاذ)، قائد ركن التصنيع العسكري، الذي ارتقى مع عدد من إخوانه المقاومين بعملية اغتيال جبانة نفذها العدو أمس، في خرقٍ فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار».

وأضافت القسام: «لقد رحل قائدنا الكبير إلى جوار ربه بعد مسيرةٍ عظيمةٍ وطويلة من البذل والعطاء في مختلف ميادين الجهاد والمقاومة، كلّلها بقيادته لمنظومة صناعات القسام، التي شكلت أحد أهم الركائز في إبداع مقاومتنا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ثم إثخانها في جيش الاحتلال والتصدي لعدوانه على شعبنا خلال معركة طوفان الأقصى».

وأكدت القسام أن «العدو النازي باغتياله لقادتنا وأبناء شعبنا، وعدوانه اليومي والمتواصل على أهلنا في مختلف مناطق قطاع غزة قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، وهو يضرب بعرض الحائط خطة ترمب، وعلى ترمب والوسطاء تحمّل مسئولية هذه التجاوزات الخطيرة، وهذه العربدة المتكررة بحق شعبنا ومقاومينا وقادتنا، وإن حقنا في الرد على عدوان الاحتلال مكفول، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا بشتى الوسائل».

وتابع البيان: «نحن نعلن اليوم بأن قيادة القسام قد كلفت قائدا جديدا للقيام بالمهام التي كان يشغلها شيخنا الشهيد أبو معاذ، ونؤكد أن مسيرة جهادنا لن تتوقف وأن اغتيال القادة لن يفت في عضدنا، بل سيزيدنا قوةً وصلابةً وعزما على مواصلة الدرب الذي خطّوه بدمائهم، ولطالما كان هذا دأب شعبنا العظيم، وحركة حماس المجاهدة التي تتم اليوم 38 عاما من الجهاد والعطاء والتضحية في سبيل الله، ثم من أجل فلسطين وأقصاها ودفاعا عن شعبنا وقضيتنا العادلة، والله معنا ولن يترنا أعمالنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

كما نعت حركة حماس، أمس الأحد، «القائد المجاهد الكبير الشهيد رائد سعد (أبو معاذ)، أحد أبرز قادة كتائب القسام، وإلى جانبه ثلة من رفاقه الشهداء الأبطال، وهم: الشهيد المجاهد رياض اللبان، الشهيد المجاهد عبد الحي زقوت، الشهيد المجاهد يحيى الكيالي، الذين ارتقوا في عملية اغتيالٍ صهيونيةٍ غادرة، بعد رحلةٍ طويلةٍ من الجهاد والمقاومة والدفاع عن فلسطين وشعبها».

وقالت حركة حماس، في بيان: «لقد مضى الشهداء القادة أوفياء لعهدهم، صادقين في مسيرتهم، لم يبدِّلوا ولم يساوموا، وكان صمودهم وثباتهم تعبيرًا حيًّا عن روح شعبنا العظيم، الذي يقدّم أبناءه وقادته في درب الحرية والكرامة، ويصنع بدمائه معادلات الصمود والانتصار، وإننا إذ نودِّع اليوم القائد المجاهد رائد سعد، فإننا نودِّع مسيرةً جهادية امتدَّت لأكثر من خمسةٍ وثلاثين عامًا، كان خلالها في طليعة الصفوف، حاضرًا في ميادين العمل المقاوم، مسهمًا في بناء وتطوير قدرات كتائب القسام، ومعزِّزًا لقوتها النوعية، حيث تقلَّد مواقع قيادية مفصلية، وأدّى أدوارًا محورية في مسيرة المقاومة الفلسطينية».

وأضافت: «لقد بدأت هذه المسيرة مع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987، وتصاعدت عبر مراحل متلاحقة من المواجهة والتحدي، حتى بلغت ذروتها في طوفان الأقصى، الذي كان للشهيد القائد رائد سعد دورٌ مركزي في الإعداد له، وفي بناء خطط التصدي لقوات الاحتلال خلال حرب الإبادة الشاملة التي استمرَّت لعامين، فكان حاضرًا بعقله وخبرته وروحه، كما كان حاضرًا بجهاده ودمه، وخلال هذه الرحلة الطويلة، تعرّض الشهيد لمحاولات اغتيال عدة، لم تزده إلا ثباتًا وإصرارًا، ولم تكن بالنسبة له إلا وقودًا إضافيًّا للمضي في مشروع المقاومة، وتحدّي العدو، والتشبّث بخيار المواجهة حتى النهاية».

وأشارت إلى أن «القائد المجاهد رائد سعد لم يكن مجاهدًا في الميدان فحسب، ولا قائدًا عسكريًّا فذًّا وحسب، بل كان رجل قرآن ودعوة وتربية، قدوةً في السلوك، ومثالًا في الإخلاص، ومربيًا من طرازٍ رفيع، راعيًا لمشاريع حفظ القرآن والسنة، ومساندًا لحلقات التربية الإيمانية، التي صنعت جيلًا ربانيًّا في قطاع غزة، جيلًا تعانقت في صدوره آيات القرآن مع الاستعداد الصادق للتضحية والبذل في مواجهة العدو الصهيوني المجرم».

وتابع البيان: «إن حركة حماس، وهي تودِّع قادتها وشهداءها الأبطال، تؤكد لجماهير شعبنا الفلسطيني العظيم أنها ماضية في طريقها بثباتٍ لا يلين، وإرادةٍ لا تنكسر، ولن ترى في جرائم الاحتلال واغتيالاته إلا تأكيدًا جديدًا على صواب خيار المقاومة، وقناعةً راسخة بأن المقاومة هي السبيل، وأن الصمود مع شعبنا على أرضنا المباركة هو الطريق الوحيد القادر على دحر الاحتلال وتحطيم مشاريعه، وانتزاع حقوقنا كاملة غير منقوصة».