إلهام أبو الفتح تكتب: البحث عن الترند.. فيديو

استعرضت الإعلامية رشا مجدي، ببرنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد، مقال «لحظة صدق» للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد» المنشور في صحيفة «الأخبار» تحت عنوان: «البحث عن الترند».

ظاهرة أصبحنا نعانى منها بشكل يومى وهى البحث عن الترند أو أكثر المشاهدات على اليوتيوب.. هذا البحث عن الترند وتحقيقه قد يجلب مكاسب للبعض لكنه ينتهك الحياة الخاصة للناس وينشر أخبارا غير صحيحة بدون ضابط ولا رابط ويروج شائعات وأخبارا غير صحيحة ولا أساس لها وينسب الخبر إلى أى مصادر وهمية على طريقة قالوا وقلنا..

بل أحيانا يتم 'فبركة' فيديو أو صور لبث الأخبار الزائفة 'وركوب الترند' لتزيد المشاهدة والمتابعة وجمع 'اللايكات'.. لا أنكر أن السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي كنز كبير وله الكثير من الجوانب الإيجابية ساعد العديد من الناس فى البحث عن عمل أو حتى العمل من خلاله.. وقد يروج لجوانب إيجابية.. تظهر اتجاهات الرأى العام لكن ما يحدث هو استغلال الجانب السيئ منه.

ما معنى أن تجد فجأة مشاهد مثيرة او اختراعات غريبة أو سلوكيات مريبة أو غيرها من الأفعال التى ظاهرها كوميديا وضحك وهدفها الأساسى البحث عن الترند.

أصبحت معظم السوشيال ميديا إما انتهاك الخصوصية أو ترويج لشائعات اقتصادية وسياسية وكلها بأهداف خبيثة ومعروفة مثل شائعات تطاردنا يوميا عن تعويم الجنيه أو زيادة أسعار سلع استراتيجية أو اختفائها من الأسواق وقد يستغل أحيانا مشكلة عارضة مثل انقطاع الكهرباء أو المياه أو حادث لينتزع التفاعل بأى صورة.

ظواهر غريبة للتجارة فى الترند أصبحت تحاصرنا بداعي الحرية لكنها من وجهة نظري فوضى وإدمان للشهرة والكسب غير المشروع يحطم القيم والأخلاق ويخلق جيلا جديدا لا يرى من الحياة سوى المكسب المادي.

فيديوهات وقصص تدخل البيوت بما فيها من انهيار أخلاقي وألفاظ خادشة.. عالم من الفوضى كل هدفه حصد المشاهدات وتحقيق الأرباح.

لابد من تشريع يحمى الخصوصية ويضع ضوابط لفوضى السوشيال ميديا التي تنشر الشائعات وتثير الأكاذيب، واجب المسئولين، توفير المعلومة الصحيحة وإتاحة مصادر الحصول عليها وليس الانتظار لنفيها بعد أن تصبح 'ترند'، ولابد من رفع درجة الوعى بمخاطر البحث عن الترند من خلال السوشيال ميديا نفسها وبرامج الفضائيات والصحف لكيفية التعامل والفرز لكل ما نسمع ونشاهد أو يلقى علينا من الفضاء الإلكتروني المريب.

فهو خطر حذر منه ومن آثاره السلبية على المجتمع خبراء الطب النفسي والأسرة والاجتماع، لأنه يهدد سلامة الإنسان صحيا واجتماعيا ونفسيا، ويزيد العزلة والانطواء بل يهدد أمن المجتمع بنشر الأكاذيب والشائعات والأفكار الهدامة سياسيا واقتصاديا بشائعات عن الجنيه أو الاستثمار أو الأسعار ليصبح أداة لمحاربة الدول المطلوب تشريع وضوابط حازمة للسوشيال ميديا!