إلهام أبو الفتح تكتب.. الكل للحب مشتاق!

كان عنده حق الشاعر اللبنانى الشهير إيليا أبو ماضى حين قال: إن نفسا لم يشرق الحب فيها هى نفس لا تدرى ما معناها، هذا ما خرجت به من ردود الفعل على مقال الأسبوع الماضي، الذى نصحت فيه قرائى الأعزاء أن يردوا على من يكرهونهم بالابتسام فهو أقوى سلاح وأمضى من السيف أحيانا، فالحياة أقصر من أن نضيعها فى الأحقاد والكراهية، فلحظات الأحقاد مخصومة من حياتنا بينما لحظات النقاء والرضا مضافة إليها، أيامنا تطول إذا عشناها فى الحب وفى الكلمة الطيبة. ومعنى الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيب القلب منشرح الصدر مطمئنا بقضاء الله وقدره إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.. لم أتوقع هذا الكم من الردود على مقالى الأسبوع الماضى بعنوان «اتركونى احب الجميع»، والذى دعوت فيه الجميع لتبادل الحب ونبذ الشائعات، فهى بوابة الشك والكراهية ولأهميتها فى إشعال الحروب، خصصت لها بعض جهات الحقد صفحات وأسست لها بعض دول الشر وزارات وإدارات، وجعلت العالم من حولنا على صفيح ساخن، وردت دول أخرى بوزارات للرفاه والسعادة، فوجئت بكثرة ردود الفعل التى علقت على المقال وطالبت بالمزيد من المقالات فى هذا الاتجاه والتى تحرض على الإحسان وتنتصر للمعانى الاجتماعية والإنسانية التى نسيناها. كلمات القراء منهم الصديق ماجد المنزلاوى الذى قال كل التحية والتقدير لهذه الدعوة الراقية، والمستشار محمد السيسى الذى علق كلمات راقية وأسلوب رائع وفكر متميز، ود. اشرف محفوظ الذى علق ان الدعوة والكلمات التى تحمل كل معانى الحب والتفاهم بين الناس دفعتنى للتعليق لما فيها من أخلاق وانسانيات مفتقدة وياريت مثل هذه الدعوات والكلمات الايجابية تتكرر فى إعلامنا وفى مدارسنا وفى جميع مناحى الحياة لتذكرة الناس بها وهذه سنة حميدة ومن سنّ سنة حميدة فله أجرها وأجر من عمل بها وعصمت دربالة الذى أكد سعادته بموضوع المقال.

شكرا لهم ولجميع القراء فتعليقاتهم كشفت لى أن الابتسامة لم تفقد معناها وأن الحب طريق المعرفة، وليس صحيحا أنها راحت عليها، فى عصر المصلحة والمنفعة البرجماتية، لكنها لم تمت أو تغب أبدا، هى موجودة لمن يطلبها أو يسعى إليها، أو يعرف معناها، ويبدو ان الجميع للحب مشتاقون والجميع يحن الى الحياة الاجتماعية التى تسودها الألفة والبهجة والسلام بعيدا عن التناحر والتصارع والمشاجرات، وبعيدا عن القيل والقال والنميمة التى تغل النفوس وتجلب الكروب.. الجميع يبحث عن الحياة الطيبة، وهى ليست كما يفهمها بعض الناس السلامة من الآفات من فقر ومرض وكدر، لا.. بل الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيب القلب منشرح الصدر راضيا ومطمئنا بقضاء الله وقدره، إن سعى وأخذ بالأسباب وأصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، هذه هى الـحياة الطيبة وهى تساوى راحة القلب.. دمتم بأمان الله.