إلهام أبو الفتح تكتب.. «برلمان مصر.. وانتخابات الشيوخ».. فيديو
استعرضت الإعلامية رشا مجدي، في برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة «صدى البلد» مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، رئيس شبكة قنوات «صدى البلد» ومدير تحرير جريدة الأخبار، والذي جاء بعنوان «برلمان مصر.. وانتخابات الشيوخ».
وجاء نص المقال كاملًا كالتالي:
أحيانا يطلق البعض مقولة أو فكرة ونقع أسرى لهذه المقولة أو الفكرة دون أن نبحث فى حقيقتها، منها ما سمعته من أقوال بأن أداء البرلمان كان باهتًا، وأن الأجهزة التنفيذية سيطرت على المشهد، وأنه لم يعد لدينا نجوم برلمانيون، سواء من نواب المعارضة أو الأغلبية، وهذه بالقطع وجهة نظر صاحبها لها ما لها وعليها ما عليها.
ولكني أختلف معها، فهناك أرقام تتحدث عن نفسها وإنجازات تؤكد أن البرلمان عمل بجدية وحرفية طوال الدورة التشريعية الماضية في ظل العديد من التحديات، خاصة بعد أحداث يناير والفوضى التي سبقت ٢٠١٤، بالإضافة إلى كم التشريعات التي أنجزها وتؤهله لأن يكون برلمان التحدى.
ولا يتسع المجال لسرد حجم الجهد الذى استغرقه إقرار ومناقشة أكثر من 700 مشروع بقانون وما يقرب من 350 قرارا بقانون وتصدي البرلمان لملفات شائكة وتعديلات تشريعية غير مسبوقة ومهمة فى مجال قانون الخدمة المدنية والتأمين الصحى وتأسيس البيئة الجاذبة للاستثمار والنهوض بالزراعة والصناعة، وقد انعكست نتائج هذه القوانين والتشريعات على وجه الحياة من حولنا، وفى دعم جهود الدولة فى مجال الحماية الاجتماعية والحفاظ للدولة على حقها دون المساس بالطبقات الدنيا ومحدودى الدخل، خاصة فى ظل أزمة جائحة كورونا التى عطلت وأربكت دواليب العمل فى أعتى الدول الديمقراطية، خاصة أن الظروف المحلية والدولية التى عمل فيها البرلمان المصرى، ظروف غاية فى الصعوبة سواء فى الحرب على الإرهاب أو المؤامرات الخارجية.
أبسط التحديات هى التغطية الإعلامية التى ظلمت البرلمان، وكلنا يتذكر البرلمانات السابقة، التى كانت تفتح لها
أبوابا وصفحات ثابتة فى الصحف المصرية، كما كان هناك تردد خصصه التليفزيون المصري لقناة تنقل بثا مباشرا لجلسات البرلمان، جعلت المواطن يشعر بأنه جزء منها ويتابع ما يحدث تحت قبة البرلمان ويزداد وعيا بما يطرح من مناقشات وأفكار وآراء ويزداد فهما بأصول المعارضة وفن الاختلاف فى الرأى مع الاتفاق على المصلحة العليا للوطن، كانت التغطية الإعلامية لأعمال البرلمان أمام الناس وعلى الهواء مباشرة، وهو ما أتمنى أن نعيد النظر فيه مرة أخرى ونحن على أعتاب مرحلة برلمانية جديدة وانتخابات الغرفة التشريعية الثانية مجلس الشيوخ، وما تتطلبه من المزيد من الوعى والمشاركة.
وقد كتبت منذ أسبوعين عن بدء الترشح لمجلس الشيوخ، متشجعة بإنجازات مجلس النواب، ولا ننكر أن وجود الغرفتين أفضل لاتساع مساحة الرأي والرأي الآخر، وكلى ثقة أن السنوات العشر المقبلة ستشهد صياغات جديدة
للأنظمة السياسية في العالم نتيجة رفض بعض المجتمعات للأحزاب بأشكالها التقليدية وضرورة إعادة النظر فى أساليب الحياة الحزبية وممارسة الأحزاب لدورها واختيارها لممثليها فى البرلمان بمجلسيه.
وبالقياس للأرقام والإنجازات والظروف الصعبة والتحديات الداخلية والخارجية أمام البرلمان، لا بد أن أتوجه بالتحية للدكتور علي عبد العال الذى قاد دفة العمل الوطنى البرلمانى باقتدار، ومعه أعضاء المجلس الموقر والأمين العام محمود فوزي، دينامو المجلس صاحب الخبرة البرلمانية الطويلة، وللحق فقد كان الأداء قويا، من العديد من الوجوه البرلمانية العتيدة.
ويحضرنى أداء النائب محمد أبو العينين الذي دخل البرلمان منذ أشهر قليلة، لكنه استطاع أن يثبت أن الخبرة البرلمانية المتراكمة المحلية والدولية تعطي أداءً برلمانيا مختلفا، فكرئيس للبرلمان الأورومتوسطي وعضو بالبرلمان ٢٠ سنة أعطى أداءً قويا وكان قدوة في الأداء البرلماني والالتزام، كما أشاد به الدكتور علي عبد العال، والدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة، ومهندس المناقشة الجادة والجيدة والقوية للموازنة العامة للدول، والدكتور عبد الهادي القصبي، صاحب الدور الأكبر في حشد الأغلبية لمناقشة القوانين التي تمت الموافقة
عليها، وأحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية والأمين العام لائتلاف دعم مصر، والذي لعب دورا كبيرا في إقرار قانون تنظيم ساحات الانتظار لمحاربة البلطجية، والسيد الشريف، وكيل أول المجلس صاحب الخبرات السياسية الكبيرة عبر دورات برلمانية متتالية.
أتمنى أن تكون المحصلة انتخابات نظيفة وراشدة يتحلى فيها الناخب بالوعى فى المشاركة والرشد فى الاختيار من بين المرشحين الأكثر علما ووطنية ومعرفة ووعيا بالقضايا وبأصول الحوار الديمقراطى الذى يقبل الاختلاف فى الرأى والاتفاق على مصلحة الوطن، والأكثر فهما للتحديات التى تواجهها مصر فى الداخل والخارج.
إلهام أبو الفتح تكتب.. انتخابات مجلس الشيوخ في زمن الكورونا
https://www.youtube.com/watch?v=dvQogZvaLsg