إلهام أبو الفتح تكتب: فاروق حسني.. كان ومازال!
أشادت الكاتبة الصحفية إلهام أبوالفتح، مدير تحرير جريدة الأخبار، ورئيس شبكة قنوات صدى البلد، بمقترح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، بتحويل مقر المتحف المصري القديم بالتحرير إلى أكبر أكاديمية لتعليم المصريات في العالم.
جاء ذلك خلال مقالها بجريدة الأخبار، والذي جاء بعنوان «فاروق حسني.. كان ومازال!»، وإلى نص المقال:
تحويل المتحف المصري في ميدان التحرير الي أكبر وأعظم اكاديمية لدراسة علم المصريات في العالم هو واحد من أهم الاقتراحات التي أطالب بتنفيذها فورا لأهمية المكان وأهمية وجود أكاديمية بهذا المستوي في مصر لدراسة علم جذوره مصرية وهو منتشر في العالم كله وله عشاقه ودارسيه وخبراؤه .. هذا الاقتراح قاله الفنان العالمي فاروق حسني في حوار مع الإعلامي الكبير حمدي رزق وأنا أضم صوتي إلي صوته، فالمكان تاريخي ولو تحول الي متحف آخر لن يكون له قيمة في ظل وجود المتحف المصري الكبير.
وفاروق حسني وزير الثقافة الأسبق شخصية لها بصمات كثيرة علي الثقافة المصرية ووجه مصر الحضارى والجمالى ، شاهدت حديثه المهم أول أمس تحدث فيه عن الذوق المعمارى وتراث مصر ومستقبل السياحة بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير.
والحقيقة أنني تعاملت مع فاروق حسني عن قرب لسنوات طويلة حتي قبل أن يكون وزيرا للثقافة فهو شخصية متفردة، فنان بمعني الكلمة، مثقف كما يجب أن يكون المثقف، له رؤية خاصة نذر نفسه لتنفيذها، وظل ثابتا على مواقفه من قيم الجمال والذوق العام، واستطاع أن ينقل الثقافة المصرية الي مرحلة اخري أثناء توليه وزارة الثقافة ولم يتوقف عن العطاء.. فاروق حسني كان ومازال هو أحد المثقفين الكبار في العالم العربي وعلي المستوي العالمي.
في حديثه للزميل حمدي رزق وضع يده علي نقاط كثيرة كالطبيب الذي يشخص حالة المريض ويعطيه الدواء واقترح اقتراحات أري أنها قد تحدث طفرة في الحياة الثقافية في مصر وهي جديرة بالبحث والتأمل.
وكان من أهم ماقاله في رأيي هو ما طرحه عن تحويل مبني المتحف المصري في ميدان التحرير الي أعظم أكاديمية لدراسة علم المصريات في العالم يمكن أن تدر ربحا وتخلق مستوى عالميا.
وتحدث عن العمارات الشاهقة التي أصبحت بمثابة عشوائيات الأغنياء .. وقد كان فاروق حسني طوال عمره حريصا على إبراز جمال المدينة والحفاظ على سماتها. وظلت رؤيته الثابتة أن الفن هو بصمة التاريخ، وأن لكل مدينة شخصية مستقلة، وطابع جمالي خاص بها، فالجيزة مدينة النخيل، والقاهرة المميزة بمبانيها القديمة، وكان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، ينبهر بها ويخصص جزءا من وقته لتأمل طابعها المعمارى في أوقات زيارته للقاهرة، وعبر الفنان الكبير عن حزنه الشديد وهو يتلقى خبر هدم 120 ألف فيلا وقصر في محافظة القاهرة من أجل بناء عمارات سكنية بدلا منها، ووصف ذلك بأنه جريمة في حق الحضارة المصرية.
أشهد أن هذا الرجل كان يضع كرسى الوزارة فى كفة والارتقاء بالذوق العام فى كفة أخرى، وقد أكد ذلك فى حديثه وقال "لم أبحث يوما عن كرسي أو وزارة ".. ولكنى رغم الإمكانيات البسيطة استطعت تحقيق مشروعات ضخمة مثل متحف الحضارة والمتحف الكبير والمتاحف النوعية، ومراكز الإبداع.. ومحكى القلعة الذى كان كان مقلب زبالة ".. وللحق فقد أنشأ فاروق حسنى 150 مكتبة في القرى والمدن من أسوان حتى الإسكندرية، لكن الإخوان والسلفيين كانوا له بالمرصاد!
حديث فاروق حسني، حديث مهم لفنان متميز عن قيمنا الجمالية وقدراتنا وتراث مصر المعماري وإمكانياتنا الحضارية وخاصة المتحف المصري الكبير الذى توقع أنه سيضيف للمتاحف العالمية الكبرى، وسيكون أهم متحف وأعظم مكان على الكرة الأرضية وسيحقق نقلة حضارية، ويغير منطقة الأهرامات ووجه مصر وخريطة السياحة في مصر والعالم !
تحية لفاروق حسني الوزير الفنان الذي كان مثالا للمسئول الذي قدم الكثير للثقافة والفن ،ولفاروق حسني الفنان التشكيلى الذي مازال يثري الحياة الثقافية في مصر رغم ابتعاده عن المنصب الحكومي وأري انه خسارة كبيرة للدولة الا تستفيد بهذه الخبرة وهذه الرؤية وهذه المنظومة المرتبة لقيم مصر الإنسانية والحضارية.